الرأي

يدعوك لتقترب منه!

سعود الشريف
في البداية أسأل الله أن أكون وفقت في ترتيب حروفي لكي تصل لقلبك.

كيف سيكون حالك عندما تقرأ في كتابه العزيز وهو يقول لنبيه، ليخاطب من يقول أنا ربكم الأعلى (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).

هذا حال من تكبر وطغى، فكيف بحالي وحالك ونحن نطيعه ونعصيه، نصلي ونصوم، نعتمر ونحج، نتطوع ونتصدق. هو خلقنا وهو أعلم بخلقنا وضعفنا، يريد لنا الخير ونفعل الشر.

إن أخطأت وهذا طبع بني الإنسان فلا تحزن، فهذه هي صفاتي وصفاتك، نظلم أنفسنا قبل ظلم غيرنا.

إن ابتعدت منه فقد اقتربت منه، خوفك منه هو قرب منه، هو رب رحيم غفور عفو كريم، لا يحاسبك لزلة إن تبت، ولا يحرمك الجنة إن غفلت، يكرمك لنية الخير ويكرمك لتركك نية الشر. استغفارك وذكرك له، محسوب لك في ميزانك.

سبحانك ما أعظمك، تعلم خائنة الأعين وما تخفي النفوس، تقبل من عصاك طيلة عمره وتكرمه بفضلك، فكيف بمن ينحرف عن الطريق ويعود، ينحرف ويعود، ينحرف ويعود.

الله أرحم بك من أمك، لا تبتعد عنه وإن ابتعدت، اقترب منه وستقترب. دعاؤك هو نجاتك، ادعوني أستجب لكم، ادعوه وإن كنت رفيق الشيطان، ادعوه ليقربك إليه، لينير لك الطريق، ليهديك الصراط المستقيم، ليحببك لطاعته وكسب رضاه.

رسالتي لك.. ستزل قدمك ما دمت تتنفس، ما دمت إنسانا، لك مشاعر وكيان، لا تفقد طريقك؛ لأن الذنب يصيبك في صباحك قبل مسائك، لا تقفد طريقك لأنك ظلمت غيرك، لا تفقد طريقك لأنك فعلت الكبائر، لا تفقد طريقك لأنك أهملت صلاتك، لا تفقد طريقك لأنك أكلت الحرام ونشرت الحرام، لا تفقد طريقك، فطريقك أيها الإنسان هو الرجوع إلى الله في كل وقت، الرجوع إلى الله هو رجوع يرافقك كأنفاسك حتى يخرج آخر نفس.

مهما كان حالك الآن ما زالت هناك فرصة، وبعد كل شيء فعلته، ما زالت هناك فرصة للتغيير، للرجوع لمن يدعوك كل ليلة، من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأتوب عليه، كل ليلة، كل ليلة، كل ليلة، فأين أنت؟

تذكر ذلك كل لحظة، النية تصنع الفرق -قتل تسعا وتسعين نفسا- وبنيته الصادقة غفر الله له.