العالم

حرق المصحف حماقة أوروبية تستفز العالم

المملكة: الحادثة ستؤدي إلى نشر الكراهية والتطرف والإقصاء دول العالم الإسلامي تعتبره عملا تحريضيا يسهم في نشر العنف قطر: واقعة شنيعة تثير غضب أكثر من ملياري مسلم حول العالم تركيا عدته جريمة كراهية.. والكويت قالت إنه تأجيج للمشاعر رعب بين دول أوروبا خشية رد فعل دول العالم الإسلامي

أعمال عنف حدثت بعد حرق نسخة من المصحف في السويد (مكة)
فيما تتوالى الحماقات الأوروبية، تشهد الدنمارك خطوة استفزازية جديدة مع قيام متطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في كوبنهاجن، وأعربت السعودية ودول العالم الإسلامي عن إدانتها واستنكارها للخطوة التحريضية التي تسهم في نشر الكراهية والتطرف.

ويجمع المراقبون على أن التصرف الأرعن، يرسخ العداء الشديد بين الشعوب، ويسهم في مزيد من الفتنة والفرقة في مجتمعات تدعي أنها متحضرة، ويقود نحو العنف والإرهاب، ويسهم في نشر التطرف.

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات الإدانة لدول العالم الإسلامي، انتشرت حالة من الخوف والقلق لدى الأوروبيين أنفسهم، خشية ردود فعل متطرفة، قد تؤدي إلى مزيد من الدمار والعنف والإرهاب.

غضب واستنكار

قابلت الدول الإسلامية التصرف الأحمق بحالة غضب واستنكار، وأكدت المملكة بأشد العبارات، إدانة واستنكار ما قامت به مجموعة متطرفة في الدانمارك من حرق للمصحف الشريف أمام السفارة التركية في كوبنهاجن، وشددت على ضرورة ترسيخ قيم الحوار والتسامح والاحترام ورفض كل ما من شأنه نشر الكراهية والتطرف والإقصاء.

واعتبرت الأردن ما حدث عملا تحريضيا وعنصريا مرفوضا يستفز مشاعر المسلمين، خاصة في شهر رمضان المبارك، وأكدت أن إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتبارها شكلا من أشكال حرية التعبير مطلقا، مؤكدة ضرورة وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة التي تؤجج العنف والكراهية، وتهدد التعايش السلمي.

وجددت دعوتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالتصدي لهذه الأفعال وعدم السماح بها، والعمل على نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك، وإثراء قيم الوئام والتسامح، ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية، باعتبارها مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها.

واقعة شنيعة

وشددت قطر على أن هذه الواقعة الشنيعة تعد عملا تحريضيا، واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان المبارك، وحذرت وزارة الخارجية في بيان من أن السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد قيم التعايش السلمي، ويكشف عن ازدواجية معايير مقيتة، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا). وجددت رفض كافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والزج بالمقدسات في الخلافات السياسية، كما حذرت من أن حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا شهدا تصعيدا خطيرا باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم، وجددت في هذا السياق دعوتها للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لنبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، وأكدت على أهمية إعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك.

وجددت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لقيم التسامح والعيش المشترك، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار والتفاهم.

جريمة كراهية

وتحركت تركيا بشكل قوي لاسيما أن المتطرفين لم يكتفوا بحرق نسخة من المصحف، بل حرقوا العلم التركي، ونددت وزارة الخارجية بالحادث مؤكدة أنها جريمة كراهية، ومؤكدة أنها لن تقبل أبدا بمثل هذه الأعمال الشائنة التي يسمح بها تحت ستار حرية التعبير.

وحثت الخارجية التركية السلطات الدنماركية أيضا على اتخاذ إجراءات فورية ضد الجناة إلى جانب تدابير ملموسة لمنع المزيد من الاستفزازات التي تهدد الانسجام الاجتماعي والتعايش السلمي.

أما وزارة الخارجية الكويتية فقد عبرت عن إدانة واستنكار الدولة لإقدام متطرفين على إحراق نسخة من المصحف الشريف والعلم التركي في كوبنهاجن في خطوة استفزازية جديدة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم لا سيما في شهر رمضان المبارك.

وجددت موقف بلادها المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية مسؤولية التحرك السريع لنبذ مشاعر الكراهية والتطرف والعمل على وقف هذه الإساءات المتكررة لرموز ومقدسات المسلمين ومحاسبة مرتكبيها.

أوروبا خائفة

وتسبب التصرف الاستفزازي في حالة من الخوف والترقب لدى الحكومات الأوروبية، وأثارت خطوة مماثلة الشهر الماضي غضب تركيا التي أوقفت مفاوضات مساعي السويد الانضمام لـ»الناتو»، ودفعها ذلك لمنع تظاهرة كان من المتوقع أن تشهد حرقا للمصحف. وبحسب القرار رفضت الشرطة منح الضوء الأخضر لمنظمي التظاهرة الذين خططوا للاحتجاج قرب السفارة التركية في ستوكهولم، مشيرة إلى خطر وقوع هجوم وتداعيات على أمن السويد بعد حرق نسخة من المصحف في المرة السابقة.

وفي العشرين من مارس منعت السلطات البريطانية وزير الأمن الدنماركي السويدي اليميني المتطرف الذي هدد بحرق نسخة من القرآن خلال زيارة إلى يوركشاير من دخول المملكة المتحدة، وبحسب السلطات البريطانية فإن راسموس بالودان، تمت إضافة اسمه إلى مؤشر التحذيرات ولن يسمح له بالدخول إلى البلاد، وهذه ليست المرة التي ينظم فيها بالودان عدة احتجاجات أحرق فيها المصحف الشريف وأدى بعضها إلى احتجاجات مضادة عنيفة

سيناريو استفزازي
  • أحرق المتطرف راسموس بالودان نسخة من القرآن خارج السفارة التركية في ستوكهولم في يناير الماضي في حماية الشرطة.
  • تصاعد الخالف بين دول العالم الاسلامي من جهة وبين السويد ودول أوروبا من جهة أخرى.
  • أثارت الخطوة الاستفزازية تظاهرات في عدة دول إسلامية.
  • أدت الخطوة إلى غضب تركيا التي أوقفت مفاوضات مساعي السويد الانضمام لـ«الناتو« منعت ستوكهولم تظاهرة كان من المتوقع أن تشهد حرقا للمصحف.
  • حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن السويد لم يعد بإمكانها الاعتماد على دعم أنقرة.
  • حرق متطرفون في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن نسخة جديدة من المصحف.