العالم

معركة الأقصى تعود للواجهة في رمضان

تصريحات وزير المالية الإسرائيلي الاستفزازية زادت عمليات الاحتقان والتحريض مجلس الإفتاء الفلسطيني يدعو إلى شد الرحال لساحات المسجد في الشهر الكريم الأسرى يعلقون إضرابهم ويؤكدون انتصارهم ووقف الإجراءات التعسفية

صلاة التراويح في الأقصى (مكة)
فيما يحمل شهر رمضان علامات الفرح والبهجة لكل دول العالم الإسلامي، يشعر الفلسطينيون بالخوف والقلق مع هلال الشهر الكريم، حيث تطل «معركة الأقصى» برأسها مجددا، بما تحمل من مواجهات وصدامات وإصابات ودماء تسيل في الساحات الطاهرة.

وبينما تتصاعد الاستفزازات الإسرائيلية للعرب والمسلمين، طلب مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى المواطنين أمس، شد الرحال خلال شهر رمضان إلى مدينة القدس، ومسجدها الأقصى المبارك، مؤكدا أنه «بأمس الحاجة إلى ذلك في ظل ما يتعرض له من حملة شرسة تستهدف وجوده وقدسيته ووحدته بالتدنيس والعدوان».

وينذر التصعيد الأخير، إلى أن الاحتمالات ستظل مفتوحة للمزيد من التصعيد وفقا لقراءة الأطراف المعنية، والتجاوز عن خطاب اليمين ومحاولة إشعال حرب جديدة قد تستهدف غزة ولكنها لا تمانع في توسيع نطاق الخسائر.

نقطة البداية

وإذا كانت التصريحات الاستفزازية الإسرائيلية وأخرها تصريح وزير المالية زادت من التصعيد في الأيام الماضية، فقد جاءت دعوة مجلس الإفتاء الفلسطيني لتؤكد الرغبة في الصعيد، حيث طالب المجلس بشد الرحال إلى الأقصى لمواجهة عمليات الاقتحام التي تجري في الجانب الآخر، مما يعني المزيد من المواجهات، لاسيما أن الاقتحامات الإسرائيلية تأتي بحماية من قوات الأمن، حيث اقتحمت أمس أحياء في مدينة القدس المحتلة، وداهمت عدة منازل في البلدة القديمة، واعتقلت العديد من الفلسطينيين.

وحذر مركز معلومات وادي حلوة في تقرير له من مخطط استيطاني، لإقامة 1200 وحدة استيطانية، يهدف لفصل أحياء مدينة القدس عن بعضها، وعزل القدس عن مدينة بيت لحم، لمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، كما أفادت مصادر فلسطينية بإصابة طفل برصاص الاحتلال المطاطي، أثناء وجوده في محيط مدرسته ببلدة الرام شمال القدس.

جيل ثائر

ويتابع الإعلام الأحداث الساخنة التي تندلع بين الشباب وجنود الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس لتمتد الشرارة إلى مختلف مدن الضفة المحتلة وغزة والداخل المحتل، وفي كل مرة يبتكر الشباب الفلسطيني أدوات وأساليب جديدة للرد على المحتل الذي يتعمد استفزازهم وقت صلاة التراويح وبعدها، حين يسمح للمستوطنين بالمرور من أمامهم لتأدية بعض الطقوس التلمودية والتلفظ بعبارات تحرض على الكراهية ضد العرب.

وما يزعج الاحتلال الذي يتعمد شن حرب دينية بشكل مستمر هو الجيل الفلسطيني الثائر الذي لا يخشى أسلحة الجنود، بل يستفزهم ويمشي من بينهم دون اكتراث لتهديداتهم بالقنص والقتل، ومع كل حدث يثور الشباب أكثر ويتصدى للمحتل.

اشتعال الأحداث

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن المعركة على القدس لها بعدها الديني لكنها معركة وطنية قومية بالأساس، ويقول «إن التركيز على الأقصى وتطرف الحكومات الإسرائيلية واندماج أحزاب القومية الدينية فيها بخطابها التوراتي الخلاصي المتطرف يبرز العامل الديني لما له من قدرة على التعبئة وحشد الناس، مؤكدا أن الصراع ينزلق إلى حرب دينية، ويؤكد أن الحروب الدينية خطيرة لأنها تستند إلى القداسة ولا تبقي مكانا للحلول الوسط والتسويات ولا تعترف بمرجعيات أخرى مثل القانون الدولي وغيره.

ويرجع اشتعال الأحداث في شهر رمضان وتعمد الاحتلال فعل ذلك، إلى قدسية الشهر الكريم والصلاة في المسجد الأقصى، مما يجعله موضوعا ساخنا ونقطة احتكاك بسبب توافد مئات الآلاف وتأجج المشاعر الدينية التي تتصادم مع القيود والعنجهية الإسرائيلية، ويشير إلى أن جرائم الاحتلال اليومية وطبيعة الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة وانعدام الأفق السياسي وضعف السلطة كلها عوامل تهدد بتفجير الأوضاع.

انتصار الأسرى

في المقابل، أعلنت مصادر فلسطينية الليلة عن تعليق الإضراب الجماعي للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل الذي كان مقررا الشروع فيها أمس.

وقال بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، «إن تعليق الإضراب جاء بموجب تفاهمات جرت مع مصلحة السجون الإسرائيلية»، وأفاد بأنه بعد وقف الإجراءات العقابية والتعسفية بحق الأسرى، تم الاتفاق على تعليق خطوة الإضراب»، وأعربت فصائل فلسطينية في بيانات منفصلة عن مباركتها لـ»انتصار» الحركة الأسيرة في سجون إسرائيل.

الخريطة المزعومة

ويأتي رمضان 2023 على المدينة المقدسة، في ظل حالة من الاستنفار الأمني الإسرائيلي والتضيق والممارسات العنصرية والاعتقال والقتل بحق الفلسطينيين، فيما سيتزامن مع أعياد يهودية سيعمل الاحتلال خلالها على اقتحام الأقصى.

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وهو زعيم حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتطرف، قد صرح خلال لقاء مع مؤيدين لإسرائيل في باريس يوم الأحد الماضي ، أنه «لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني».

وخلال كلمته، عرض سموتريتش خريطة مزعومة لإسرائيل تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينية، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.

تدنيس الأقصى

ويفسر المحلل السياسي أشرف بدر معنى الحرب الدينية بأنها ضد أي دين غير دين المحتل، وظهر المصطلح وقت الحروب في أوروبا ليتغير بعدها إلى حرب قومية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال الإسرائيلي رسميا لم يستخدم هذا المصطلح ولا يسعى لذلك.

ويوضح أن الاحتلال يحاول حصر الصراع على أساس أنه بينه وبين الإرهابيين، مبينا أنه لو أعلن أنها حرب دينية فستكون مع الدول العربية، ويؤكد بدر أن الصراع مع الاحتلال ديني وهم يعملون وفق ذلك الأساس، لذا يتعمدون تدنيس المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.

وعن اشتعال الأحداث في شهر رمضان، ذكر أنها بسبب تزامن الأعياد اليهودية مع شهر رمضان بشكل دائم، فيحاول المستوطنون الدخول للأقصى بشعائرهم وصلواتهم التلمودية، فيحتكون بالمسلمين وهنا تشتعل الأحداث وتبدأ المواجهات كما حدث في السنوات الأخيرة.

ضحايا القدس في 2023:
  • 90 شهيدا
  • 17 طفلا
  • 300 اعتقال
  • 1 سيدة
تطورات فلسطينية:
  • أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي قرار إسرائيل بالسماح بإعادة الاستيطان في شمال الضفة الغربية.
  • أدانت تونس قرار السماح بإعادة الاستيطان، وعبر وزير الخارجية نبيل عمار عن استنكاره الشديد للقرار.
  • أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب فلسطيني صباح اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.