الرأي

صائمون في ميادين الشرف

عبدالله محمد الشهراني
هل علينا شهر الخير والبركات، ومنذ اللحظات الأولى لدخوله - بعد صلاة المغرب - قام الأبناء بتقبيل أيدي ورؤوس الآباء والأمهات، واحتضن الأخ أخاه، وقبلت الأخت أختها، وتواعد الجميع إما على مأدبة السحور الأول أو الإفطار الأول.

لحظات في غاية الجمال محاطة بمشاعر الحب، أدامها الله علينا أجمعين.

لكن وفي هذه الأثناء، هناك إخوة لنا لم يسعفهم الوقت ولا المكان -الذي يتواجدون فيه- على إرسال تهنئة بدخول الشهر الفضيل فضلا عن الاتصال بأحبابهم.

مرابط على ثغور الوطن، ينظر في (دربيله) وهو محتضن سلاحه، يعود إلى معسكره لاحقا ليتمكن من إجراء اتصال، وجراح/ة، يحدق في شاشة جواله بعد إجراء عملية جراحية، ويشاهد لقطات لتجمع أفراد عائلته (فاتتك السمبوسة يا فلان/ة، ليتك معانا).

وملاح جوي يتناول إفطاره الأول في السماء وسوف لن يعود إلا بعد ثلاثة أيام، وقد انتهى كل شيء، واعتاد الناس على رمضان.

ومغترب/ة عن الوطن، نصيبه من رمضان الدموع والذكريات، ومكالمات فيديو محملة بالدعاء بالتوفيق من الوالدين والأحباب (ترجع لنا بالسلامة وأنت سالم/ة وغانم/ة).

وشباب وشابات يعملون بنظام النوبات (الورديات)، ويمر نصف رمضان أو ربما أكثر وهم يفطرون إما راكضين من موقع إلى آخر أو يتسنى لهم في بعض الأحيان أن يتناولوا بضع تمرات خلف مكاتبهم.

ورجال أمن ومدنيون ينظمون الحركة ويسهرون على أمننا في الحرمين الشريفين أو في أحياء المدن، وبعضهم لا يغادرون مواقعهم طيلة الشهر الكريم.

كل ما هو مطلوب منا تجاههم.. كلمات طيبة ومشاعر صادقة نبديها لهم، نعذرهم.. نسأل عنهم وعن عائلاتهم، وأقل شيء نقدمه لهم كلمة شكرا.

كل عام وأنتم بخير، مبارك عليكم الشهر.

ALSHAHRANI_1400@