العالم

اعتقال الأمهات طعنة في قلوب الفلسطينيين

المملكة والدول العربية والإسلامية تستنكر تصريحات وزير المالية الإسرائيلي المسيئة

أمهات فلسطينيات يعشن وجعا متواصلا (مكة)
فيما أدانت السعودية والدول العربية والإسلامية التصريحات العنصرية المسيئة لأحد مسؤولي حكومة الاحتلال بحق فلسطين وشعبها، واصلت السلطات الإسرائيلية اعتقال الأمهات، بالتواكب مع اليوم العالمي للأم.

وقال نادي الأسير الفلسطيني أمس، «إنه تم اعتقال خمس أمهات من بين 29 أسيرة فلسطينية في سجونها، وذكر في بيان بمناسبة يوم الأم الذي يصادف 21 مارس، أن إدارة السجون الإسرائيلية «تحرم أطفال الأسيرات الأمهات وأبنائهن من الزيارات المفتوحة ومن تمكينهن من احتضانهم، عدا عن حرمان البعض منهن من الزيارة، أو عرقلتها». وأوضح أن مجموعة من الأمهات يقضين أحكاما بالسجن لسنوات، بحيث تصل عقوبة إحداها إلى 11 عاما وأخرى إلى 10 أعوام.

تعذيب وتنكيل

وتواجه الأسيرات كافة أنواع التنكيل والتعذيب التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية بحق المعتقلين، بما في ذلك احتجازهن في السجون وإبعادهن عن أطفالهن لمدة طويلة، والتعرض إلى عمليات القمع والتنكيل، والإهمال الطبي». وأشار البيان إلى وفاة أسيرة فلسطينية (68 عاما) في سجون إسرائيل مطلع يوليو الماضي جراء تعرضها لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) علما أنها أم لثمانية أبناء. وأضاف أن اعتقال الأسيرات يشكل وسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد أفراد العائلة، كإحدى أبرز السياسات الإسرائيلية بحق الأمهات، لإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي.

ولفت البيان إلى أن المئات من الأسرى الفلسطينيين يفقدون أمهاتهم خلال سنوات أسرهم دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، فيما تواجه زوجات الأسرى تحديات كبيرة في ظل واقع حرمان الأسر.

إضراب جماعي

وأعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل بدء إضراب جماعي تدريجي أمس، عن الطعام في سجون إسرائيل احتجاجا على إجراءات التضييق بحقهم.

وقال بيان صادر عن اللجنة «إنه سيشرع قادة الحركة الأسيرة في الإضراب، ممثلين بلجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة المشكلة من ستة أسرى يمثلون أكبر الفصائل الفلسطينية.

وأوضح البيان أنه سيشرع بالإضراب مع هؤلاء الأسير محمد الطوس عميد الأسرى الفلسطينيين والمعتقل منذ عام 1985، على أن يشرع أكثر من 2000 أسير فلسطيني بالإضراب بدءا من اليوم الأول لشهر رمضان.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، سلمت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة اليوم رسالة لإدارة السجون الإسرائيلية تتضمن قرار الأسرى الإضراب عن الطعام، في أول أيام شهر رمضان، وذكر نادي الأسير أن مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية ترفض حتى اللحظة، التراجع عن إجراءاتها التي أعلنت عنها بتوصية من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

استنكار سعودي

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها لما صدر من تصريحات مسيئة وعنصرية من أحد مسؤولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بحق دولة فلسطين وشعبها الشقيق.

وأكدت موقف المملكة الرافض لهذه التصريحات المنافية للحقيقة، والتي تسهم في نشر خطاب الكراهية والعنف وتقوض جهود الحوار والسلام الدولي، كما جددت الوزارة دعم المملكة لكل الجهود الدولية الرامية إلى حل القضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية وضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وعبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن رفضها وإدانتها الشديدة، للتصريحات العنصرية الرعناء لوزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، التي ينكر فيها وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه وحقوقه المشروعة، معتبرة أن ذلك يمثل امتدادا للرواية الإسرائيلية الزائفة والأيديولوجيا الصهيونية الاستعمارية التي قامت عليها إسرائيل، قوة الاحتلال، وما تزال تمارس بموجبها التطهير العرقي، والتهجير القسري، والاستيطان الاستعماري، والقتل والاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني، ومصادرة أرضه وممتلكاته وحرمانه من حقوقه.

غضب عربيوتسببت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش في غضب وغليان عربي، وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبو علي، أن هذه التصريحات البائسة للوزير الفاشي وغيره من الوزراء والمسؤولين الرسميين الإسرائيليين التي تمثل الطبيعة الاستعمارية العنصرية والإرهابية لن تنتقص أو تنال من وجود وسيادة المملكة الأردنية الهاشمية أو من وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الراسخة وهويته ضاربة الجذور في أرض وطنه.

وعد التصريحات تهديدا سافرا للأمن والسلم في المنطقة والعالم وتحديا لإرادة المجتمع الدولي ومواثيقه وقوانينه وأعرافه بما في ذلك التنكر للجهود الإقليمية والدولية الأخيرة لخفض التصعيد والتدهور والدفع باتجاه إحياء مسار السلام.

وشدد الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، على ضرورة التنبه لخطورة هذه السياسات الإسرائيلية وأهمية مواجهتها بمواقف وإجراءات دولية حازمة.

استدعاء السفير

وفيما عبرت مصر والإمارات وقطر وعدد من الدول العربية عن رفضها للتصريحات الإسرائيلية، استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير الإسرائيلي في عمان، إثر استخدام وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، خلال مشاركته في فعالية عقدت في باريس، خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة لما يمثله ذلك من تصرف تحريضي أرعن، وأبلغته بأن ذلك يمثل تصرفا عنصريا وخرقا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.

وذكر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي بأنه قد تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته، أكدت كذلك على إدانة الحكومة الأردنية للتصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في الوجود، وحقوقه التاريخية في دولته المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني، وحذرت من خطورة استمرار هذه التصرفات العنصرية المتطرفة.

الأسرى الفلسطينيون في إسرائيل:
  • 700 أسير
  • 915معتقلا
  • إداريا 160طفلا
  • 5أمهات
  • 29 أسيرة