الرأي

هل نوم ابنك صحي؟

عبدالمعين عيد الأغا
خصصت الرابطة العالمية للنوم الأسبوع الثالث من مارس من كل عام يوما توعويا عالميا للنوم، بهدف التأكيد على أهمية النوم في حياتنا وصحتنا، إذ إن الفرد لا يستطيع القيام بأي مهام إذا لم يحصل جسده على الراحة والنوم، فخلال فترة النوم تتم عمليات حيوية داخل الجسم من شأنها تنظيم الإيقاع اليومي للفرد وآلية إفراز الهرمونات، وغير ذلك من العمليات التي تعزز عمل الإنسان وقدرته في الإنتاجية.

ومع هيمنة التقنيات وتوفرها بين أيدي الأطفال أصبح معظم أولياء الأمور يشكون -للأسف- من سهر الأطفال لساعات متأخرة وعدم حصولهم على ساعات كافية من النوم، وكل ذلك نتيجة الألعاب الالكترونية التي غزت عقولهم بشكل يصعب معها السيطرة على الوضع.

وللأسف الشديد فإن هؤلاء الأطفال يجهلون أعراض نقص هرمون النمو الذي له علاقة وثيقة بالنوم الصحي، إذ قد يتعرض الطفل إلى قصر القامة غير المتناسب مع عمره، وضعف معدل النمو مقارنة بالأطفال الآخرين، وزيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر، وظهور الكرش، وتأخر سن البلوغ، بينما يعمل حصول الأطفال على هرمون النمو بالشكل الصحي على زيادة أطوالهم بالمعدل الطبيعي بالنسبة لعمره.

وحتى تكون الصورة أوضح عن الهرمونات المهمة عند الأطفال وأولياء أمورهم فإن هناك ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر، وكذلك إذا كان الطفل نائما تحت الضوء وهي: هرمون النمو والذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول والذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين والذي يفرز من الغدة الصنوبرية.

فقد خلق الله هرمون النمو ليكون إفرازه في الليل أكثر منه في النهار، ويزيد إفرازه ساعات النوم، وتكون أكثر من ساعات اليقظة، وفي مرحلة النوم العميق أكثر من النوم الخفيف، ونقص إفراز ذلك الهرمون نتيجة نوم الطفل نهارا يؤثر سلبا على نموه.

ولو نظرنا إلى فسيولوجية إفراز هرمون الكورتوزول في الجسم لوجدنا أن الله جعل هذا الهرمون يفرز من الغدة الكظرية قبيل صلاة الفجر في الساعة الثالثة أو الرابعة فجرا يبدأ عمل إفرازه ويزداد إلى الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا عندما يكون في قمة الإفراز وبعد ذلك يستمر إفراز الهرمون إلى صلاة العشاء وبعد صلاة العشاء تكون نسبة هرمون الكورتوزول ضعيفة في الجسم، فهذا من خلقة الله عز وجل بأن يبدأ عمله قبل صلاة الفجر وخلال فترة النهار يكون في قمة عمله وبعد صلاة العشاء يكون منخفضا، لذلك الإنسان الذي يستيقظ مبكرا يكون في قمة أدائه العقلي والجسدي.

والهرمون الثالث وهو هرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية، ويفرز في الليل فالله عز وجل أوجد هذا الهرمون لإفرازه في الليل فقط وليس في النهار حتى نسعد بنوم هادئ وجميل، وبالتالي إذا كنا في الليل مستيقظين أو تأخرنا في النوم فإن إفراز هذا الهرمون سيكون ضعيفا جدا لأن الله خلقه يفرز في الليل من أجل أن نسعد في النوم، فدائما الذين يسهرون يعانون نفسيا، وأي اختلال في إفراز الهرمونات الثلاثة يؤثر سلبا على الإنسان.

ومن كل ما سبق فإن السؤال الذي يفرض نفسه: هل نوم أبناؤكم صحي أم التقنيات خطفت ساعات النوم من أعينهم؟

وأخيرا.. يظل الحل والعلاج بأيدينا حتى تكون صحتهم على خير ما يرام.