حملة "إلى الذكاء الاصطناعي" في كاوست تسلط الضوء على التحيز بين الجنسين في الذكاء الاصطناعي، وتشيد بدور المرأة السعودية في مجال التقنية
الخميس / 17 / شعبان / 1444 هـ - 12:09 - الخميس 9 مارس 2023 12:09
أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) حملة 'إلى الذكاء الاصطناعي'، وهي فعالية للاحتفال باليوم الدولي للمرأة تضم هاكاثونا علمياً لمعالجة التحيز بين الجنسين وضعف تمثيل النساء بصفة عامة والسعوديين والعرب بصفة خاصة في برمجيات الذكاء الاصطناعي.
أظهر بحث حديث أجرته كاوست على مجموعة شهيرة من أدوات وبرمجيات الرسوم والتصوير بتقنية الذكاء الاصطناعي أنه عندما طُلب من هذه الأدوات الحاسوبية عمل تصميم تخيلي لشخصية مخترع أو رائد أعمال أو مهندس حاسب آلي كان متوسط تمثيل المرأة في هذه النتائج لا يتجاوز واحد في المائة فقط. وهو مخالف للواقع إذا ما نظرنا إلى أن ثلث رواد الأعمال في المرحلة المبكرة هم من النساء، وأنهن يمثلن 20 في المائة من علماء الحاسب الآلي في العالم، وأنهن أيضًا يمتلكن 45 في المائة من الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية. وتدلل هذه النتائج على التحيّز الكبير في الشبكات العصبية (الحاسوبية) اليوم، وتثير تساؤلات حول آليات تدريبها.
اختارت كاوست تسمية هذه الحملة ' إلى الذكاء الاصطناعي' للتأكيد على أهمية وجود تمثيل واقعي ودقيق في خوارزميات الذكاء الاصطناعي تشمل بيانات التركيبة السكانية في المملكة العربية السعودية والعالم. وفي هذا السياق يوضح البروفيسور يورغن شميدهوبر، أستاذ علوم الحاسب الآلي في كاوست والخبير العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي: 'يعتبر التحيز بين الجنسين مشكلة قائمة في العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي التعليمية التي تعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة.
وقال إن أحد الحلول المطروحة هو إعادة تدريب هذه الخوارزميات على مجموعات من البيانات تكون غير متحيزة ومختارة بشكل مناسب. ومع ذلك، فإن إنشاء مثل هذه المجموعات ليس بالأمر الهيّن،' وأضاف ' أسعدني معرفة أن العلوم والتقنية باتت من المسارات الوظيفية المفضلة لدى النساء في السعودية، وأن 47 في المائة من خريجي دورات الذكاء الاصطناعي في أكاديمية كاوست هم من النساء. وهذا قد يؤدي في حد ذاته إلى دفع المزيد من النساء العاملات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء مجموعات بيانات جديدة أقل تحيزًا'.
يشار إلى أن كاوست كانت -ولا تزال - منذ إطلاقها في عام 2009، محركًا قويًا لتمكين المرأة في المملكة العربية السعودية من خلال إدماجها في الأوساط الأكاديمية وخلق فرص وظيفية للنساء في الجامعة والمملكة. على سبيل المثال، تبلغ نسبة الطالبات في الجامعة 39 في المائة – وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي للنساء في برامج العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. كما أن خريجات أكاديمية كاوست في دورات الذكاء الاصطناعي يشكلن نسبة 47 في المائة.
إن تدريب رواد الأعمال الشباب والعلماء من جميع أنحاء المملكة وإعدادهم الإعداد الجيد هو في صميم رسالة كاوست. وفي هذا السياق، ساهمت برامج ريادة الأعمال في الجامعة بتدريب أكثر من 24000 متدرب ومتدربة، وجاءت مشاركة النساء بنسبة 51 في المائة. كما تبلغ نسبة النساء المؤسسات للشركات الناشئة 49 في المائة في مسرعة 'تقدّم'، إحدى أبرز برامج تسريع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي أيضًا نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي. ومن بين الأمثلة المتميزة على ذلك، أسرار دمدم، مؤسسة شركة يوفيرا (Uvera)، وشهد جفري، مؤسسة شركة تافي (Taffi)،
كلتاهما خريجات مسرعة 'تقدّم'، ومن الشخصيات السعودية الملهمة لرائدات الأعمال في المملكة، حتى إن مجلة 'أريبيان بزنس' قامت بإدراجهما في قائمة فوربز (30 Under 30) للنساء الأكثر تأثيراً تحت سن الثلاثين في الشرق الأوسط.
ويقول هتان أحمد، مدير مركز كاوست لريادة الأعمال 'تتمتع المملكة العربية السعودية بنظام بيئي مزدهر يعزز ريادة الأعمال للمرأة. حيث تشير البيانات إلى أن من بين كل عشر نساء هنا؛ تسع منهن يفضلن مجال الأعمال التجارية. وينعكس هذا في برامجنا حيث تمثل المرأة أكثر من 50 في المائة من المتدربين من جميع أنحاء البلاد. وهذا يدلل على أن نتائج الذكاء الاصطناعي منحازة ومنفصلة عن الواقع، بل إنها لا تعكس أيضًا حقيقة ما يجري محليًا – وهو ما نسعى لتغييره'.
تم تطوير الحملة الإعلامية ' إلى الذكاء الاصطناعي ' من قبل (VMLY&R) دبي - شركة تسويق واتصالات أمريكية متخصصة في الدعاية والإعلان- لتسليط الضوء على هذا النقص في التمثيل. يقول فرناندو ميراندا، المدير الإبداعي في الشركة 'يُقابل الأداء الإبداعي للذكاء الاصطناعي في الوقت الحاضر إما بالإعجاب أو بالشك. ومن وجهة نظري، أرى أن الذكاء الاصطناعي هو انعكاس للواقع، فهو قائم فقط على كل ما نعلمه له وحملتنا تعكس هذه التحيزات'.
ستتواصل حملة 'إلى الذكاء الاصطناعي' والهاكاثون الذي تستضيفها كاوست حتى الصيف، حيث ستستقطب طلبة وعلماء الذكاء الاصطناعي وتقنية تعليم الآلة من المملكة العربية السعودية والعالم لإعادة تدريب هذه الأدوات والخوارزميات بهدف التخفيف من آثار التحيّز فيها. وتحقيقًا لهذه الغاية، سيقوم المشاركون في الهاكاثون بمراجعة مجموعات من البيانات السكانية، والتسميات والنماذج المستخدمة، بالإضافة إلى إنشاء مجموعات من البيانات الجديدة للتدريب. وسيؤكد هذا الهاكاثون على الدور الكبير الذي تقوم به جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)والتزامها المستمر بدفع عجلة التغيير في البلاد من خلال إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية.