العالم

هل يترشح ترمب بعيدا عن الجمهوريين؟

دونالد ترمب ورون ديسانتيس (مكة)
فيما تتنافس 7 أسماء قوية على الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عن الجمهوريين، يتوقع البعض أن يكون الرئيس السابق دونالد ترمب مرشحا رئيسا سواء من خلال حزبه الحالي أو حزب ثالث يقوم بإنشائه.

وبالرغم من طول القائمة المرشحة التي تضم إضافة إلى ترمب، مايك بومبيو، نيكي هالي، فيفيك راماسوامي، لاري هوغان، مايك بنس، ورون ديسانتيس، فإن التوقعات تشير إلى أن التنافس سينحصر في النهاية بين ترمب وديسانتيس للحصول على ثقة الحزب الجمهوري، حسب المحلل الجيوسياسي والكاتب في موقع «1945» براندون ويكرت، ووفقا للاستطلاعات التي أجريت خلال السنة الماضية برهنت ذلك.

مخاوف الجمهوريين

وبينما يتغير الموقع الأول في الاستطلاعات مرارا بين ترمب وديسانتيس، يبقى الواقع أن فرص فوز ترمب ليست حاسمة بمقدار ما يتمنى الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، فقد كان ترمب آخر رئيس جمهوري بالرغم من أنه نوع مختلف من الجمهوريين، وقد نظر إليه كثر في حزبه على أنه قائد لا يمكن الوثوق به مع سجل ملتبس.

وثمة مخاوف مبررة داخل الحزب الجمهوري من أن وضع ترمب كمرشح جمهوري إلى انتخابات 2024 سيكون أكثر تسببا بالضرر مما يستحق الأمر، ومع رون ديسانتيس، يعتقد العديد من الناخبين الجمهوريين أنهم سيحصلون على خيار أفضل.

وتم وصف ديسانتيس بأنه ترمب من دون الحمل، هو يفعل كل ما أحبه الناخبون الجمهوريون في ترمب حين كان في البيت الأبيض، لكن ديسانتيس أكثر انضباطا وأقل إثارة للانقسامات. إذا لعب ديسانتيس أوراقه السياسية بشكل صحيح خلال الأشهر القليلة المقبلة فقد ينتهي بأن يكون أكثر شعبية من ترمب بين الناخبين الجمهوريين.

طريقة أسطورية

ولا يبدو ترمب خارج اللعبة، فلديه قاعدة صلبة لا تتلاءم بالضرورة مع الكتلة التصويتية الجمهورية النموذجية، هؤلاء الناخبون، وهم بشكل أساسي من البيض الريفيين من الطبقة العاملة، سيبقون مع ترمب مهما قال أو فعل، وعلى الأرجح هو سبب قول رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا ماكدانيال إن أي شخص ينوي الترشح إلى الانتخابات التمهيدية سيتوجب عليه التوقيع على التعهد بألا يترشح عن حزب ثالث لو خسر هذه الانتخابات.

ولم يكن هذا البيان موجها ضد رون ديسانتيس أو أي مرشح جمهوري آخر أقل شعبية، لقد كان موجها بشكل حصري ضد دونالد ترمب الذي يتصرف بشكل لا يمكن التنبؤ به بطريقة أسطورية.

انتصار ونجاح

حاول الحزب الجمهوري تحقيق هذا التعهد في 2016 حين استنفدت قيادة الحزب جميع الطرق الممكنة لاحتواء وتقييد صعود ترمب إلى القمة والذي لم ترده آنذاك، وفي ذلك الوقت، قبل ترمب بالتعهد بعد الضغط، مع ذلك، قلة من الناس اعتقدت أنه كان سيحترم تعهده لو خسر الترشيح.

ورجح الكاتب أن يوقع ترمب على التعهد للظهور على منصة النقاش ويترشح كجمهوري. وهو لم يبق له أي شيء ليخسره ولذلك سيحاول كل شيء للعودة إلى البيت الأبيض، لكن إذا بدا أن ديسانتيس سيهزم ترمب في الانتخابات التمهيدية، فسيتخذ ترمب خطوات للترشح عن حزب ثالث.

يرى البعض أن ترمب شخص تنافسي للغاية ويعتقد في مستوى معين أن رجلا وصفه روتينيا بـ»النعسان» سرق منه انتخابات 2020 الرئاسية، لقد ربط نفسه وعلامته التجارية دوما بالانتصار والنجاح.

أن يهزمه رجل كجو بايدن أمر لا يستوعبه. بالنظر إلى هذه المفاهيم، من غير المرجح أن يذهب ترمب إلى المنزل إذا خسر ترشيح الحزب الجمهوري.

الرئيس الضعيف

ويعتقد ويكرت أن جو بايدن، وبالرغم من كونه رئيسا ضعيفا، لا يزال قادرا على التنافس والفوز بالانتخابات، لكن إذا تنافس مع ديسانتيس فستنخفض حظوظه بشكل كبير، ليست هذه هي الحالة مع دونالد ترمب الذي لديه ميل إلى تحفيز المعتدلين الوسطيين وناخبي الضواحي المتعلمين ضده، لأن بايدن رئيس ضعيف، يجب ألا يكون لدى الجمهوريين أي مشكلة في هزيمته، إلا إذا اختاروا المرشح الخطأ. أو بشكل أخطر، إذا قرر ترمب أن يترشح عن حزب ثالث.

وبالعودة للتاريخ، في سنة 1912، أجبر المرشح الجمهوري الضعيف، الرئيس هوارد تافت، على تقسيم أصواته المحدودة مع الرئيس السابق ثيودور روزفلت الذي ترشح عن حزب ثالث تحت اسم بول موز.

انتهى تافت وروزفلت بأن قسما الصوت المحافظ مفسحين المجال أمام وودرو ويلسون الأقل شهرة ليتصدر السباق، قد يحصل الأمر نفسه في 2024.