العالم

المرأة الحديدية تقلب الطاولة في تركيا

خلافات المعارضة تقدم هدية مجانية للرئيس إردوغان

أكرم إمام أوغلو
قلبت زعيمة حزب «الجيد» القومي المعارض في تركيا ميرال أكشنار الموازين والحسابات الخاصة بانتخابات الرئاسة التي أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على إجرائها في 14 مايو المقبل، بعد أن خرجت عن الصف لتعلن انشقاقها عن تحالف من ستة أحزاب معارضة كان يهدف إلى الاصطفاف وراء مرشح موحد لينافس إردوغان الذي يتولى مقاليد الحكم منذ 2003 ويسعى لولاية ثالثة.

وغداة اجتماع لزعماء الأحزاب الستة المعارضة للاتفاق على اسم مرشح توافقي لخوض الانتخابات، وتحديد غد موعدا للكشف عن اسمه، جاء موقف أكشنار مفاجئا، حيث وجهت سهام الانتقاد لـ»الطاولة السداسية»، ودعت رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، العضوين في حزب الشعب الجمهوري إلى الترشح، رافضة توجه التحالف المعارض لترشيح كمال كليجدار أوغلو لمنافسة إردوغان.

وعدت أكشنار، الملقبة بالمرأة الحديدية، تحالف المعارضة لم يعد يعكس الإرادة الوطنية، في ضربة للمعسكر يرى محللون أنها ستعزز فرص إردوغان في الاستحقاق الانتخابي الجديد.

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن ما حدث هدية مجانية منحت لإردوغان جراء انفراط عقد المعارضة، الذي يضم إلى جانب أكشنار وكليجدار أوغلو، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، وزعيم حزب السعادة تمل كرم الله أوغلو، وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو وزعيم الحزب الديمقراطي جول تكين أويصال.

وقالت الصحيفة «إن مسعى موحدا للمعارضة لإزاحة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سقط في الفوضى قبل أكثر قليلا من شهرين على إجراء البلاد انتخابات حاسمة».

وأشارت الصحيفة إلى أن إردوغان يواجه واحدا من أصعب الاختبارات الانتخابية، بسبب الارتفاع الكبير للتضخم، واتهامات بسوء الإدارة الاقتصادية، فضلا عن انتقادات لطريقة التعامل مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي وأودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا وحدها.

ونقلت الصحيفة عن المحلل ولفانجو بيكولي في مكتب تينيو للاستشارات السياسية قوله «ما حدث اليوم (الجمعة) ضربة قوية لمسعى (المعارضة) لإزاحة إردوغان...المعارضة المنقسمة أصبحت أغلى هدية للرئيس».

ووصف بيكولي دعوة أكشنار لأكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، للترشح للانتخابات بأنها دعوة التمرد داخل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.