جمعتني الصدفة بأحد الاستشاريين المهتمين بمجال الخدمات الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة، وخلال حديثنا تطرق لمشروع تقدم به للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبارة عن عربة لذوي الاحتياجات الخاصة تقوم بدور المطوف الذكي بحيث تسهل أداءهم لشعيرتي الطواف والسعي.

والحقيقة أنني خلال حديثه كنت أسترجع جوانب رؤية المملكة 2030 المضيئة والتي رسمها عراب النهضة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأربط بينها وبين هذا المشروع والذي يتوافق مع كثير من جوانب هذه الرؤية الملهمة سواء في جانب خدمة ضيوف بيت الله من الحجاج والمعتمرين أو من زاوية توطين التقنية والصناعات أو من حيث تسهيل الحياة وأداء المناسك بيسر وسهولة لذوي الاحتياجات الخاصة هذه الفئة التي تشكل ما يقارب 7.1%من عدد السكان وتتضاعف النسبة لو أضفنا لها زوار بيت الله من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والحوامل أو حتى المصابين إصابات تسبب لهم إعاقة مؤقتة.

كما تبادر إلى ذهني تساؤل حول دور هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة في دعم مثل هذه المشاريع وهي الهيئة التي عرف عنها تفانيها في أداء مهامها ودعم كل ما من شأنه توفير الحياة الكريمة لذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية الاستفادة من هذا المشروع في تسهيل ممارستهم لحياتهم اليومية، وكذلك دور الهيئة العامة للترفيه ورئيس مجلس إدارتها معالي المستشار تركي آل الشيخ الداعم لكل فكرة متميزة وكل مشروع يسهم في تحقيق الاستفادة الكاملة من برامج الترفيه لكل فئات المواطنين، وكيفية الاستفادة من مثل هذه المشاريع في جعل ذوي الاحتياجات الخاصة يستمتعون ويستفيدون من برامج الهيئة بكل يسهر وسهولة، وكذلك دور الهيئة العامة للطيران المدني في الاستفادة من هذا المشروع في تسهيل عملية التنقل للركاب داخل المطارات في ظل النقلة النوعية التي تقوم بها الهيئة في عملية النقل الجوي وتوسعة المطارات.

أخيرا، لا يسعنا إلا انتظار نجاح المشروع في خدمة ضيوف الرحمن ومن ثم تطويره والاستفادة منه في بقية المناشط.

alotaibibandars@