الرأي

بداية التنمية المستدامة منذ ثلاثة قرون ترسخ في يوم التأسيس

فهد العرجاني
الثاني والعشرون من فبراير عيد وطني احتفل به الجميع، وجعلنا من تاريخ الدولة السعودية الممتد لثلاثة قرون متتالية مادة على لسان الجميع صغارا وكبارا وشاهدنا وسوم يوم التأسيس «يوم بدينا» و»من بدينا» التي تداولها رواد التواصل الاجتماعي بشكل واسع قبل انطلاق العيد الوطني - أي يوم التأسيس - والذي احتفلنا فيه للعام الثاني على التوالي.

ولكن قبل هذا التاريخ بقرنين أو أكثر كانت هناك بوادر تنبئنا عن قدوم كيان ودولة ذات رواسخ أخلاقية وقبول مجتمعي وحركة اقتصادية، ففي عام 1446م، أسس مانع بن ربيعة المريدي بلدة الدرعية وحكمها هو وأبناؤه وأحفاده والتي أصبحت بعد ذلك مركزا تجاريا واجتماعيا مهما على مستوى المنطقة لموقعها الاستراتيجي على مفترق طرق قوافل الرحلات الدينية والتجارية بين العراق والخليج والشام إلى منطقة الحجاز وجنوب الجزيرة العربية لتصبح منطقة لربط الحركة التجارية للمناطق المجاورة.

هذه المدينة الناشئة – الدرعية – تحولت بعد تأسيس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى إلى عاصمة لدولة مترامية الأطراف وانطلقت من خلالها سياسات التفكير في المستقبل وبناء التنمية المستدامة وإدارة الموارد وسلاسل الإمداد، رغم كل التحديات التي واجهتها من الخارج في زمن الثورات الاستعمارية حول العالم، والتي في الغالب أساءت استغلال الموارد الطبيعية في معظم الدول.

بعد عدة عقود رسخت السعودية في أذهان المجتمع الدولي بأن هذا الوطن بني على أسس واضحة ليس فقط في الحفاظ على المورد الطبيعي والإنتاج القومي بل المساهمة الإيجابية لتكون السعودية أكثر بلدان المنطقة على مر التاريخ يستقطب ويوظف رأس المال البشري للعمل والتعلم والتدريب داخل البلاد بما يعود على جميع بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالنفع الاقتصادي.

رؤية المملكة 2030 عززت مفاهيم التنمية المستدامة لدى الجميع ليس في السعودية فحسب بل على مستوى المنطقة لتخبرنا أن الوطن تم بناؤه على أسس راسخة منذ عدة قرون مضت وأن التنمية مستمرة وستستمر، ما دمنا نعتز بتاريخنا الممتد لقرون والعمل بتفان وإخلاص لمستقبل ستقوده عقول أبنائنا النيرة والمبتكرة في مختلف المجالات وتتجدد ذكرانا عن عراقتنا في كل عام من خلال العيد الوطني في يوم التأسيس.

fahadnalarjani@