الرأي

(يوم بدينا)

إيمان أشقر
قبل ثلاثمئة عام سعى الجد الأول الإمام محمد بن سعود لإقامة دولة لها حدود ودستور وراية علم، وكان ذاك هو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى (مر بنا في دروس التاريخ كحدث، حفظناه ولم يحدد له يوم حينها، غاب عنا الاحتفال توثيقا لجهاد رجل أخذ على عاتقه توحيد أطراف الجزيرة ولم شمل القبائل عمرا مديدا).

تجددت صفحات التاريخ وأتى المؤسس الملك عبدالعزيز بن سعود يعلن للعالم مولد دولة ذات سيادة، وحد أطرافها ووسطها وأعلنها مملكة عربية سعودية رايتها ودستورها التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

قبل عشرة أعوام وبتوجيه من المغفور له جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز سلط الضوء على يوم توحيد المملكة وبدأ الاحتفال باليوم الوطني، حدث مختلف لم نعتاده أدخل البهجة على الشعب، وجدد أواصر الولاء والانتماء.

أيام لها بصمة البدايات في تاريخ هذه الأمة تولد زمانا بعد زمان (ما أجمل أن يكون هناك يوم للوطن ننتظره وفاء وتجديد بيعة للمؤسس حامي العلم).

أصبح الجيل الجديد يحفظ تاريخ البلاد وعمرها عن ظهر قلب، تسعون عاما ونيف من الرخاء والأمن والأمان.

بتوجيه حكيم من ملك البلاد جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز ومعه عراب الرؤية الثاقبة الأمير محمد بن سلمان، ومواكبة لتطور البلاد ووقوفها الثقافي الشامخ في كل المجالات كان لا بد من الإشارة إلى عمر الدولة السعودية الأول (بتاريخ 22 فبراير)، ليعلم النشء والعالم أن تاريخ المملكة ليس مئة عام ولا هو احتفال بتسعين من السنين مرت، تاريخ مملكتنا أيها العالم يمتد إلى 300 عام ويزيد، أمة سعودية تعمر أرض الإسلام التي يمتد عمرها لأكثر من 1400 عام.

واليوم ونحن نقف صفا واحدا في الاحتفال بيوم التأسيس من يوم بدينا، تتجدد البدايات من أيامنا المجيدة بانتظار يوم النصر العظيم والاحتفال بتحقيق الرؤية، حتى ذلك اليوم وفي كل يوم نجدد الولاء والبيعة وندعو المولى أن تكون مملكتنا في أمن وأمان، وأن تزدهر وتنمو ويكبر حبها والولاء لها في قلوب أبنائها.

احتفال يوم التأسيس للدولة السعودية لا يكون بتاريخ أزيائها وعاداتها وحسب، بل بقراءة صفحات تاريخها ورجالها الأوائل وآمالهم ورؤيتهم لغد تحقق وصلنا إليه، نستبق تتابعا جيلا من بعد جيل في اتجاه النهضة والتقدم إلى مصاف الدول العالمية.

رحم الله الأمام محمد بن سعود الكبير الذي قال اليوم بدينا. كل عام ومملكتنا بخير.

@DrEmanMA