دروس وأساتذة
الخميس / 11 / رجب / 1444 هـ - 21:24 - الخميس 2 فبراير 2023 21:24
أجيال تذهب وأخرى تأتي، تسليم واستلام، تعليم وأعلام، وللأولى على الثانية اعتراف وتقدير، وللثانية على الأولى إرشاد وتأثير، سبقونا بأعمالهم وعلومهم، ولحقناهم بما ورثناه وأضفناه، والفضل كله لله، أثروا العقول وسكنوا القلوب، صنفوا وألفوا، أرشدوا ووجهوا، سدوا الثغرات، وشرحوا المبهمات، وكل أستاذ كان تلميذا لأستاذ، وهكذا تتابع سلسلة طلب العلم، وفي الكل خير ما أحسنوا النية والعمل، قال خير معلم للبشرية - صلى الله عليه وسلم - (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره).
يقول الأديب أحمد حسن الزيات واصفا الشيوخ الذين تعلموا منهم «يسمتون سمت الأنبياء، فيجعلون دينهم ودنياهم وحدة لا تتجزأ، فإذا قالوا وعظوا، وإذا فعلوا أرشدوا، وإذا صمتوا كانوا كأعلام البر تدل بالإشارة، أو كمنائر البحر تهدي بالشعاع».
نكبر وتكبر همومنا، وتزداد وتتنوع مسؤولياتنا، وتتسع دائرة تأثيرنا، طوعا أو كرها، سنة الحياة، وطبيعة الأشياء، سلاح ذو حدين، وميزان بكفتين، من الظلم أن تحصل على المميزات، وتتجاهل المسؤوليات، لكل مرحلة عمرية مكاسب وتحديات، ولكل شخصية اختيارا أو إجبارا مريدون ومقلدون، يرون فيها مثالا يحتذى، وهداية دلالة وإرشاد، فإن أحسن أحسنوا، وإن أساء أساؤوا، رأى مالك بن دينار - رحمه الله - رجلا يسيء في صلاته، فقال: ما أرحمني على عياله! فقيل له: يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟! فقال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.
مع وجود أساتذة أكفاء، معاصرين وقدماء، ودروس مفيدة لا تعد ولا تحصى، مبثوثة في وسائط المعرفة العديدة، كالكتب الورقية والالكترونية والوسائط المسموعة والمرئية ودورات حضورية تفاعلية وأخرى لا تعترف بمسافة أو مساحة، يتبقى لطالب العلم التحفيز الذاتي المستمر والتركيز العالي المستقر وهمة تكسر الصخر وخطة لا تقبل الجدل، حتى تكون الدروس ذات جدوى، ويكون للأساتذة تأثير وبصمة، قال ابن المبارك - رحمه الله - «إن الصالحين فيما مضى، كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا، وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كره، فينبغي لنا أن نكرهها».
الدروس تأتي في قوالب متعددة وهيئات مختلفة، بين (تأمل واعتبار، وتساؤل واستبصار، واختبار الأفكار، وتبادل الخبرات، وخوض النقاشات، واستنطاق العبارات)، وكلما كان التلميذ بارعا فيما سبق، حاز قصب السبق، ليست الخطورة في أن تتعلم أو أن تبقى جاهلا، الخطر كل الخطر إذا لم ينفعك علمك في دنياك وآخرتك بالتوازي، في كتاب (قوة الجهل) يقول صانع الأفلام جان لوك «لا يهم من أين تأخذ أفكارك، ما يهم هو إلى أين يمكنك أخذها».
يقول الأديب أحمد حسن الزيات واصفا الشيوخ الذين تعلموا منهم «يسمتون سمت الأنبياء، فيجعلون دينهم ودنياهم وحدة لا تتجزأ، فإذا قالوا وعظوا، وإذا فعلوا أرشدوا، وإذا صمتوا كانوا كأعلام البر تدل بالإشارة، أو كمنائر البحر تهدي بالشعاع».
نكبر وتكبر همومنا، وتزداد وتتنوع مسؤولياتنا، وتتسع دائرة تأثيرنا، طوعا أو كرها، سنة الحياة، وطبيعة الأشياء، سلاح ذو حدين، وميزان بكفتين، من الظلم أن تحصل على المميزات، وتتجاهل المسؤوليات، لكل مرحلة عمرية مكاسب وتحديات، ولكل شخصية اختيارا أو إجبارا مريدون ومقلدون، يرون فيها مثالا يحتذى، وهداية دلالة وإرشاد، فإن أحسن أحسنوا، وإن أساء أساؤوا، رأى مالك بن دينار - رحمه الله - رجلا يسيء في صلاته، فقال: ما أرحمني على عياله! فقيل له: يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟! فقال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.
مع وجود أساتذة أكفاء، معاصرين وقدماء، ودروس مفيدة لا تعد ولا تحصى، مبثوثة في وسائط المعرفة العديدة، كالكتب الورقية والالكترونية والوسائط المسموعة والمرئية ودورات حضورية تفاعلية وأخرى لا تعترف بمسافة أو مساحة، يتبقى لطالب العلم التحفيز الذاتي المستمر والتركيز العالي المستقر وهمة تكسر الصخر وخطة لا تقبل الجدل، حتى تكون الدروس ذات جدوى، ويكون للأساتذة تأثير وبصمة، قال ابن المبارك - رحمه الله - «إن الصالحين فيما مضى، كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا، وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كره، فينبغي لنا أن نكرهها».
الدروس تأتي في قوالب متعددة وهيئات مختلفة، بين (تأمل واعتبار، وتساؤل واستبصار، واختبار الأفكار، وتبادل الخبرات، وخوض النقاشات، واستنطاق العبارات)، وكلما كان التلميذ بارعا فيما سبق، حاز قصب السبق، ليست الخطورة في أن تتعلم أو أن تبقى جاهلا، الخطر كل الخطر إذا لم ينفعك علمك في دنياك وآخرتك بالتوازي، في كتاب (قوة الجهل) يقول صانع الأفلام جان لوك «لا يهم من أين تأخذ أفكارك، ما يهم هو إلى أين يمكنك أخذها».