الرأي

«شوف فلان..»

عبدالله السحيمي
توجيه شفوي قد يتعرض له بعض الموظفين من قبل بعض المديرين ولا أقول القادة؛ لأن القادة ليست في قواميسهم مثل هذه المصطلحات المخجلة والمزعجة التي تدل على ضعف في الإدارة ومزاجية في اتخاذ القرار وعدم الرغبة في التحسين والتطوير والمعالجة.

وهذه العبارة ظاهرها القوة بينما تكشف ضعف المدير ومزاجية عقليته وعدم نضجه، إذ إن المكان الذي تعمل فيه ليس ملكا شخصيا أو وقفا مسجلا، ولو كانت مؤسسته الشخصية ربما ابتلاك وتبلاك.

إنها عبارة تكشف التنمر الخفي الذي قد يمارس تجاه موظف بسيط أو شخص يعيش ظروفا وظيفية مجبرا على تحمل ذلك أو أنه يهاب من سلطة مثل هؤلاء الذين يدارون ولا يديرون وهم سلموا عقولهم للغير؛ فتجد مكتبه يتردد عليه أمثاله يكال له المديح والثناء ويتم إيهامه بأنه مميز فتجد أشباهه أصحاب أمزجة متقلبة وبعضهم لا يملك حينما تراجعه كمدير إلا أن يقول «شوف فلان..».

وجماعة «شوف فلان» في العمل الإداري هم شللية يجتمعون على السلوك الواحد والفكر الواحد والأسلوب الواحد وربما تجد فلان الذي ستحظى بمراجعته أقل منك خدمة ومؤهلا ومرتبة وربما لا تجد له تاريخا وظيفيا يشفع له، إنما زاد عنك وعن غيرك أنه امتلك مهارات هذه الشكليات في هز الرأس ونقل المدح والثناء المقزز إلى بعض الممارسات الخاصة التي لا يراها إلا سعادة المدير المبجل بردود خاصة تضعه وتنصبه أنه القائد الهمام والشخص الذي لن يتكرر، والعملة النادر وجودها ليجعلوه يدور حول نفسه ليعيش وهم الكرسي المؤقت.

إن التنمر الخفي المتعددة أشكاله وأساليبه الذي يتم ممارسته نفسيا هو أسلوب من أساليب الإيذاء النفسي الممارس بخفية والذي يركز على تطفيش القدرات وتعطيل العقليات وإبعاد أصحاب الرأي الذين يتحدثون عن المصلحة ويبقى خوفهم على المقاعد الوظيفية، ويهربون من البيئة الشفافة التي لا يرى أصحابها اختراقا يخالف النظام أو تجاوز للمصلحة أو إيذاء يتم تجاه شخص ذنبه أن سعادة المدير لا يقبله.

إن هذه الأساليب التي تحدث برمتها تترك أثرا تجاه العمل والعاملين والمستفيدين من فقدان للمعاملات وغياب لها وتعطيل للمصالح الخاصة بالناس، والأدهى والأمر والمؤلم أن تشتعل فتنة بين الموظفين فيزرع الخوف وتقتنص الأخطاء وتنشر القطيعة ويغيب التعاون والتكامل، مما يساعد ذلك على أن تكون بيئة العمل طاردة منفرة بل تصبح مكانا لعقوبة الموظفين من مواقع أخرى في توجيههم إليها والسبب في كل الأحوال أصحاب جماعة شوف فلان وجماعة شوف لك مكان آخر.

ورغم أن التنظيم الإداري الذي حدث في الأنظمة والتعليمات نتفق بأنه يسير بخطوات فيها نمو وتطور ويسهم ويحفظ الحقوق بالعدالة ويتوافق مع الرؤية المميزة في دفع مسيرة التنمية الإدارية والمجتمعية إلى الأمام.

ويبقى الفكر الإداري عند البعض يحتاج إلى إعادة وتأهيل وتطوير وتجديد من خلال أن زمن الشللية ولى، ولغة التهديد غادرت وتبادل المصالح الشخصية انتهى.

إن الحاجة ماسة بالفعل أن يكون الفكر القيادي الذي يقود حتى الأقسام الصغيرة مؤطرا بالكفاءة والإنتاجية وأن يكون للمستفيد تقييم واقعي يكشف عمل مثل هذه الأقسام والإدارات، حتى يتم معالجة المديرين أصحاب المهارات السيئة والتي تعتمد على السلوكيات المريضة وتحويلهم إلى قادة يركزون على التميز ويشجعون على التنمية ويعيشون بأهداف عملية وواقعية ويتميزون بإعطاء الفرص وتحقيق العدالة.

إن الفكر الإداري المسموم الذي يمارس من البعض يحتاج إلى الوقوف والتصدي له ومحاربته ومعالجته فهو لا يقل خطورة عن الفساد أو الفكر الإرهابي بل يوازيهما من خلال اختطاف القدرات والمقدرات إلى إصابتها بشلل دائم.

Alsuhaymi37@