الرأي

المهارات الناعمة في ظل اقتصاد المعرفة

سالم حميدان
المهارات الناعمة يطلق عليها أيضا المهارات الشخصية أو مهارات التعامل مع الآخرين.

ويقصد بها المهارات غير التقنية أو المتخصصة المعبرة عن القدرات؛ البدنية والفكرية والنفسية للفرد، التي تنعكس سلوكيا من خلال طريقة الفرد في أداء ما يتوجب عليه عمله في حياته الشخصية والعملية، والأساليب التي ينتهجها في التعامل مع ذاته (الذكاء العاطفي) ومع الآخرين (الذكاء الاجتماعي) وتبرز أيضا من خلال تعامله مع الأشياء من حوله ومستجدات الأحداث.

في ظل توجه الدولة - ضمن المنحى العالمي - نحو الاقتصاد المعرفي أو الاقتصاد القائم على المعارف المتوفرة ومعالجتها لتطويرها وتطبيقها وتحويلها لقيم مضافة وتوليد معارف جديدة من خلال الفكر الإبداعي. تركز مؤسسات الأعمال -والمسؤولون عن استقطاب المواهب- على البحث عن المرشحين المتسلحين بالمهارات الناعمة التي تشمل؛ قدرة المرشح على التكيف، وامتلاكه لمهارة عالية في التواصل الفعال، مع تميزه بالفكر الإداري القيادي، والتزام عال بأخلاقيات الأعمال، ورغبته في العمل بروح الفريق الواحد، وقدرته على صناعة القرارات، وإدارة وقته وجهده، متمتعا بأسلوب التفكير النقدي للتطوير وحل المشكلات وتجنب الصراعات.

فاليوم وبجانب الخبرة الفنية أو التقنية تبحث المؤسسات عن مرشحين يتمتعون بالمهارات الناعمة المناسبة لضمان النجاح في تحقيق أهدافها، وتعطيها أولوية بصفتها عامل فصل في حال تكافؤ المرشحين في جانب الشهادات والخبرة.

بل أفاد تقرير للينكدان حول الاتجاهات العالمية للمواهب بتساوي أهمية المهارات الناعمة أو تفوقها على الخبرة التقنية في جانب التوظيف، كما أرجع التقرير سبب عدم نجاح الموظف الجديد في الغالب افتقاره لبعض المهارات الناعمة.

تبقى المعضلة لدى المؤسسات والمعنيين باستقطاب المواهب في صعوبة قياس المهارات الناعمة لدى المرشحين كميا وبالتالي تقييمها.

Salem_Humaidan@