غسيل اللايكات
الأربعاء / 3 / رجب / 1444 هـ - 22:02 - الأربعاء 25 يناير 2023 22:02
منذ أن بدأ التحول الرقمي وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها أخذت المعايير في تقييم الكتّاب والناشطين اتجاهات جديدة ورؤية مختلفة دون النظر إلى الاسم أو الشهادات التي تحملها أو المكانة التي تتبوأها وسبب ذلك أن لكل مرحلة متطلبات ومتغيرات تتكون لها.
ولعل أبرز ما يتم العمل به هو عدد المشاهدات وإعادة اللايكات وانتشارها، وقد برز من له خبرة ومعرفة وأصبح يحصد أرقاما خيالية بالمتابعة والمشاهدة والتأثير وكذلك يجد التسابق إليه من خلال حضوره أو الإعلان لديه أو دعوته بهدف كسب الغنائم التي يحصدها من يجنيها من دعوتهم.
الأمر الذي لا أخفيكم سرا منذ أن بدأت في النشر أجد من يشاركني في تغريداتي وكتاباتي وحتى المقاطع التي تنتشر وفي المقابل تمر علي أسماء خفية وأسماء معروفة لدي.
وقد كنت أتحدث مع أحد الأبناء الذين لم يتجاوز المرحلة الابتدائية وتفاجأت بعبارة: «لا تبحث عن غسيل اللايكات» بعد أن قلت له أنك لا تشجع والدك!
صدمني بعبارته وأثرت هذه العبارة بي وأثارت فضولي من خلال البحث عن تفاصيلها ووجدت أنها وسيلة لكسب المال ووجود ممارسات خفية تمارس، وهو ما نجده من رسائل خاصة تأتيك على حساباتك الخاصة في زيادة المتابعين وظهور موضوع بما يسمى ترند وكثرة المشاهدات رغم أن تحليلك للكثير من الأرقام الخيالية لا يستحق كل ذلك.
إن إعادة التفكير في بناء الكثير من المفاهيم المعرفية والسلوكية تدفعنا بالفعل إلى سبر أغوار ما نعيشه اليوم من واقعية في المعلومة والمعرفة وظهور بعض السلوكيات التي يعيش الكثير من الانعزالية وعدم الخروج إلا في أضيق الحدود، وخروج بعض القناعات والشبهات والتأثير الذي وصل مداه في فهم المغزى والأثر الذي يعيشه جيل اليوم من تشوه في المعلومة واختلاف في القيم وتعدد النماذج والتيه الذي يعيشونه في اتخاذ القرارات، وغياب ربما البيئة الحانية والتي تحتويهم من خلال هذه الأمواج التي تلاطم المعرفة.
إن الحقيقة التي وقفت عليها من خلال حواري مع ابني رأيت أنه يسرد لي قائمة من الصغار لهم حسابات باذخة من المتابعين والمشاهدات وإذا دققت في المحتوى المقدم لا يستحق النظر أو الالتفات أو المتابعة بل إنك كشخص عاقل تستحي مطالعته لوحدك دون مشاركة.
إننا بالفعل بحاجة إلى مراجعة ومبادرة في الوقوف على منحى السيطرة التي تعج بها مواقع التواصل من تفاصيل غير واضحة أو جلية للآخرين.
وأعترف أنه لم تعد الصورة جاذبة أو الكلمة مؤثرة بقدر ما هناك من علاقات تفتت وتدمر للقيم في الرسائل الخاصة والأساليب المستخدمة في عالم يسوده الظلام المكتسح لساحاته ووقوع المثير من الضحايا بهاجس المتابعة والمشاهدات، وقد وقفت على البعض ممن يطلق عبارات ويتحدث بكلام هدفه الإثارة والشهرة وكسب مثل هذه اللايكات، ووجدنا من يوزع شهادات واستحقاقات عبارة عن ورق لا مرجعية لها ويمنح فلان وفلانة بجوائز وهمية.
وكل ذلك من تصرفات وأفعال تخرج من كبار وبعضهم يحملون مؤهلات تتقدم أسماءهم ولا أعلم أحقية استحقاقهم لها من عدمها.
إن غسيل اللايكات شر فكري واجتماعي وانهزام للقيمة والثقافة حينما تبحث عنها بطرق غير مشروعة من أجل أن تتصدر بكلمة «هذا المقطع حاز على أكثر من مليون مشاهدة خلال أربع وعشرين ساعة».
إنه الغسيل الذي وقع فيه البعض وبقي متعفنا بمرارته وأسواره ولم يستهوه سوى ممارسته بكل الطرق والوسائل.
@Alsuhaymi37
ولعل أبرز ما يتم العمل به هو عدد المشاهدات وإعادة اللايكات وانتشارها، وقد برز من له خبرة ومعرفة وأصبح يحصد أرقاما خيالية بالمتابعة والمشاهدة والتأثير وكذلك يجد التسابق إليه من خلال حضوره أو الإعلان لديه أو دعوته بهدف كسب الغنائم التي يحصدها من يجنيها من دعوتهم.
الأمر الذي لا أخفيكم سرا منذ أن بدأت في النشر أجد من يشاركني في تغريداتي وكتاباتي وحتى المقاطع التي تنتشر وفي المقابل تمر علي أسماء خفية وأسماء معروفة لدي.
وقد كنت أتحدث مع أحد الأبناء الذين لم يتجاوز المرحلة الابتدائية وتفاجأت بعبارة: «لا تبحث عن غسيل اللايكات» بعد أن قلت له أنك لا تشجع والدك!
صدمني بعبارته وأثرت هذه العبارة بي وأثارت فضولي من خلال البحث عن تفاصيلها ووجدت أنها وسيلة لكسب المال ووجود ممارسات خفية تمارس، وهو ما نجده من رسائل خاصة تأتيك على حساباتك الخاصة في زيادة المتابعين وظهور موضوع بما يسمى ترند وكثرة المشاهدات رغم أن تحليلك للكثير من الأرقام الخيالية لا يستحق كل ذلك.
إن إعادة التفكير في بناء الكثير من المفاهيم المعرفية والسلوكية تدفعنا بالفعل إلى سبر أغوار ما نعيشه اليوم من واقعية في المعلومة والمعرفة وظهور بعض السلوكيات التي يعيش الكثير من الانعزالية وعدم الخروج إلا في أضيق الحدود، وخروج بعض القناعات والشبهات والتأثير الذي وصل مداه في فهم المغزى والأثر الذي يعيشه جيل اليوم من تشوه في المعلومة واختلاف في القيم وتعدد النماذج والتيه الذي يعيشونه في اتخاذ القرارات، وغياب ربما البيئة الحانية والتي تحتويهم من خلال هذه الأمواج التي تلاطم المعرفة.
إن الحقيقة التي وقفت عليها من خلال حواري مع ابني رأيت أنه يسرد لي قائمة من الصغار لهم حسابات باذخة من المتابعين والمشاهدات وإذا دققت في المحتوى المقدم لا يستحق النظر أو الالتفات أو المتابعة بل إنك كشخص عاقل تستحي مطالعته لوحدك دون مشاركة.
إننا بالفعل بحاجة إلى مراجعة ومبادرة في الوقوف على منحى السيطرة التي تعج بها مواقع التواصل من تفاصيل غير واضحة أو جلية للآخرين.
وأعترف أنه لم تعد الصورة جاذبة أو الكلمة مؤثرة بقدر ما هناك من علاقات تفتت وتدمر للقيم في الرسائل الخاصة والأساليب المستخدمة في عالم يسوده الظلام المكتسح لساحاته ووقوع المثير من الضحايا بهاجس المتابعة والمشاهدات، وقد وقفت على البعض ممن يطلق عبارات ويتحدث بكلام هدفه الإثارة والشهرة وكسب مثل هذه اللايكات، ووجدنا من يوزع شهادات واستحقاقات عبارة عن ورق لا مرجعية لها ويمنح فلان وفلانة بجوائز وهمية.
وكل ذلك من تصرفات وأفعال تخرج من كبار وبعضهم يحملون مؤهلات تتقدم أسماءهم ولا أعلم أحقية استحقاقهم لها من عدمها.
إن غسيل اللايكات شر فكري واجتماعي وانهزام للقيمة والثقافة حينما تبحث عنها بطرق غير مشروعة من أجل أن تتصدر بكلمة «هذا المقطع حاز على أكثر من مليون مشاهدة خلال أربع وعشرين ساعة».
إنه الغسيل الذي وقع فيه البعض وبقي متعفنا بمرارته وأسواره ولم يستهوه سوى ممارسته بكل الطرق والوسائل.
@Alsuhaymi37