الاحتواء (containment) هو فرع في مدرسة علم النفس التحليلي، يعبر عن حاجة الإنسان لإنسان آخر كي يساعده على التنفيس عن مشاعره وضبط نفسه.

الكثير يتمنى إدراك تصرفاته ولا يعرف كيف يحتوي الطرف الذي أمامه، بلا شك فإن الاحتواء فن يتميز به البعض، ويحقق لهم الانتصارات، العقل دائما يتأثر بما يسمع لذلك حاول أن تردد «لا تغضب» وأكررها «لا تغضب»، أيضا «تجاهل» ففي التجاهل فن، ولكن تعلم كيف تتجاهل و(متى) لأن التجاهل سلاح ذو حدين قد يكون احتواء دائما أو نفورا لا عودة به.

من جانب أسري اجتماعي كثيرا ما تطلب المرأة من الرجل أن يعرف ما تريده وحده، بينما يخبرها الرجل أنه لا يستطيع أن يتنبأ بالغيب وأن عليها أن تخبره بما تريد مباشرة لأن بعض الرجال لا يملك الخبرة الكاملة في الاحتواء أو التعامل مع المرأة لو كان يجيد الاحتواء لعرف كيفية التعامل واحتضان آرائها وأفكارها لأن المرأة تعشق التفاصيل والرجل لا يتعمق في تفاصيل الأمور.

ومن جانب سياسي وجد الباحثون أن الرسائل الوجدانية المتعلقة بالسياسة والخلاف بينهما تنتشر داخل المجموعة الواحدة أسرع كثيرا من انتشارها بين الشبكات الاجتماعية ذات الآراء المتشابهة فكريا، لذلك مشكلة الانغلاق الفكري هذه تزيدها سوءا شبكات التواصل الاجتماعي التي ترسل إلينا محتوى يزداد تطرفا أكثر فأكثر، بحيث يتوافق مع تفضيلاتنا السياسية.

أيضا لو تلاحظون بأن السياسيين والقياديين لا يجيبون على كل الأسئلة في آن واحد، فأغلب السياسيين الناجحين عندما يتم سؤالهم في وسائل الإعلام وهم يعلمون هدف هذه الأسئلة، يجيبون بأجوبة غامضة وتضليلية لن تجد منها وسائل الإعلام أي إثارة، وكن متأكدا إذ كنت هادئا وغير متسرع فإنك ستكون من الناجحين جدا في الاحتواء.

@aljanfawi_talal