دموية الأنظمة العقدية.. لماذا؟
الأربعاء / 25 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 21:16 - الأربعاء 18 يناير 2023 21:16
أعدم نظام خامنئي في الأسبوع الماضي أحد قياداته السابقة «علي رضا أكبري» ولمن لا يعرف هذا الرجل، فهو ابن النظام من الذين بنى الولي الفقيه حكمه على قدراتهم الفكرية والإدارية وولائهم له، فلماذا أعدم هذا النظام العقدي أحد أبنائه البارزين والذي شغل عدة مناصب مهمة على مر السنوات وهل لذلك علاقة بالتعصب الديني؟
لن أدخل في تفاصيل سبب إعدام هذا الرجل، ولكن سأتناول الموضوع من زاوية أخرى وهي العلاقة بين التطرف العقدي والعنف، وهل وجود نظام عقدي متطرف على رأس الهرم السياسي يسرع في وتيرة مثل تلك الإعدامات؟ الجواب على كل تلك الأسئلة ببساطة هو: نعم، ولنأخذ عدة أمثلة على ذلك من التاريخ، بدأ بنظام الولي الفقيه نفسه، فقد أعدم هذا النظام عشرات الآلاف من أبناء إيران منذ تأسيسه، فهو بلا شك ضمن أكثر الثورات دموية في التاريخ.
في بداية الثورة أسند خميني إلى شخص يدعى صادق خلخالي مسؤولية محاكمة معارضي الثورة، وقد أصدر خلخالي أحكامه بإعدام آلاف من المعارضين المثقفين بدم بارد، كثير منهم لا ذنب له سوى معارضته السلمية لهذا النظام العقدي ورفضه توليهم حكم شعب مثقف صاحب حضاره قديمة.
توفي صادق خلخالي نتيجة لإصابته بالاكتئاب بعد معاناة من مرض الزهايمر وهو يعاني من الندم والحسرة بسبب مسؤوليته عن إعدام آلاف من أبناء شعبه بدون ذنب يستحقونه.
ويستمر خامنئي في نفس أسلوب المرشد السابق، فقد أفتى لقوات الأمن الإيرانية بجواز استخدام القوة لقمع المحتجين السلميين الذين عانوا من الجوع والفقر والقمع الفكري والاجتماعي، فالنظام يعدم يوميا أعدادا من الشباب الصغار من أبناء جنسه لأسباب تافهة مثل الاحتجاج السلمي ضد الولي الفقيه.
هذا النظام في دمويته لا يختلف عن أنظمة عقدية متطرفة أخرى مثل داعش الذي قتل واغتصب الآلاف من أبناء وبنات مناطق احتلها، والكل يذكر كيف أحرق الطيار الأردني حيا وعلى الهواء مباشرة.
وتحرم الشريعة الإسلامية تلك الأفعال، ولكن الكلفة البشرية ليست ذات أهمية لمثل هذه الأنظمة العقدية؛ فالمهم هو بقاء النظام. التاريخ يحفل بمثل هذه الأنظمة العقدية الدموية باختلاف مذاهبها، وقد شهد التاريخ أنهار الدم التي تركها الغزاة الصليبيون عند دخول القدس وتم عمل كل ذلك باسم الدين وبمباركة البابا حينها.
أين ذهب الإحساس بالرحمة والعفو عند المقدرة من قلوب زعماء هذه الأنظمة العقدية، هذه الصفات التي تدعو إليها الأديان في جميع الكتب السماوية وأولها الدين الإسلامي الذي تدعي هذه الأنظمة الحكم باسمه؟ الإنجيل ينصح أتباعه بالتسامح وإدارة الخد الآخر لمن يضربك على خدك وليس بالقصاص.
من الملحوظ أن كثيرا من زعماء هذه الأنظمة المتطرفة تظهر لديهم بوادر أمراض نفسية تعكسها تصرفاتهم ويصعب على أتباعهم إدراك ذلك بحكم طبيعة هذه الأنظمة والميليشيات التابعة لها، فالإرهاب والقتل والسرقة والاغتصاب وحتى تجارة المخدرات هي نشاطات مبررة في عقلية الزعماء وأتباعهم المغيبين رغم تحريم الدين كل تلك الأفعال. وعلى رأس تلك الأمراض النفسية؛ اضطرابات الشخصية السيكوباثية والشيزوفرينيا وغيرها من الأمراض التي تدل عليها تصرفاتهم وتصريحاتهم.
وقد سجل التاريخ نهايات مأساوية لكثير من زعماء التطرف والذين جعلوا من العنف أسلوبا للحياة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر كثير من زعماء الثورة الإيرانية مثل قاسم سليماني وكثير من رفاقه، العديد من زعماء داعش، العديد من زعماء الميليشيات وقادتها البارزين «وكما تدين تدان»، علينا أن نتذكر دائما أن رسول هذه الأمة بعث بالرحمة والرفق.
almaiahmad2@
لن أدخل في تفاصيل سبب إعدام هذا الرجل، ولكن سأتناول الموضوع من زاوية أخرى وهي العلاقة بين التطرف العقدي والعنف، وهل وجود نظام عقدي متطرف على رأس الهرم السياسي يسرع في وتيرة مثل تلك الإعدامات؟ الجواب على كل تلك الأسئلة ببساطة هو: نعم، ولنأخذ عدة أمثلة على ذلك من التاريخ، بدأ بنظام الولي الفقيه نفسه، فقد أعدم هذا النظام عشرات الآلاف من أبناء إيران منذ تأسيسه، فهو بلا شك ضمن أكثر الثورات دموية في التاريخ.
في بداية الثورة أسند خميني إلى شخص يدعى صادق خلخالي مسؤولية محاكمة معارضي الثورة، وقد أصدر خلخالي أحكامه بإعدام آلاف من المعارضين المثقفين بدم بارد، كثير منهم لا ذنب له سوى معارضته السلمية لهذا النظام العقدي ورفضه توليهم حكم شعب مثقف صاحب حضاره قديمة.
توفي صادق خلخالي نتيجة لإصابته بالاكتئاب بعد معاناة من مرض الزهايمر وهو يعاني من الندم والحسرة بسبب مسؤوليته عن إعدام آلاف من أبناء شعبه بدون ذنب يستحقونه.
ويستمر خامنئي في نفس أسلوب المرشد السابق، فقد أفتى لقوات الأمن الإيرانية بجواز استخدام القوة لقمع المحتجين السلميين الذين عانوا من الجوع والفقر والقمع الفكري والاجتماعي، فالنظام يعدم يوميا أعدادا من الشباب الصغار من أبناء جنسه لأسباب تافهة مثل الاحتجاج السلمي ضد الولي الفقيه.
هذا النظام في دمويته لا يختلف عن أنظمة عقدية متطرفة أخرى مثل داعش الذي قتل واغتصب الآلاف من أبناء وبنات مناطق احتلها، والكل يذكر كيف أحرق الطيار الأردني حيا وعلى الهواء مباشرة.
وتحرم الشريعة الإسلامية تلك الأفعال، ولكن الكلفة البشرية ليست ذات أهمية لمثل هذه الأنظمة العقدية؛ فالمهم هو بقاء النظام. التاريخ يحفل بمثل هذه الأنظمة العقدية الدموية باختلاف مذاهبها، وقد شهد التاريخ أنهار الدم التي تركها الغزاة الصليبيون عند دخول القدس وتم عمل كل ذلك باسم الدين وبمباركة البابا حينها.
أين ذهب الإحساس بالرحمة والعفو عند المقدرة من قلوب زعماء هذه الأنظمة العقدية، هذه الصفات التي تدعو إليها الأديان في جميع الكتب السماوية وأولها الدين الإسلامي الذي تدعي هذه الأنظمة الحكم باسمه؟ الإنجيل ينصح أتباعه بالتسامح وإدارة الخد الآخر لمن يضربك على خدك وليس بالقصاص.
من الملحوظ أن كثيرا من زعماء هذه الأنظمة المتطرفة تظهر لديهم بوادر أمراض نفسية تعكسها تصرفاتهم ويصعب على أتباعهم إدراك ذلك بحكم طبيعة هذه الأنظمة والميليشيات التابعة لها، فالإرهاب والقتل والسرقة والاغتصاب وحتى تجارة المخدرات هي نشاطات مبررة في عقلية الزعماء وأتباعهم المغيبين رغم تحريم الدين كل تلك الأفعال. وعلى رأس تلك الأمراض النفسية؛ اضطرابات الشخصية السيكوباثية والشيزوفرينيا وغيرها من الأمراض التي تدل عليها تصرفاتهم وتصريحاتهم.
وقد سجل التاريخ نهايات مأساوية لكثير من زعماء التطرف والذين جعلوا من العنف أسلوبا للحياة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر كثير من زعماء الثورة الإيرانية مثل قاسم سليماني وكثير من رفاقه، العديد من زعماء داعش، العديد من زعماء الميليشيات وقادتها البارزين «وكما تدين تدان»، علينا أن نتذكر دائما أن رسول هذه الأمة بعث بالرحمة والرفق.
almaiahmad2@