نظرية المغناطيس.. ما بين الخيار الموجب والسالب في الحياة؟!
الثلاثاء / 24 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 22:32 - الثلاثاء 17 يناير 2023 22:32
عندما أتحدث عن نظرية المغناطيس لن أفترض الجزء الموجب (إيجابيا)، والجزء السالب (سلبيا)، بل إن الجزء الموجب مثلا يمثل القوة، والإصرار، والشدة، والقسوة، والقرار، والحكمة. والجزء السالب يمثل، الضعف، والتهاون، والتنازل، والحنية، واللامبالاة، والتهور.
هذه الصفات البسيطة التي اختزلتها في خمس صفات، لا يعني أن الموجب أفضل من السالب، لأن المواقف هي التي تحدد ذلك، ففي بعض الأوقات، قد يكون الضعف أفضل من القوة، وقد يتغلب التهاون على الإصرار، والتنازل أبلغ من الشدة، والحنية تسير الأمور أكثر من القسوة، وتكون اللامبالاة في موقف أفضل من اتخاذ القرار المتسرع، وأن يؤدي التهور لمكاسب أكثر من الحكمة أحيانا، وبكل تأكيد العكس صحيح.
لذلك، ليس بالضرورة كل موجب (إيجابيا) في جميع الظروف، وكذلك ليس كل سالب (سلبيا)، مما يتطلب معرفة كيف تجري عجلة النظرية في حياتنا الأسرية، والعملية، والاجتماعية، وغيرها لأنها تتطلب توازن لعدم تكوين التنافر بين كل موجب مع موجب، وكل سالب مع سالب، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لتطبيقات نظرية المغناطيس في الحياة الزوجية الأكثر الاستمرارية تكمن في معادلة (الموجب والسالب). ففي الوقت الذي يكون فيه الزوج (موجبا) يتطلب أن تكون فيه الزوجة (سالبا)، وكذلك العكس، ولا يعني في ذلك الخضوع، أو المذلة، بل (الموازنة) والأمر ينطبق في الحياة العملية، بين القائد وفريق العمل، والأمر يستمر في الحياة الاجتماعية بين الإخوان، والأقارب، والأصدقاء.
كم حياة زوجية انتهت بسبب تشبث الطرفين بالجزء الموجب، فمثلا ترى الزوجة حقها في التعليم، وتكون لها فرصة (إيجابية) فالابتعاث، بينما الزوج يرى أن بناء الأسرة، وظروف عمله تمنعه ومن (الإيجابية) له أن يرفض، وهنا لكلا الطرفين وجه نظر، وقد تكون على حق من كل طرف، لكن (ما يمنع الموازنة) هو عدم التنازل من أحدهم، كونهما يرى كل منهما التنازل (بنظرة السالب السلبية) مما يتسبب في الانفصال، وحدث ذلك في كثير من قصص الأزواج، بينما أيضا حدث العكس مع غيرهم ممن طبقوا نظرية المغناطيس وتنازل أحدهم للآخر بالامتثال (للجزء السالب) مما أدى إلى (نتائج إيجابية) في سبيل نجاح العلاقة، وأود أن أشير إلى أننا فرضنا أولا تعادل الموقفين بالموجب، وقد يكون التعادل بالسالب أيضا، المهم أن أي تناظر في المواقف يعد خيارا واحدا، بمعنى يكون (موجبا وموجبا) أو (سالبا وسالبا)، ولا يعنيان إيجابيا وسلبيا.
على سبيل العمل، القائد الناجح ليس بالضرورة أن يكون دائما على حق، أو هو صاحب الكلمة الأعلى، بفرض القرارات، والقيود، والغلظة، والشدة، وأن يتفق معه الجميع، بل يحتاج الجزء السالب من التجاوز، وغض الطرف، والتنازل في بعض المواقف من أجل مكاسب أكبر، كذلك الأمر في محيط الإخوان، والأقارب، والأصدقاء، فليس بالضرورة أن تكون الجزء الموجب دائما بفرض وجهات النظر، والانتصار في الجدل، والأصح في الرأي، والتركيز فيما قيل، والتقاط الأخطاء، وغيرها، ممن يراها البعض أنها نقطة لصالحه ضدهم، بل تكون (توجها سالبا) يجعل كل من حولك ينفر منك إذا لم يرافق ذلك تسامح، وتجاوز، وصفح، لأن ذلك يعد موقفا سلبيا مهما كان (الموجب فيه).
ولا يعني مما سبق أن من كان أمامك، سواء زوج أو زوجة أو قائد أو موظف أو أخ أو قريب أو صديق، يتطلب منك إذا كان يتعامل بالجزء الموجب أن تعامله بالسالب والعكس، بل يتم تقدير عدة معايير، بين (العشرة - الظروف - التبعات - الأقل ضررا - التنازل - التقدير- وغيرها من ممكنات الحياة المتوازنة)، وهذا لا يعني ألا يتطلب في بعض الأوقات أن تعدل الموجة بالارتطام الموجب مع الموجب أو السالب مع السالب، حتى تعود الموازنة التي تخضع لمعايير الحياة النقية المتبادلة بالاحترام، والتقدير بين جميع الأطراف.
خلاصة ذلك، كل منا لديه الجزء الموجب، والسالب في شخصيته، وفكره، ومنطقه، وتعاملاته، ومزاجه، ويعتمد ذلك على المواقف، ودوره فيها، لذلك ما يعدل الكفة هو الاتزان المتمثل في نظرية المغناطيس، ليس بالضرورة أن تكون دائما بموقف موجب، لأنه قد يكون خيارا سلبيا، وليس أن تكون بموقف سالب دائما لتكون خيارا إيجابيا، بل الحياة تحتاج منك أن تكون بين موقف موجب أو سالب، حسب الخيار الذي يحقق الإيجابية المرجوة بدلا من السلبية.
hatim_almsaudi@
هذه الصفات البسيطة التي اختزلتها في خمس صفات، لا يعني أن الموجب أفضل من السالب، لأن المواقف هي التي تحدد ذلك، ففي بعض الأوقات، قد يكون الضعف أفضل من القوة، وقد يتغلب التهاون على الإصرار، والتنازل أبلغ من الشدة، والحنية تسير الأمور أكثر من القسوة، وتكون اللامبالاة في موقف أفضل من اتخاذ القرار المتسرع، وأن يؤدي التهور لمكاسب أكثر من الحكمة أحيانا، وبكل تأكيد العكس صحيح.
لذلك، ليس بالضرورة كل موجب (إيجابيا) في جميع الظروف، وكذلك ليس كل سالب (سلبيا)، مما يتطلب معرفة كيف تجري عجلة النظرية في حياتنا الأسرية، والعملية، والاجتماعية، وغيرها لأنها تتطلب توازن لعدم تكوين التنافر بين كل موجب مع موجب، وكل سالب مع سالب، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لتطبيقات نظرية المغناطيس في الحياة الزوجية الأكثر الاستمرارية تكمن في معادلة (الموجب والسالب). ففي الوقت الذي يكون فيه الزوج (موجبا) يتطلب أن تكون فيه الزوجة (سالبا)، وكذلك العكس، ولا يعني في ذلك الخضوع، أو المذلة، بل (الموازنة) والأمر ينطبق في الحياة العملية، بين القائد وفريق العمل، والأمر يستمر في الحياة الاجتماعية بين الإخوان، والأقارب، والأصدقاء.
كم حياة زوجية انتهت بسبب تشبث الطرفين بالجزء الموجب، فمثلا ترى الزوجة حقها في التعليم، وتكون لها فرصة (إيجابية) فالابتعاث، بينما الزوج يرى أن بناء الأسرة، وظروف عمله تمنعه ومن (الإيجابية) له أن يرفض، وهنا لكلا الطرفين وجه نظر، وقد تكون على حق من كل طرف، لكن (ما يمنع الموازنة) هو عدم التنازل من أحدهم، كونهما يرى كل منهما التنازل (بنظرة السالب السلبية) مما يتسبب في الانفصال، وحدث ذلك في كثير من قصص الأزواج، بينما أيضا حدث العكس مع غيرهم ممن طبقوا نظرية المغناطيس وتنازل أحدهم للآخر بالامتثال (للجزء السالب) مما أدى إلى (نتائج إيجابية) في سبيل نجاح العلاقة، وأود أن أشير إلى أننا فرضنا أولا تعادل الموقفين بالموجب، وقد يكون التعادل بالسالب أيضا، المهم أن أي تناظر في المواقف يعد خيارا واحدا، بمعنى يكون (موجبا وموجبا) أو (سالبا وسالبا)، ولا يعنيان إيجابيا وسلبيا.
على سبيل العمل، القائد الناجح ليس بالضرورة أن يكون دائما على حق، أو هو صاحب الكلمة الأعلى، بفرض القرارات، والقيود، والغلظة، والشدة، وأن يتفق معه الجميع، بل يحتاج الجزء السالب من التجاوز، وغض الطرف، والتنازل في بعض المواقف من أجل مكاسب أكبر، كذلك الأمر في محيط الإخوان، والأقارب، والأصدقاء، فليس بالضرورة أن تكون الجزء الموجب دائما بفرض وجهات النظر، والانتصار في الجدل، والأصح في الرأي، والتركيز فيما قيل، والتقاط الأخطاء، وغيرها، ممن يراها البعض أنها نقطة لصالحه ضدهم، بل تكون (توجها سالبا) يجعل كل من حولك ينفر منك إذا لم يرافق ذلك تسامح، وتجاوز، وصفح، لأن ذلك يعد موقفا سلبيا مهما كان (الموجب فيه).
ولا يعني مما سبق أن من كان أمامك، سواء زوج أو زوجة أو قائد أو موظف أو أخ أو قريب أو صديق، يتطلب منك إذا كان يتعامل بالجزء الموجب أن تعامله بالسالب والعكس، بل يتم تقدير عدة معايير، بين (العشرة - الظروف - التبعات - الأقل ضررا - التنازل - التقدير- وغيرها من ممكنات الحياة المتوازنة)، وهذا لا يعني ألا يتطلب في بعض الأوقات أن تعدل الموجة بالارتطام الموجب مع الموجب أو السالب مع السالب، حتى تعود الموازنة التي تخضع لمعايير الحياة النقية المتبادلة بالاحترام، والتقدير بين جميع الأطراف.
خلاصة ذلك، كل منا لديه الجزء الموجب، والسالب في شخصيته، وفكره، ومنطقه، وتعاملاته، ومزاجه، ويعتمد ذلك على المواقف، ودوره فيها، لذلك ما يعدل الكفة هو الاتزان المتمثل في نظرية المغناطيس، ليس بالضرورة أن تكون دائما بموقف موجب، لأنه قد يكون خيارا سلبيا، وليس أن تكون بموقف سالب دائما لتكون خيارا إيجابيا، بل الحياة تحتاج منك أن تكون بين موقف موجب أو سالب، حسب الخيار الذي يحقق الإيجابية المرجوة بدلا من السلبية.
hatim_almsaudi@