لا ترفع العلم في مخابئ الظلام
السبت / 21 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 22:30 - السبت 14 يناير 2023 22:30
هذه الجملة هي خاتمة شرح أحد الدروس العلمية التي ما زالت تحتفظ بها الذاكرة في قسم الصحافة بجامعة الملك سعود التي لم أستمر به إلا أقل من شهر عام 2001م.
فقد كان أحد الأساتذة يتكلم عن مقولة الإمام ابن الجوزي «اكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك»، أي مالك، وما تنوي عمله في المستقبل، والثالثة: ميولك أو أفكارك ومعتقداتك.
والحقيقة أنني لم أهتم بهذه الجملة حتى وقعت في مخالفتها، فأدركت صحتها بعد مسيرة علمية تجاوزت أكثر من عشرين عاما، فقد تركت قسم صحافة جامعة الملك سعود بعد قبولي في مرحلة الماجستير لأشد رحالي العلمية إلى جامعة أخرى وتخصص آخر، فهمت بعد ذلك أنني خالفت مقولة أستاذي (ورفعت العلم في مخابئ الظلام).
وما يجمع بين مقولة أستاذي ومقولة ابن الجوزي هو أنني لم أكتم (مذهبي) وهو حبي لـ (وطني وقيادته) فأظهرت وطنيتي، وكتبت عن الجهود والسياسات الرشيدة لولاة الأمر في بحث الماجستير والدكتوراه، مما تسبب لي بالإقصاء الصريح الذي أعاق مسيرتي العلمية من قبل كارهي الوطنية المخترقين لمنظومتنا التعليمية من عناصر جماعة الإخوان الذين تكثر خلاياهم في أقسام التخصصات الفكرية في بعض جامعاتنا.
وللعودة لمقولة ابن الجوزي أقول إن كتم المذهب عن الناس يفهم من وجهين هما:
الوجه السلبي: وأخذ به أصحاب المذاهب المنحرفة، بقصد إخفاء الانحراف وتضليل الناس والوصول إلى الأهداف.
الوجه الإيجابي: ويؤخذ به لسببين هما:
1 - تجنب الجدل مع الناس.
2 - الاحتياط من الحسد، وكيد المخالفين قبل الوصول للهدف.
والحقيقة أنني التقيت بعد سنوات بأستاذي الجزائري صاحب مقولة (لا ترفع العلم في مخابئ الظلام)، وسألته عن قصده منها؛ فقال: لقد كان أسلافنا الجزائريون ممن كانوا تحت عين المستعمر يكنون في الكهوف كي لا يروا جنود الاستعمار كرها لهم فيحصل أن يجدهم جنود المستعمرين فإن وجدوا معهم أي ما يدل على وطنيتهم بطشوا بهم فانتشرت هذه المقولة.
وإن كنت لم آخذ بنصيحة أستاذي حتى أنجو إلا أنني مؤمن أن (الوطنية والولاء للقيادة) في مثل حالتي هو مذهب لا يمكن كتمه، وهو شرف رفيع، ولكل شرف رفيع ضريبة، ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.
aalsuhaimi_ksa@
فقد كان أحد الأساتذة يتكلم عن مقولة الإمام ابن الجوزي «اكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك»، أي مالك، وما تنوي عمله في المستقبل، والثالثة: ميولك أو أفكارك ومعتقداتك.
والحقيقة أنني لم أهتم بهذه الجملة حتى وقعت في مخالفتها، فأدركت صحتها بعد مسيرة علمية تجاوزت أكثر من عشرين عاما، فقد تركت قسم صحافة جامعة الملك سعود بعد قبولي في مرحلة الماجستير لأشد رحالي العلمية إلى جامعة أخرى وتخصص آخر، فهمت بعد ذلك أنني خالفت مقولة أستاذي (ورفعت العلم في مخابئ الظلام).
وما يجمع بين مقولة أستاذي ومقولة ابن الجوزي هو أنني لم أكتم (مذهبي) وهو حبي لـ (وطني وقيادته) فأظهرت وطنيتي، وكتبت عن الجهود والسياسات الرشيدة لولاة الأمر في بحث الماجستير والدكتوراه، مما تسبب لي بالإقصاء الصريح الذي أعاق مسيرتي العلمية من قبل كارهي الوطنية المخترقين لمنظومتنا التعليمية من عناصر جماعة الإخوان الذين تكثر خلاياهم في أقسام التخصصات الفكرية في بعض جامعاتنا.
وللعودة لمقولة ابن الجوزي أقول إن كتم المذهب عن الناس يفهم من وجهين هما:
الوجه السلبي: وأخذ به أصحاب المذاهب المنحرفة، بقصد إخفاء الانحراف وتضليل الناس والوصول إلى الأهداف.
الوجه الإيجابي: ويؤخذ به لسببين هما:
1 - تجنب الجدل مع الناس.
2 - الاحتياط من الحسد، وكيد المخالفين قبل الوصول للهدف.
والحقيقة أنني التقيت بعد سنوات بأستاذي الجزائري صاحب مقولة (لا ترفع العلم في مخابئ الظلام)، وسألته عن قصده منها؛ فقال: لقد كان أسلافنا الجزائريون ممن كانوا تحت عين المستعمر يكنون في الكهوف كي لا يروا جنود الاستعمار كرها لهم فيحصل أن يجدهم جنود المستعمرين فإن وجدوا معهم أي ما يدل على وطنيتهم بطشوا بهم فانتشرت هذه المقولة.
وإن كنت لم آخذ بنصيحة أستاذي حتى أنجو إلا أنني مؤمن أن (الوطنية والولاء للقيادة) في مثل حالتي هو مذهب لا يمكن كتمه، وهو شرف رفيع، ولكل شرف رفيع ضريبة، ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.
aalsuhaimi_ksa@