العلاج بالخلايا الجذعية ثورة طبية ولكن
السبت / 21 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 21:22 - السبت 14 يناير 2023 21:22
يتصور البعض أن تقنية العلاج بالخلايا الجذعية هي علاج لكل مرض معروف، خاصة تلك الأمراض المستعصية.
ونجد في مواقع الإنترنت لبعض المراكز الصحية، ممن تدعي العلاج بالخلايا الجذعية، معلومات أقرب للخيال منها للواقع، خاصة في بعض دول أوروبا الشرقية وبعض دول آسيا، فهل يدعم البحث العلمي تلك الادعاءات، أم إن الهدف الأساسي من كل ذلك هو الربح المادي؟ هل هناك جوانب مفيدة للعلاج بالخلايا الجذعية؟ وهل هي فعلا ثورة طبية لعلاج الأمراض المستعصية؟ وهل تصلح الخلايا الجذعية لعلاج التوحد ومرض السكر على سبيل المثال؟
الخلية الجذعية هي الخلية الأساسية لكل عضو أو نسيج في الجسم، ويوجد كثير من أنواعها التي تأتي من أماكن مختلفة في الجسم، أو تتشكل في أوقات مختلفة من حياتنا، وهي خلايا بدائية غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام، ولا تشبه أي خلية متخصصة، ولكنها قادرة على تكوين خلية بالغة بعد أن تنقسم عدة انقسامات في ظروف مناسبة، ولها القدرة على التجديد الذاتي، ويعني ذلك أنها يمكن أن تنقسم وتنتج مزيدا من الخلايا الجذعية من النوع نفسه، كما يمكنها أن تصبح نوعا آخر من الخلايا، لها وظائف متخصصة مثل؛ خلايا الجلد والعضلات والدم. ويعزز العلاج بالخلايا الجذعية أو مشتقاتها (يعرف أيضا باسم الطب التجديدي) استجابة إصلاح الأنسجة المريضة أو المختلة وظيفيا، وهذه تقنية حديثة في مجال زراعة الأعضاء، وهي تُجرى باستخدام الخلايا بدلا من أعضاء المتبرعين بسبب ندرتها. ويعمل الباحثون على زراعة الخلايا الجذعية في المختبرات، وتوظف هذه الخلايا الجذعية خصيصا في زراعة أنواع معينة من الخلايا، مثل خلايا عضلة القلب أو خلايا الدم أو الخلايا العصبية.
وتشمل الخلايا الجذعية أربعة أنواع بناء على قدراتها وتحولها الوظيفي، وتشمل: الخلايا الجذعية الجنينية، الخلايا الجذعية البالغة، الخلايا الجذعية الوسيطة، الخلايا الجذعية المحفزة. وتتكون الخلايا الجذعية الجنينية في المراحل الأولى من التكوين البشري، ويتم الحصول عليها من الخلية البدائية التي تكون الجنين، وهي متعددة القدرات، وهذا يعني أن كل خلية منها وبمفردها يمكن أن تشكل جنينا بالكامل بمشيمته في الأيام الثلاثة الأولى تقريبا من تلقيح البويضة. وفي المجال الطبي لهذه الخلايا عدة استخدامات تشمل: دراسة تطور النمو الطبيعي والأمراض واختبار الأدوية، وغيرها من العلاجات، وكذلك تستخدم كعينة لفحص الأجنة في التلقيح الاصطناعي لاختيار الأجنة غير الحاملة للأمراض الوراثية، ومن ثم الحمل بطفل سليم في حال كان الوالدان حاملين بطفرات مسببة لأمراض وراثية.
وتعتبر الخلايا الجذعية البالغة (الخلايا الجذعية الخاصة بالنسيج) أكثر تخصصا من الخلايا الجذعية الجنينية (أي لا يمكن أن يتشكل جنينا من خلية واحدة)، ولديها القدرة على تعويض ما فقده الجسم من خلايا متخصصة، ويمكن لهذه الخلايا الجذعية تكوين أنواع مختلفة من الخلايا لأنسجة معينة أو الأعضاء. الخلايا الجذعية البالغة وجودها نادر في الأنسجة البالغة لذلك استخراجها ليس بالأمر السهل، ولم يتم اكتشاف طريقة لجعلها تتكاثر في المختبر حتى الآن، ويصعب العثور عليها في جسم الإنسان؛ لأنها غير متجددة ذاتيا مثل الخلايا الجذعية الجنينية.
الخلايا الجذعية الوسيطة، هي الخلايا الجذعية البالغة التي توجد عادة في نخاع العظم، ويمكن أن تؤخذ من الأنسجة الأخرى مثل: دم الحبل السري، أنبوب فالوب، الكبد، وغيرها، ولها إمكانات علاجية عالية لإصلاح الأنسجة.
الخلايا الجذعية المحفزة، هي خلايا تمتلك جميع مميزات الخلايا الجذعية الجنينية، ولكنها غير مأخوذة من الأجنة، وهي خلايا غير جذعية تؤخذ من الإنسان، ويتم تحويلها في المعامل إلى خلايا جذعية، ثم إعادتها إلى الشخص نفسه دون رفض الجهاز المناعي لها، والذي يعد من أهم العقبات في زراعة الخلايا الجذعية.
ويتم جمع الخلايا الجذعية بصفة عامة من مصادر تشمل: نخاع العظم، خلايا الدم الجذعية الطرفية، دم الحبل السري بعد ولادة الطفل.
ماذا يحدث للخلية بعد التبرع بها؟. بعد جمع الخلايا من نخاع العظم مثلا، يتم تصفيتها من جزيئات العظام أو الدهون، ويمكن إعطاء الخلايا إلى المريض خلال الوريد بعد التصفية، لكن في بعض الأحيان يتم تجميدها لاستخدامها في المستقبل. من المهم جدا أن تتطابق أنسجة المتبرع والمريض، لتجنب رفض جسد المريض للخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها.
ويتم البحث عن متبرع مناسب بدءا بالوالدين، ثم الإخوة والأخوات الأشقاء، ثم الإخوة والأخوات غير الأشقاء، ثم إخوة وأخوات الأم والأب وأبنائهم، وفي الغالب لا تتطابق الأنسجة مع الزوج أو الزوجة. إذا لم يتم العثور على تطابق من الأقارب، فإن البحث سيتوسع إلى عامة الناس.
وتستخدم الخلايا الجذعية لعلاج كثير من الأمراض التي تشمل بعض أمراض سرطان الدم والمناعة، ويتم العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق زرعها لتستبدل نخاع العظم الذي أصبح إما غير منتج للخلايا، أو مصدرا للخلايا السرطانية، كما تعالج الخلايا الجذعية بعض الأمراض الاستقلابية، فتتم زراعة خلايا الدم الجذعية مبكرا لبعض المرضى، لتعويض العطل أو الخلل في عمل الإنزيمات لعلاج أو تخفيف الأضرار الصحية الجسيمة التي تنتج عن تعطل الإنزيمات. ولا توجد وسيلة علاجية لمرضى السكري باستخدام الخلايا الجذعية حتى الآن، وما زالت دراسات العلماء قائمة حتى هذا اللحظة لإيجاد طريقة لتعويض الخلايا التي تلفت نتيجة تعرضها للهجوم بواسطة الجهاز المناعي للجسم.
هناك كثير من الدراسات المهمة التي قام بها العلماء لاكتشاف نوع من الخلايا الجذعية، يقوم بتأخير نشاط مرض التصلب اللويحي المتعدد (multiple sclerosis)، وإصلاح ما تم إتلافه من الجهاز العصبي، ولكن لم يتم حتى الآن اعتماد العلاج بالخلايا الجذعية كوسيلة للعلاج، لكن ما زالت الأبحاث قائمة حتى هذه اللحظة لمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الغشاء الذي يغلف الأعصاب (المايلين) وأنسجة المخ، والتي تسبب المرض. ولا تزال الأبحاث جارية في مجال أمراض القلب واستخدام الخلايا الجذعية لاستبدال أنسجة القلب التالفة، ولم تثبت حتى يومنا هذ أي فائدة في استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض التوحد أو التخلف العقلي، وغيرها من اضطرابات السلوك أو النفسية.
في النهاية، هل العلاج بالخلايا الجذعية حل مضمون وجذري، أم مؤقت؟ تصعب الإجابة حاليا عن هذا السؤال، لكن عندما تتم زراعة الخلايا الجذعية لعلاج حالة معينة، فإن احتمال عودة المرض ضئيلة جدا، وهي حتى الآن أفضل نوع من العلاج لبعض الحالات التي سبق ذكرها.
almaiahmad2@
ونجد في مواقع الإنترنت لبعض المراكز الصحية، ممن تدعي العلاج بالخلايا الجذعية، معلومات أقرب للخيال منها للواقع، خاصة في بعض دول أوروبا الشرقية وبعض دول آسيا، فهل يدعم البحث العلمي تلك الادعاءات، أم إن الهدف الأساسي من كل ذلك هو الربح المادي؟ هل هناك جوانب مفيدة للعلاج بالخلايا الجذعية؟ وهل هي فعلا ثورة طبية لعلاج الأمراض المستعصية؟ وهل تصلح الخلايا الجذعية لعلاج التوحد ومرض السكر على سبيل المثال؟
الخلية الجذعية هي الخلية الأساسية لكل عضو أو نسيج في الجسم، ويوجد كثير من أنواعها التي تأتي من أماكن مختلفة في الجسم، أو تتشكل في أوقات مختلفة من حياتنا، وهي خلايا بدائية غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام، ولا تشبه أي خلية متخصصة، ولكنها قادرة على تكوين خلية بالغة بعد أن تنقسم عدة انقسامات في ظروف مناسبة، ولها القدرة على التجديد الذاتي، ويعني ذلك أنها يمكن أن تنقسم وتنتج مزيدا من الخلايا الجذعية من النوع نفسه، كما يمكنها أن تصبح نوعا آخر من الخلايا، لها وظائف متخصصة مثل؛ خلايا الجلد والعضلات والدم. ويعزز العلاج بالخلايا الجذعية أو مشتقاتها (يعرف أيضا باسم الطب التجديدي) استجابة إصلاح الأنسجة المريضة أو المختلة وظيفيا، وهذه تقنية حديثة في مجال زراعة الأعضاء، وهي تُجرى باستخدام الخلايا بدلا من أعضاء المتبرعين بسبب ندرتها. ويعمل الباحثون على زراعة الخلايا الجذعية في المختبرات، وتوظف هذه الخلايا الجذعية خصيصا في زراعة أنواع معينة من الخلايا، مثل خلايا عضلة القلب أو خلايا الدم أو الخلايا العصبية.
وتشمل الخلايا الجذعية أربعة أنواع بناء على قدراتها وتحولها الوظيفي، وتشمل: الخلايا الجذعية الجنينية، الخلايا الجذعية البالغة، الخلايا الجذعية الوسيطة، الخلايا الجذعية المحفزة. وتتكون الخلايا الجذعية الجنينية في المراحل الأولى من التكوين البشري، ويتم الحصول عليها من الخلية البدائية التي تكون الجنين، وهي متعددة القدرات، وهذا يعني أن كل خلية منها وبمفردها يمكن أن تشكل جنينا بالكامل بمشيمته في الأيام الثلاثة الأولى تقريبا من تلقيح البويضة. وفي المجال الطبي لهذه الخلايا عدة استخدامات تشمل: دراسة تطور النمو الطبيعي والأمراض واختبار الأدوية، وغيرها من العلاجات، وكذلك تستخدم كعينة لفحص الأجنة في التلقيح الاصطناعي لاختيار الأجنة غير الحاملة للأمراض الوراثية، ومن ثم الحمل بطفل سليم في حال كان الوالدان حاملين بطفرات مسببة لأمراض وراثية.
وتعتبر الخلايا الجذعية البالغة (الخلايا الجذعية الخاصة بالنسيج) أكثر تخصصا من الخلايا الجذعية الجنينية (أي لا يمكن أن يتشكل جنينا من خلية واحدة)، ولديها القدرة على تعويض ما فقده الجسم من خلايا متخصصة، ويمكن لهذه الخلايا الجذعية تكوين أنواع مختلفة من الخلايا لأنسجة معينة أو الأعضاء. الخلايا الجذعية البالغة وجودها نادر في الأنسجة البالغة لذلك استخراجها ليس بالأمر السهل، ولم يتم اكتشاف طريقة لجعلها تتكاثر في المختبر حتى الآن، ويصعب العثور عليها في جسم الإنسان؛ لأنها غير متجددة ذاتيا مثل الخلايا الجذعية الجنينية.
الخلايا الجذعية الوسيطة، هي الخلايا الجذعية البالغة التي توجد عادة في نخاع العظم، ويمكن أن تؤخذ من الأنسجة الأخرى مثل: دم الحبل السري، أنبوب فالوب، الكبد، وغيرها، ولها إمكانات علاجية عالية لإصلاح الأنسجة.
الخلايا الجذعية المحفزة، هي خلايا تمتلك جميع مميزات الخلايا الجذعية الجنينية، ولكنها غير مأخوذة من الأجنة، وهي خلايا غير جذعية تؤخذ من الإنسان، ويتم تحويلها في المعامل إلى خلايا جذعية، ثم إعادتها إلى الشخص نفسه دون رفض الجهاز المناعي لها، والذي يعد من أهم العقبات في زراعة الخلايا الجذعية.
ويتم جمع الخلايا الجذعية بصفة عامة من مصادر تشمل: نخاع العظم، خلايا الدم الجذعية الطرفية، دم الحبل السري بعد ولادة الطفل.
ماذا يحدث للخلية بعد التبرع بها؟. بعد جمع الخلايا من نخاع العظم مثلا، يتم تصفيتها من جزيئات العظام أو الدهون، ويمكن إعطاء الخلايا إلى المريض خلال الوريد بعد التصفية، لكن في بعض الأحيان يتم تجميدها لاستخدامها في المستقبل. من المهم جدا أن تتطابق أنسجة المتبرع والمريض، لتجنب رفض جسد المريض للخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها.
ويتم البحث عن متبرع مناسب بدءا بالوالدين، ثم الإخوة والأخوات الأشقاء، ثم الإخوة والأخوات غير الأشقاء، ثم إخوة وأخوات الأم والأب وأبنائهم، وفي الغالب لا تتطابق الأنسجة مع الزوج أو الزوجة. إذا لم يتم العثور على تطابق من الأقارب، فإن البحث سيتوسع إلى عامة الناس.
وتستخدم الخلايا الجذعية لعلاج كثير من الأمراض التي تشمل بعض أمراض سرطان الدم والمناعة، ويتم العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق زرعها لتستبدل نخاع العظم الذي أصبح إما غير منتج للخلايا، أو مصدرا للخلايا السرطانية، كما تعالج الخلايا الجذعية بعض الأمراض الاستقلابية، فتتم زراعة خلايا الدم الجذعية مبكرا لبعض المرضى، لتعويض العطل أو الخلل في عمل الإنزيمات لعلاج أو تخفيف الأضرار الصحية الجسيمة التي تنتج عن تعطل الإنزيمات. ولا توجد وسيلة علاجية لمرضى السكري باستخدام الخلايا الجذعية حتى الآن، وما زالت دراسات العلماء قائمة حتى هذا اللحظة لإيجاد طريقة لتعويض الخلايا التي تلفت نتيجة تعرضها للهجوم بواسطة الجهاز المناعي للجسم.
هناك كثير من الدراسات المهمة التي قام بها العلماء لاكتشاف نوع من الخلايا الجذعية، يقوم بتأخير نشاط مرض التصلب اللويحي المتعدد (multiple sclerosis)، وإصلاح ما تم إتلافه من الجهاز العصبي، ولكن لم يتم حتى الآن اعتماد العلاج بالخلايا الجذعية كوسيلة للعلاج، لكن ما زالت الأبحاث قائمة حتى هذه اللحظة لمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الغشاء الذي يغلف الأعصاب (المايلين) وأنسجة المخ، والتي تسبب المرض. ولا تزال الأبحاث جارية في مجال أمراض القلب واستخدام الخلايا الجذعية لاستبدال أنسجة القلب التالفة، ولم تثبت حتى يومنا هذ أي فائدة في استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض التوحد أو التخلف العقلي، وغيرها من اضطرابات السلوك أو النفسية.
في النهاية، هل العلاج بالخلايا الجذعية حل مضمون وجذري، أم مؤقت؟ تصعب الإجابة حاليا عن هذا السؤال، لكن عندما تتم زراعة الخلايا الجذعية لعلاج حالة معينة، فإن احتمال عودة المرض ضئيلة جدا، وهي حتى الآن أفضل نوع من العلاج لبعض الحالات التي سبق ذكرها.
almaiahmad2@