الرأي

قطار الطائف

إسكندر هوساوي
الطائف عروس المصايف وهذه العروس تستحق كل الاهتمام، ولعل أبرز صور الاهتمام هو قرار خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هيئة خاصة لتطوير الطائف، هذه العروس تقع بالقرب من فرص عظيمة ولكن قد تكون محرومة من الاستفادة القصوى من هذه الفرص لسبب بسيط ولكنه مؤثر.

تستهدف رؤية المملكة 2030 استضافة 30 مليون زائر لمكة للحج والعمرة وقرب المسافة بين مكة والطائف يعتبر فرصة قابلة للاستغلال بشكل أكثر فعالية إلا أن المواصلات بينهما تظل عائقا لانتقال أعداد كبيرة بين المدينتين نظرا لطبيعة الطريق بين المدينتين، أيضا مدينة جدة ستكون مدينة أعمال عالمية يزورها ملايين الناس سنويا فضلا عن تعداد سكانها الذي يتجاوز الأربعة ملايين ولكن الوصول من جدة إلى الطائف في الوقت الحالي ليس مشجعا كثيرا.

الانتقال حاليا من جدة أو مكة أو مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أو المدينة المنورة وغيرها ينطوي على مشقة بعد المسافة أو مشقة زحمة الطريق التي تصل أحيانا إلى توقف طريق الهدا وكأنك في طريق الحرمين في جدة كما أن المحظوظ المثابر الذي يصل إلى الطائف

سيواجه مشكلة المواقف لكثرة السيارات التي سبقته إلى هناك.

ومن أجل فتح فرصة لمدينة الطائف لاجتذاب أعداد أكبر من سكان وزوار مكة أو جدة أو مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أو المدينة المنورة أو غيرها فمن المستحسن توفر وسيلة نقل سهلة وسريعة من وإلى الطائف، ولعل أسهل وسيلة نقل سريعة وحديثة هي القطارات السريعة وبفضل الله توجد شبكة للقطارات السريعة بالقرب من الطائف وهي شبكة قطار الحرمين السريع وهي تعمل حاليا بشكل ممتاز.

المقترح هو إنشاء خط إضافي من قطار الحرمين يربط مدينة الطائف بشبكة قطار الحرمين التي تربط حاليا بين كل من المدينة والمنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومطار الملك عبدالعزيز ومدينة جدة ومدينة مكة المكرمة. هذا المقترح سيفتح فرصة وصول أسهل لمدينة الطائف بنسبة لا بأس بها من أكثر من 40 مليون ساكن وزائر يزورون المدن التي تخدمها شبكة قطار الحرمين حاليا تبعا لذلك ستتحرك الفرص الاقتصادية في مدينة الطائف وما ينتج عن ذلك من توظيف وتحريك لرأس المال وغير ذلك.

تخيل عزيزي القارئ ماهي المرونة التي ستتمتع بها صناعة النقل الجوي إذا كان هناك قطار سريع يربط مطار جدة بمطار الطائف في أقل من ساعة بل تخيل مطار الطائف يستقبل المعتمرين والحجاج وما هو الأثر على صناعة الشحن السريع بين الطائف والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية. أزعم أن عائلة من جدة إذا أرادت الذهاب إلى الهدا فسيفكرون في مشوار ساعتين ذهابا ومثلها إيابا أما بالقطار السريع فحتى وقت الرحلة سيكون للاستجمام والاستمتاع أما سكان مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فستكون الطائف أقرب وجهة مريحة لهم ليتنفسوا الهواء البارد في الشفا.

مشروع كهذا يمكن إنجازه في حدود ثلاث سنوات خصوصا أن الشبكة الأساسية قائمة والخبرة التنفيذية موجودة وسيكتمل العقد الجميل بشبكة مساندة من النقل العام تنقل ساكن الطائف وزائرها بين كل المواقع المهمة والمواقع السياحية والترفيهية.

أتوقع أن مشروعا صغيرا كهذا سيقفز بالطائف عدة خطوات لتكون مساهما فعالا في هدف رؤية 2030.. اقتصاد مزدهر.