المطر أنشودة جدة
الأربعاء / 11 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 22:16 - الأربعاء 4 يناير 2023 22:16
تحذير استباقي قبل هطول المطر: «المقال لمتذوقي الفن والأدب والشعر».
في هذا المقال أعيش حالة من المتعة التي أثّرَ فيها الطقس والمناخ على المكان ونفسية الإنسان؛ وقادتني بطريقة لا شعورية إلى تناول هذه الحالة بقليل من التحليل لشخصية الشاعر والفنان والمتذوق للمطر من خلال هذه الأسطر.
مطر.. مطر.. مطر.. أنشودة المطر؛ حين يتطابق الموقف مع الإبداع يتجسد الجمال؛ وهذا فعليا ما انعكس على مدينة جدة مؤخرا ولمدة أسبوع تقريبا من نزول بشائر الخير والبركة والرحمة وحضور قصيدة أنشودة المطر للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السيّاب - رحمه الله - والتي كتبها عام 1960م.
هذه الأبيات الخالدة ينطبق عليها تماما مقولة السهل الممتنع أي رغم بساطتها ورشاقة كلماتها إلا أنها كانت غاية في الصعوبة أمام الكثيرين من الملحنين؛ إلى أن جاء من يتعامل معها بإحساس مرهف ليتم تطويعها وكأنها فرس في قمة هيجانها ونفورها رقت ولانت بعد ترويضها من فارس ساسها بلحن أسطوري بديع وتنقل فيها بأنين وذوق وشوق وحنين.
هكذا تم التعامل مع المطر بقصيدة عمرها 32 عاما بكل حنان وإتقان زاد من رونقها الخيالي تصويرها الواقعي وتجسيدها بغناء عذب متوجا بقمة السلطنة والطرب من فنان العرب.
استخدم عددا من المقامات مثل «الكرد والرست والصبا والنهاوند والبيات والحجاز» لصيانة الأبيات من خلال تقسيم القصيدة إلى أربعة مقاطع مختلفة كليا وكأنها أربع أغان بمذاهب متداخلة.
تصادف أن كنت أستمع إلى هذه الأغنية الرومانسية منذ أسبوع تزامنا مع نزول المطر وكأنني أستمع لها وأستمتع معها لأول مرة؛ شعرت بنشوة عارمة في جملها الفنية ومعانيها الشعرية لكل كوبليه وقالب غنائي من أولها إلى آخرها.
تطرق الشاعر بوصف هطول المطر إلى ثلاثة شخصيات؛ حبيبته، وشخصيته، ووالدته؛ وثلاث حالات؛ الليل، والخوف، والطفولة؛ حيث عاش مشاعر الحب مع الحزن والخوف مع الاشتياق وهي حالات تنتاب من يعيش أمسية المطر خصوصا إذا طال واستمر.
في هذه الأيام تتغير شخصياتنا ونفسياتنا مع فصل الشتاء وتتبدل قدراتنا المكبوتة لتتسرب إلى الفضاء؛ هي رحمة من رب العزة والجلال ومغير الأحوال؛ في هذا الفصل تحديدا وما يسمى بفترة البيات الشتوي؛ بل أعتبره الانطلاق الشتوي لرؤية المتعة في كل شيء من حولنا بمنظار الجمال.
لماذا لا نعيش حالاتنا الإبداعية الكامنة ونستعيرها مثلما الشاعر في كتابته وجزله والفنان في غنائه ولحنه والمستمع في اختياره وتذوقه؟
أتحدث عني شخصيا؛ وأجدها فرصة لبذل ما يمكن بذله في التعامل مع كل شيء من حولي بجمال مع نفسي وأسرتي وصداقاتي وعملي وهواياتي ومجتمعي وبيئتي؛ سواء أكان مع الذات أو العلاقات أو المشاركات أو الإنجازات.
مجرد لحظات نستشعر فيها الجمال الكامن في داخلنا؛ الذي يتطلب من يوقظه لينتشر مع جمال مدينة جدة والاستماع لجمال أنشودة المطر.
@Yos123Omar
في هذا المقال أعيش حالة من المتعة التي أثّرَ فيها الطقس والمناخ على المكان ونفسية الإنسان؛ وقادتني بطريقة لا شعورية إلى تناول هذه الحالة بقليل من التحليل لشخصية الشاعر والفنان والمتذوق للمطر من خلال هذه الأسطر.
مطر.. مطر.. مطر.. أنشودة المطر؛ حين يتطابق الموقف مع الإبداع يتجسد الجمال؛ وهذا فعليا ما انعكس على مدينة جدة مؤخرا ولمدة أسبوع تقريبا من نزول بشائر الخير والبركة والرحمة وحضور قصيدة أنشودة المطر للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السيّاب - رحمه الله - والتي كتبها عام 1960م.
هذه الأبيات الخالدة ينطبق عليها تماما مقولة السهل الممتنع أي رغم بساطتها ورشاقة كلماتها إلا أنها كانت غاية في الصعوبة أمام الكثيرين من الملحنين؛ إلى أن جاء من يتعامل معها بإحساس مرهف ليتم تطويعها وكأنها فرس في قمة هيجانها ونفورها رقت ولانت بعد ترويضها من فارس ساسها بلحن أسطوري بديع وتنقل فيها بأنين وذوق وشوق وحنين.
هكذا تم التعامل مع المطر بقصيدة عمرها 32 عاما بكل حنان وإتقان زاد من رونقها الخيالي تصويرها الواقعي وتجسيدها بغناء عذب متوجا بقمة السلطنة والطرب من فنان العرب.
استخدم عددا من المقامات مثل «الكرد والرست والصبا والنهاوند والبيات والحجاز» لصيانة الأبيات من خلال تقسيم القصيدة إلى أربعة مقاطع مختلفة كليا وكأنها أربع أغان بمذاهب متداخلة.
تصادف أن كنت أستمع إلى هذه الأغنية الرومانسية منذ أسبوع تزامنا مع نزول المطر وكأنني أستمع لها وأستمتع معها لأول مرة؛ شعرت بنشوة عارمة في جملها الفنية ومعانيها الشعرية لكل كوبليه وقالب غنائي من أولها إلى آخرها.
تطرق الشاعر بوصف هطول المطر إلى ثلاثة شخصيات؛ حبيبته، وشخصيته، ووالدته؛ وثلاث حالات؛ الليل، والخوف، والطفولة؛ حيث عاش مشاعر الحب مع الحزن والخوف مع الاشتياق وهي حالات تنتاب من يعيش أمسية المطر خصوصا إذا طال واستمر.
في هذه الأيام تتغير شخصياتنا ونفسياتنا مع فصل الشتاء وتتبدل قدراتنا المكبوتة لتتسرب إلى الفضاء؛ هي رحمة من رب العزة والجلال ومغير الأحوال؛ في هذا الفصل تحديدا وما يسمى بفترة البيات الشتوي؛ بل أعتبره الانطلاق الشتوي لرؤية المتعة في كل شيء من حولنا بمنظار الجمال.
لماذا لا نعيش حالاتنا الإبداعية الكامنة ونستعيرها مثلما الشاعر في كتابته وجزله والفنان في غنائه ولحنه والمستمع في اختياره وتذوقه؟
أتحدث عني شخصيا؛ وأجدها فرصة لبذل ما يمكن بذله في التعامل مع كل شيء من حولي بجمال مع نفسي وأسرتي وصداقاتي وعملي وهواياتي ومجتمعي وبيئتي؛ سواء أكان مع الذات أو العلاقات أو المشاركات أو الإنجازات.
مجرد لحظات نستشعر فيها الجمال الكامن في داخلنا؛ الذي يتطلب من يوقظه لينتشر مع جمال مدينة جدة والاستماع لجمال أنشودة المطر.
@Yos123Omar