سنة جديدة بقراطيسها
الأربعاء / 11 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 22:03 - الأربعاء 4 يناير 2023 22:03
يحتفل العالم بالسنة الجديدة أو لا يحتفل، فالأمر سيان عند كيان السنة نفسها، والتي قد تكون مستعدة لحمل هموم البشر بدراستها للتاريخ الماضي، أو أنها مرفهة عابثة كسولة، تترك «القرعا ترعى»، فلا تشد أعصابها ولا تبادر بإخماد حرب ولا كبت جائحة ولا مكافحة علل وأمراض البيئة والطقس والغلاف الجوي.
السنة طفلة اليوم، تحتاج تدليلا ومراعاة خاطر وعدم تحميلها تراكمية نوائب العصر، فترضع وتتغطى وتنام مبكرا لتنمو صحتها وعودها ومناعتها بلقاحات الطفولة، وقد تفرض سعادتها وتلعب وتجري وتقع وربما تبكي أو تضحك.
السنة الجديدة مستورة، لا نعرف أذكر أم أنثى، وهل سيتقبلها العالم على طبيعتها أم أن تحويرات تبديل الجنس ستحدث لها، وربما تشجيعها على جفوة النسوية أو البقاء في المنتصف، بلا طعم.
السنة الجديدة لا بد أن تتعلم أنها مختلفة، كما سيقال عنها قرب نهايتها، وربما يخرج عليها المتفائلون ويزرعون جراحها بالزهور ويصورونها في رغد من العيش، وسعادة على البشر، مهما تعالت الأسعار وكثرت المجاعات وزادت الضرائب والتضخم وكثرت البطالة.
وربما يحرق أوراقها المتشائمون، في صلل ليدفؤون.
السنة الجديدة لا تدرك حيل الساسة حين يستغلون غضاضتها ويكتبون لها ما يريدون، وحتى ولو كانت أوهاما تموج في أنفسهم، ويزكيها من حولهم، وترعف دماء أنوف من يعيشونها بمخاوفهم وتشردهم ونقص ذات أيديهم.
العلماء سيكتشفون ويعالجون ويحذرون، وأصواتهم لا تسمع بين ضجيج المصانع وحسرات تفجيرات الحروب وتسميم التربة وسرقة المياه وخنق المساكين بجفاف يدفن حيلتهم.
مجانين حروب الأديان سيبدعون في صنع الوهم والخزعبلات، ويجددون صور أديانهم، ويشطبون، ويشعلون حروب الحضارات، ومواجهة الإلحاد والتضاد، ورغبة الدمج والتقسيم ومزيد من الإرهاب، والكل في بوتقة كبرياء ونفاق تحرق عهود وأوراق سنة جديدة تتمنى أن تتميز عن السنوات الماضية بليلة كبيسة.
الخياليون والعاطفيون يظلون يتطلعون لأشياء يختارونها لسنتهم الجديدة، المال، الحب، أو السلام؟ والأجوبة تتجرع زيت الخروع، قبل أن تقذفها السنة الجديدة بحمى برد، وحساسية وتسمم.
أصحاب العقول والأفكار يتمايزون بين أخذ إجازة ليلتها، وهم في منتصف صناعة مركبة فضائية، وبين من يتجسس ويخترق ويتأمر ومن يبيع مشروبا ومن يرقص، ومن تنازع روحه جسده المسجى ومن يتمنى السنة إجازات مسروقة ومن يبيع المخدر ومن يستبكي التمساح ويحصي ضحاياه شزرا.
الأسرة التي ما زالت تؤمن بمعاني الحياة تجتمع حبا متأملة في سنة خير وسعادة وتقارب ورضا وسلام، والأسرة المفككة تعجز حتى عن الوصول لأفرادها ولو بحروف رسالة تهنئة ربما تفهم بالغلط.
السنة الجديدة كيان لا يمتلك الوعي ولا القدرة على فرض الأشياء والأحوال على البشر، ولا تستطيع فهم مسببات العنف والحوادث الشنيعة والحرائق والثورات والشغب، وتعجز عن مد يد المساعدة، المشلولة، وربما تبكي طفلة، والخوف يعتريها ويقصر من عمرها المحدود بتنوع المخاطر وبمباركات العام الجديد.
السنة الجديدة يسرع بموتها تجار يسكنون الزجاج، ويحركون جنون المؤشرات والأسواق، ويشترون لعبة الأرقام، ولو بمنتهى الخوف والشر والموت والحسرات لمن لا يمتلكون شاشة، وينطفئون حسرة.
السنة الجديدة سيشتد عودها ثم تشيخ وتموت بعد اثني عشر شهرا، وتقبل التعازي تشاؤما في بيت الراحلة المهجور، والملتصق بمنزل نجمة المولودة بعدها فلكا، وبضحكات غبية نعتقدها صرخات عويل ذكية.
shaheralnahari@
السنة طفلة اليوم، تحتاج تدليلا ومراعاة خاطر وعدم تحميلها تراكمية نوائب العصر، فترضع وتتغطى وتنام مبكرا لتنمو صحتها وعودها ومناعتها بلقاحات الطفولة، وقد تفرض سعادتها وتلعب وتجري وتقع وربما تبكي أو تضحك.
السنة الجديدة مستورة، لا نعرف أذكر أم أنثى، وهل سيتقبلها العالم على طبيعتها أم أن تحويرات تبديل الجنس ستحدث لها، وربما تشجيعها على جفوة النسوية أو البقاء في المنتصف، بلا طعم.
السنة الجديدة لا بد أن تتعلم أنها مختلفة، كما سيقال عنها قرب نهايتها، وربما يخرج عليها المتفائلون ويزرعون جراحها بالزهور ويصورونها في رغد من العيش، وسعادة على البشر، مهما تعالت الأسعار وكثرت المجاعات وزادت الضرائب والتضخم وكثرت البطالة.
وربما يحرق أوراقها المتشائمون، في صلل ليدفؤون.
السنة الجديدة لا تدرك حيل الساسة حين يستغلون غضاضتها ويكتبون لها ما يريدون، وحتى ولو كانت أوهاما تموج في أنفسهم، ويزكيها من حولهم، وترعف دماء أنوف من يعيشونها بمخاوفهم وتشردهم ونقص ذات أيديهم.
العلماء سيكتشفون ويعالجون ويحذرون، وأصواتهم لا تسمع بين ضجيج المصانع وحسرات تفجيرات الحروب وتسميم التربة وسرقة المياه وخنق المساكين بجفاف يدفن حيلتهم.
مجانين حروب الأديان سيبدعون في صنع الوهم والخزعبلات، ويجددون صور أديانهم، ويشطبون، ويشعلون حروب الحضارات، ومواجهة الإلحاد والتضاد، ورغبة الدمج والتقسيم ومزيد من الإرهاب، والكل في بوتقة كبرياء ونفاق تحرق عهود وأوراق سنة جديدة تتمنى أن تتميز عن السنوات الماضية بليلة كبيسة.
الخياليون والعاطفيون يظلون يتطلعون لأشياء يختارونها لسنتهم الجديدة، المال، الحب، أو السلام؟ والأجوبة تتجرع زيت الخروع، قبل أن تقذفها السنة الجديدة بحمى برد، وحساسية وتسمم.
أصحاب العقول والأفكار يتمايزون بين أخذ إجازة ليلتها، وهم في منتصف صناعة مركبة فضائية، وبين من يتجسس ويخترق ويتأمر ومن يبيع مشروبا ومن يرقص، ومن تنازع روحه جسده المسجى ومن يتمنى السنة إجازات مسروقة ومن يبيع المخدر ومن يستبكي التمساح ويحصي ضحاياه شزرا.
الأسرة التي ما زالت تؤمن بمعاني الحياة تجتمع حبا متأملة في سنة خير وسعادة وتقارب ورضا وسلام، والأسرة المفككة تعجز حتى عن الوصول لأفرادها ولو بحروف رسالة تهنئة ربما تفهم بالغلط.
السنة الجديدة كيان لا يمتلك الوعي ولا القدرة على فرض الأشياء والأحوال على البشر، ولا تستطيع فهم مسببات العنف والحوادث الشنيعة والحرائق والثورات والشغب، وتعجز عن مد يد المساعدة، المشلولة، وربما تبكي طفلة، والخوف يعتريها ويقصر من عمرها المحدود بتنوع المخاطر وبمباركات العام الجديد.
السنة الجديدة يسرع بموتها تجار يسكنون الزجاج، ويحركون جنون المؤشرات والأسواق، ويشترون لعبة الأرقام، ولو بمنتهى الخوف والشر والموت والحسرات لمن لا يمتلكون شاشة، وينطفئون حسرة.
السنة الجديدة سيشتد عودها ثم تشيخ وتموت بعد اثني عشر شهرا، وتقبل التعازي تشاؤما في بيت الراحلة المهجور، والملتصق بمنزل نجمة المولودة بعدها فلكا، وبضحكات غبية نعتقدها صرخات عويل ذكية.
shaheralnahari@