الأسعار تحول بين شباب الرياض ومتنفسهم الوحيد
انعكست أزمة السكن التي تعيشها السعودية بشكل عام على أزمة تواجه الشباب بشكل خاص والأسر كذلك، بعد أن حولت المتنفس الوحيد لهم في الرياض «الاستراحات» إلى عملة نادرة، وأصبح استئجارها صعبا خاصة مع إقصاء كثير من الاستراحات إلى خارج أسوار المدينة
الاثنين / 2 / جمادى الأولى / 1435 هـ - 00:45 - الاثنين 3 مارس 2014 00:45
انعكست أزمة السكن التي تعيشها السعودية بشكل عام على أزمة تواجه الشباب بشكل خاص والأسر كذلك، بعد أن حولت المتنفس الوحيد لهم في الرياض «الاستراحات» إلى عملة نادرة، وأصبح استئجارها صعبا خاصة مع إقصاء كثير من الاستراحات إلى خارج أسوار المدينة. وقال اسكندر محمد حارس استراحة: إن الإقبال على الاستراحة يكون عادة في العطل الأسبوعية والإجازات والأعياد، موضحا أن أكثر من 70 % من مرتاديها من فئة الشباب العزاب، والأسر التي تقيم فيها مناسباتها الخاصة، مشيرا إلى أن الإقبال على الاستراحات ارتفع خلال الأعوام الماضية من قبل الشباب الذين أصبحوا يقبلون عليها بشكل يومي وأصبح استئجارها سنويا. في المقابل، أكد المواطن فهد الخلطي أنه استأجر ومجموعة من زملائه استراحة لنحو 8 سنوات «إلا أن مضايقة الجيران لنا وشكواهم الدائمة علينا في بلدية الحي وتكرر إرسال إنذارات بضرورة مراجعتنا للبلدية وإخلاء الاستراحة، دعاني وزملائي إلى المغادرة والبحث عن بديل في وقت أنني وزملائي مشهود لنا بالصلاح والصلاة مع جماعة المسجد ولم نمس أي أحد من الجيران بضرر». وقال الخلطي: اضطررت للبحث عن استراحة أخرى خارج الحي السكني حتى أجد راحتي فيها، ومع أني رفعت وزملائي ميزانية الإيجار إلى الضعفين لم نجد أي استراحة نأوي إليها، خاصة أن أي مستأجر لاستراحة لا يرغب بتركها بأي حال، فالاستراحات السابقة قبل أعوام أسعارها أقل من الحالية، إضافة إلى أن مساحاتها بدأت في الانكماش. وأشار إلى أن أسعار الاستراحات الصغيرة في السابق تبلغ بين 8 آلاف و12 ألف ريال، فيما تصل أسعار الكبيرة نحو 15 ألف ريال، مبينا أنها ارتفعت الآن بشكل مبالغ فيه، إذ تصل أسعارها إلى 35 ألف ريال للاستراحات الكبيرة بينما الصغيرة تتراوح بين 15 ألفا و25 ألف ريال في العام. من جهته أوضح المواطن إبراهيم بن ناصر أن الاستراحات تعد المكان الوحيد الذي يحرره هو ورفاقه الشباب من القيود، والمكان الوحيد أيضا الذي تمارس فيه الهوايات المختلفة، كتصفح الانترنت ولعب الورق «البلوت». أما المستثمر في مجال الاستراحات فهاد العنزي فيقول إن قلة العرض في الاستراحات وزيادة الطلب عليها أسهم في ارتفاع السعر بشكل مبالغ فيه، مع ندرة في المعروض، مرجعا ذلك إلى نسبة الشباب العالية مقارنة بنسبة سكان المملكة ككل، إضافة إلى أن الاستراحات هي المتنفس الوحيد لشباب الرياض الذين يبحثون عن اللقاء في أماكن خاصة والاستمتاع بمشاهدة المباريات أو الأفلام أو لعب الورق. ولفت العنزي إلى أن بعض ملاك الأراضي الراغبين في الاستثمار ولا يوجد لديهم مبالغ مادية كبيرة، يقومون ببناء استراحات صغيرة لتأجيرها للشباب دون أي ضابط إداري أو تنظيمي، فكل ما يحتاجه المستثمر عدد من الغرف المقسمة وأسوار تحيط بها وخزان للمياه وآخر للمجاري فقط، وقد يتشارك جميع الساكنين في قيمة فاتورة الكهرباء إن لم تقم شركة الكهرباء بمد عدد من عداداتها لكل استراحة. ويقول صاحب مكتب عقاري، علي البرقان، إن قلة عرض الشقق السكنية للعزاب داخل مدينة الرياض وندرتها، دعت بعض الشباب المقبلين من خارج الرياض والراغبين بالسكن فيها إلى استئجار استراحات تكون سكنا لهم من جهة، ومكانا للاجتماع مع زملائهم من جهة أخرى، في جو من الخصوصية، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر على السعوديين فحسب، بل إن العديد من الشركات حولت الاستراحات الخاصة إلى سكن للعمالة لديها، خاصة أن سعرها منخفض، وعادة يعطيك المالك حرية التحكم في توزيع الغرف أو البناية فيها. وقال: في السابق كان يقوم بعض المستثمرين بمحاولة إغراء المستأجرين من خلال تقديم بعض الخصومات على الأسعار أو التشطيب النهائي الراقي للاستراحة لجذب المستأجرين، إلا أنه في الوقت الحالي لا حاجة لذلك، فبمجرد الحصول على استراحة لا تهم التجهيزات المتوفرة فيها بقدر الحصول على المكان والعمل على ترميمه من جديد، فندرة الاستراحات باتت علامة فارقة في السوق حاليا. ودعا إلى ضرورة تنظيم سوق الاستراحات بشكل كبير من خلال تحديد الأسعار والعرض والطلب. وقال: السوق مفتوح على مصراعيه ولا يوجد له أي تنظيم، لا من الجهة العارضة والمسوقة وهي مكاتب العقار ولا من الملاك الذين لا يهمهم - عادة- إلا قيمة الإيجار فقط ووقت استلامه، ما أسهم في تحول الاستثمار في الاستراحات إلى مجال كبير للفوضى.