وهل يموت الصادق كمدا!؟
الاحد / 1 / جمادى الآخرة / 1444 هـ - 23:29 - الاحد 25 ديسمبر 2022 23:29
رأيته حزينا وعلى محياه كل ملامح الأسى، وتجاعيد وجهه من آثار السنين بدت ظاهرة للعيان واضحة كوضوح لمعة صلعته التي تخلى عنها شعرها ولم يهتم إلا بالبقاء في أطراف رأسه متخذا لون البياض تعبيرا عن مرور السنين!
سألته ما بك يا صديقي؟ فقال حزينا: ندمان! فسألته لم الندم فقال: أنت تعرفني وتعرف كيف أن شعار (الصدق منجاة) هو شعار حياتي ومبدأ تعاملي ومنهاج طريقتي ومن سلوم أسلوبي، فقلت نعم وأشهد الله على ذلك فما عرفتك إلا صادقا واضحا نقيا تقول الحق دون تحيز، وقد نغضب منك أحيانا لشدة صراحتك لكن يشفع لك صفاء قلبك فنقبل صراحتك لعلمنا أنك لم تقل ما قلت إلا محبة فأنت مرآة لمن صادقت وصدقت فصدقت حين انتقدت.
فتنهد تنهيدة طويلة وقال: للأسف صراحتي هذه وصدقي هذا ومواقفي الواضحة تلك تسببت بقطع رزقي وغديت منبوذا عند زمرة المتنفذين، وأصبح تجاهل دعوتي وحضوري للمناسبات ديدن كل من صارحتهم يوما ما انتقادا لخطأ صدر منهم أو تقصير رجوت الله أن يعينني لكشفه لهم حتى يتم إصلاح الخلل! لكن هيهات هيهات، هم لم يكونوا ممن يفهمون معنى أن تستمع للنقد حتى تعالج، ولا ممن يؤمنون بالسماع للآخر، فأصبح الصادق يموت كمدا وهو يرى المنافقين المطبلين من كل حدب وصوب يتهافتون للتطبيل تارة وللتبعية تارة أخرى إما طمعا بمنصب أو لهثا خلف المال!
تركت هذا الحزين حتى يفرغ من كلامه ثم ابتسمت، فأنا أعلم جيدا ما يقصده، لكن الفرق بيننا أنه تعب واستسلم لكنه نسي أن وعد الله حق، وأن (من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) والرزق هنا قد يكون بحفظه من التصفيق للباطل، أو قد يكون قد رزقه الله بقول الحق ليعيش عزيز النفس حتى يموت!
وكنت أتمنى أن أملك الشجاعة وأقول له إنه ضعيف! نعم بانهزامه هذا ضعيف، لأن من اختار الصدق منهجا عليه أن يكون قويا بالله ضعيفا بين يديه، عليه أن يصبر ويحتسب على البلاء الحاصل نتيجة صراحته، فالصادقون يبتليهم الله ربما في الكثير من المواقف، فحري بالصادق أن يكون صبورا!
خاتمة/ لن يموت الصادق كمدا لكنه يعيش أبد الدهر مكابدا!
BASSAM_FATINY@
سألته ما بك يا صديقي؟ فقال حزينا: ندمان! فسألته لم الندم فقال: أنت تعرفني وتعرف كيف أن شعار (الصدق منجاة) هو شعار حياتي ومبدأ تعاملي ومنهاج طريقتي ومن سلوم أسلوبي، فقلت نعم وأشهد الله على ذلك فما عرفتك إلا صادقا واضحا نقيا تقول الحق دون تحيز، وقد نغضب منك أحيانا لشدة صراحتك لكن يشفع لك صفاء قلبك فنقبل صراحتك لعلمنا أنك لم تقل ما قلت إلا محبة فأنت مرآة لمن صادقت وصدقت فصدقت حين انتقدت.
فتنهد تنهيدة طويلة وقال: للأسف صراحتي هذه وصدقي هذا ومواقفي الواضحة تلك تسببت بقطع رزقي وغديت منبوذا عند زمرة المتنفذين، وأصبح تجاهل دعوتي وحضوري للمناسبات ديدن كل من صارحتهم يوما ما انتقادا لخطأ صدر منهم أو تقصير رجوت الله أن يعينني لكشفه لهم حتى يتم إصلاح الخلل! لكن هيهات هيهات، هم لم يكونوا ممن يفهمون معنى أن تستمع للنقد حتى تعالج، ولا ممن يؤمنون بالسماع للآخر، فأصبح الصادق يموت كمدا وهو يرى المنافقين المطبلين من كل حدب وصوب يتهافتون للتطبيل تارة وللتبعية تارة أخرى إما طمعا بمنصب أو لهثا خلف المال!
تركت هذا الحزين حتى يفرغ من كلامه ثم ابتسمت، فأنا أعلم جيدا ما يقصده، لكن الفرق بيننا أنه تعب واستسلم لكنه نسي أن وعد الله حق، وأن (من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) والرزق هنا قد يكون بحفظه من التصفيق للباطل، أو قد يكون قد رزقه الله بقول الحق ليعيش عزيز النفس حتى يموت!
وكنت أتمنى أن أملك الشجاعة وأقول له إنه ضعيف! نعم بانهزامه هذا ضعيف، لأن من اختار الصدق منهجا عليه أن يكون قويا بالله ضعيفا بين يديه، عليه أن يصبر ويحتسب على البلاء الحاصل نتيجة صراحته، فالصادقون يبتليهم الله ربما في الكثير من المواقف، فحري بالصادق أن يكون صبورا!
خاتمة/ لن يموت الصادق كمدا لكنه يعيش أبد الدهر مكابدا!
BASSAM_FATINY@