عبقرية التعلم وأيام الماعز
السبت / 30 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 23:47 - السبت 24 ديسمبر 2022 23:47
حتى تعرف بالضبط كم عدد الوافدين في دول الخليج، كل ما عليك أن تقوم به أن تذهب إلى العم «قوقل»، وتضرب بأصابعك العشرة على الكيبورد لتأتي لك النتيجة كاملة.
وحينما أردت أن أعرف عدد الوافدين أخبرني «قوقل»، بأنه يبلغ عدد العمالة الوافدة على اختلافها في دول مجلس التعاون الخليجي بصورة مجتمعة نحو 17 مليون فرد وربما أكثر، بسبب إقامة بعضهم بصورة غير قانونية؛ خصوصا في السعودية صاحبة أكبر اقتصاد خليجي، ويرتفع العدد الكلي إلى 23 مليونا أو أكثر بعد إضافة أفراد أسر العمالة الوافدة، مما يعني تشكيلهم قرابة نصف السكان في دول مجلس التعاون.
زاد اهتمامي بمعرفة التضاريس الفنية والمهنية تجاه الوافدين، الذين أعتبرهم من وجهة نظري الشخصية أنهم إضافة وليسوا عبئا اقتصاديا. فكثيرون منهم يأتون إلى الخليج ليدفعوا بخبراتهم الطويلة أو القصيرة ما يمكن أن يضيف إلى المهن التي يقومون بها، وفي العموم وجود الوافد هو دفعة قوية لاقتصاد الدولة، ربما البعض يشتكي من وجودهم، لكن حينما ننظر بنظرة عميقة فإن عنصر الخبرة في غاية الأهمية، ومن الجميل أن يكتسب المواطن الخليجي أو أي مواطن على ظهر هذا الكوكب، مزيدا من المعرفة إلى جانب تطور مراحل الثقة لدى بناء المواطن.
كنت قد قرأت كتاب «أيام الماعز» للكاتب بنيامين، وهو رجل قدم إلى العمل في إحدى دول الخليج، ليكتشف أن وظيفته ما هي إلا راعي أغنام، بعد أن كان صائد أسماك في بلاده، وكأنه كان يتوقع أن يكون عالم فيزياء أو مدير إدارة شركة ما.
كتب بنيامين سيرته الذاتية التي لو قرأها أي خليجي سيكتشف مدى الكذب المبالغ به، تجربة ربما تكون حقيقة في هيكل شكلها، لكنها لا تمت للواقع بصلة، إذ كيف يعيش إنسان ما طوال ثلاثة أعوام على ماء وقطعة خبز، وأشياء أخرى ستجعلك تريد أن تصرخ أن معظم ما جيء في الكتاب لهو محض خيال.
ما أزعجني حقا، كيف اختار مؤلف الكتاب لبطل سيرته اسم مسلم (نجيب)، ليكون بطلا لقصته التي تتجاوز حدود المعقول، الكتاب تمت ترجمته في 2008 إلى اللغة الإنجليزية، وترجم عقب ذلك إلى اللغة العربية حيث جاءت الترجمة ركيكة للغاية.
دول الخليج تحتضن الملايين من الوافدين، لكن تبقى هناك تجاوزات من العمال تجاه أرباب أعمالهم، كثيرون منا عانى أنه بعد أن دفع الآلاف من الدراهم لمكاتب استقدام العمال، يصدم بأن العامل يقرر من ذات نفسه، حتى وإن كان هناك عقد، بأنه يريد العودة إلى وطنه، وإلا فإنه سيقدم على أمور ستضع صاحب العمل في مأزق.
عايشت عددا من المرات مثل هذه المأساة، سواء أنا أو غيري، حيث تضيع أموالنا بسبب عدم قدرة العامل على تحمل الغربة، وعقب دفعنا كثيرا من الأموال لمكتب الاستقدام، إذ إن معظم القادمين للعمل في أعمال بسيطة لا يتطلب منهم حصولهم على الشهادة الجامعية، وربما معظم ما يتطلبه من البعض وجود خبرة بسيطة، وقدرة على التحمل والاستمرارية، لكنك تفاجأ بعد أشهر بقرار العامل أنه لا يستطيع أن يتحمل الغربة، فيصر على الهرب إلى موطنه.
مثل هذه القصص تحدث كثيرا، ولكن ما كتبه بنيامين في كتابه يحتاج إلى توقف طويل، وعدم تجاهل المقصد مما ورد في الكتاب، وكيف كانت نظرته إلى الخليج، ولا أعرف سر استخدامه أسماء مسلمة في الكتاب، وما القصد منها؟.
وحينما أردت أن أعرف عدد الوافدين أخبرني «قوقل»، بأنه يبلغ عدد العمالة الوافدة على اختلافها في دول مجلس التعاون الخليجي بصورة مجتمعة نحو 17 مليون فرد وربما أكثر، بسبب إقامة بعضهم بصورة غير قانونية؛ خصوصا في السعودية صاحبة أكبر اقتصاد خليجي، ويرتفع العدد الكلي إلى 23 مليونا أو أكثر بعد إضافة أفراد أسر العمالة الوافدة، مما يعني تشكيلهم قرابة نصف السكان في دول مجلس التعاون.
زاد اهتمامي بمعرفة التضاريس الفنية والمهنية تجاه الوافدين، الذين أعتبرهم من وجهة نظري الشخصية أنهم إضافة وليسوا عبئا اقتصاديا. فكثيرون منهم يأتون إلى الخليج ليدفعوا بخبراتهم الطويلة أو القصيرة ما يمكن أن يضيف إلى المهن التي يقومون بها، وفي العموم وجود الوافد هو دفعة قوية لاقتصاد الدولة، ربما البعض يشتكي من وجودهم، لكن حينما ننظر بنظرة عميقة فإن عنصر الخبرة في غاية الأهمية، ومن الجميل أن يكتسب المواطن الخليجي أو أي مواطن على ظهر هذا الكوكب، مزيدا من المعرفة إلى جانب تطور مراحل الثقة لدى بناء المواطن.
كنت قد قرأت كتاب «أيام الماعز» للكاتب بنيامين، وهو رجل قدم إلى العمل في إحدى دول الخليج، ليكتشف أن وظيفته ما هي إلا راعي أغنام، بعد أن كان صائد أسماك في بلاده، وكأنه كان يتوقع أن يكون عالم فيزياء أو مدير إدارة شركة ما.
كتب بنيامين سيرته الذاتية التي لو قرأها أي خليجي سيكتشف مدى الكذب المبالغ به، تجربة ربما تكون حقيقة في هيكل شكلها، لكنها لا تمت للواقع بصلة، إذ كيف يعيش إنسان ما طوال ثلاثة أعوام على ماء وقطعة خبز، وأشياء أخرى ستجعلك تريد أن تصرخ أن معظم ما جيء في الكتاب لهو محض خيال.
ما أزعجني حقا، كيف اختار مؤلف الكتاب لبطل سيرته اسم مسلم (نجيب)، ليكون بطلا لقصته التي تتجاوز حدود المعقول، الكتاب تمت ترجمته في 2008 إلى اللغة الإنجليزية، وترجم عقب ذلك إلى اللغة العربية حيث جاءت الترجمة ركيكة للغاية.
دول الخليج تحتضن الملايين من الوافدين، لكن تبقى هناك تجاوزات من العمال تجاه أرباب أعمالهم، كثيرون منا عانى أنه بعد أن دفع الآلاف من الدراهم لمكاتب استقدام العمال، يصدم بأن العامل يقرر من ذات نفسه، حتى وإن كان هناك عقد، بأنه يريد العودة إلى وطنه، وإلا فإنه سيقدم على أمور ستضع صاحب العمل في مأزق.
عايشت عددا من المرات مثل هذه المأساة، سواء أنا أو غيري، حيث تضيع أموالنا بسبب عدم قدرة العامل على تحمل الغربة، وعقب دفعنا كثيرا من الأموال لمكتب الاستقدام، إذ إن معظم القادمين للعمل في أعمال بسيطة لا يتطلب منهم حصولهم على الشهادة الجامعية، وربما معظم ما يتطلبه من البعض وجود خبرة بسيطة، وقدرة على التحمل والاستمرارية، لكنك تفاجأ بعد أشهر بقرار العامل أنه لا يستطيع أن يتحمل الغربة، فيصر على الهرب إلى موطنه.
مثل هذه القصص تحدث كثيرا، ولكن ما كتبه بنيامين في كتابه يحتاج إلى توقف طويل، وعدم تجاهل المقصد مما ورد في الكتاب، وكيف كانت نظرته إلى الخليج، ولا أعرف سر استخدامه أسماء مسلمة في الكتاب، وما القصد منها؟.