الرأي

معرض العالم وكأس الكتاب

ياسر عمر سندي
أعزائي قراء المقال ليس هنالك خطأ في العنوان؛ ولكني أحاول أن يلعب كل من الحدثين دور الآخر من حيث المتابعين والمراقبين والمهتمين؛ والبصمات المتروكة في نفوس الكثيرين من زوّار معرض الكتاب، ومتابعي كأس العالم.

بدأ مونديال قطر في 20 نوفمبر 2022؛ هذا الحدث العالمي الذي جذب أنظار محبي الساحرة المستديرة من خلال هذا التجمع الدولي واقعيا في دولة قطر الشقيقة وعن بعد من خلال مشاهدة الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لمتابعة مجريات الأحداث الكروية للمنتخبات العربية والعالمية المشاركة إلى انتهاء هذا الكرنفال الناجح بجدارة في 18 ديسمبر؛ وتتويج منتخب الأرجنتين بطلا لكأس العالم 2022.

أجدها فرصة لتسليط الضوء على القيمة العربية التي أضافتها قطر كواجهة تمثل العرب من خلال استعراض مهيب للمنتجات المعرفية والحضارية التي عرّفت العالم بالثقافة الخليجية خاصة والإسلامية عامة بحسن الاستقبال والضيافة والكرم إضافة إلى التنظيم الراقي في استقبال وتفويج الحشود من الجماهير العربية والعالمية لهذه الفترة الزمنية القياسية والمساحة المكانية.

تزامن هذا الحدث العالمي مع الحدث المحلي بمدينة جدة وهو معرض الكتاب؛ الذي بدأ في 8 ديسمبر وانتهى في 17 ديسمبر 2022؛ حيث جمع العالم كذلك تحت سقف مظلة واحدة يتنافس خلالها عدد كبير من دور النشر المختلفة المحلية والعربية والعالمية والتي تقدر لأول مرة بأكثر من 900 دار نشر و400 جناح معرفي كما ضم المعرض على هامشه مؤتمرين هامين الأول النشر الرقمي والثاني الخيال العلمي لتعزيز المعرفة العامة للمهتمين بالكتابة والإبداع بالإضافة إلى تخصيص مساحة كبيرة للطفل باستعراض الألعاب الذكية والكتب المؤثرة؛ الالكترونية، والكلاسيكية؛ مع وجود جلسات حوارية وورش عمل مستمرة على مدار عشرة أيام؛ الأمر الذي عكس إعجاب الكثيرين من المهتمين للجمهور والمثقفين.

صحيح أن كرة القدم ثقافة مثلما هي قراءة الكتب ثقافة، وكلاهما يعكسان المعرفة والخبرة والإبداع والمهارة؛ ومما لفت نظري شخصيا هو إدارة المعرض والتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة التي قامت مشكورة على هذا الجهد المتميز والجبار بكل اقتدار واحترافية؛ الذي أقيم لأول مرة تحت «جدة سوبر دوم» أو القبة العصرية بطريق المدينة.

القائمون على معرض الكتاب حرصوا كذلك على إشباع الاهتمام الرياضي للزائرين من خلال توفير شاشة عرض ضخمة لمتابعة المباريات وعدم تفويت الفرصة لزيارة المعرض؛ والذي أجده حقا أسلوب جذب استراتيجي شجع الكثيرين ودفعهم على الحضور والاستمتاع بفعاليات المعرض ومشاهدة أحداث كأس العالم.

الحراك الرياضي والحراك الأدبي هما المؤثران على المشهد بصفة عامة في الفترة الماضية والذي أجده أثرا للمسك الذي فاح في ختام هذه السنة؛ والتي نسأل الله تعالى أن يكون عاما ماضيا حافلا بكل إنجازاته لنستشرف عاما قادما 2023 بكل خيراته اللهم آمين.

@Yos123Omar