الرأي

ثالوث التلوث الفكري – وحكمة تصدي الدولة له

سالم حميدان
استرعى اهتمامنا كسكان لهذه الأرض ما يعانيه كوكبنا الجميل من تلوث بيئي في البر والبحر والجو، فبادرت دول العالم وفي مقدمتها السعودية في سنّ القوانين وإبرام الاتفاقيات حماية للمجتمعات التي تعيش على ظهر هذا الكوكب.

وعلى غرار ذلك أرى بأنه من المناسب تسليط الضوء على ما قدمته الدولة وتقدمه في التصدي لثالوث التلوث الفكري الأخطر المتضمن تشوه العقائد والمبادئ المؤدي لفساد الأخلاق، ومن ثم انحراف السلوك بعيدا عن الجذور الرشيدة، مدركة تداعياته الخطيرة، وفداحة آثاره المدمرة لكل جميل في مجتمعنا، لتسير بالمجتمع بأمان نحو بناء حضارة يشار إليها بالبنان يشهد لها القاصي والداني.

وبنظرة فاحصة لما قد يخلفه هذا الثالوث السام من آثار في حالة جثومه على مجتمع ما نختصر ذلك في: تفاقم الجهل وتدني مستوى الوعي لبعض أفراد وفئات المجتمع، يصحب ذلك تقهقر فكري يتضح في نمط التفكير المعاكس لما يجب أن يكون عليه محور الاهتمام، بمعنى الاهتمام بالصغائر وإهمال الأفكار والأمور الجوهرية، بجانب تبني لبعض الأفكار المغلوطة المنثورة في فضاء العولمة، مع التمسك بالعقلية الفردية المعتمدة على الارتجالية التقدمية أو الرجعية، وفوق كل ما تقدم ضعف الوازع الديني، وتسميم البناء السليم والمتوازن للفكر.

تمثل تصدي الدولة لثالوث التلوث الفكري ذي الإفرازات الأخطر على بنية المجتمع ونسيجه العقدي والأخلاقي والسلوكي في التمسك بالجذر الأساس (كلمة التوحيد) إنفاذا لأمر الله بخلافته - الخلافة بمعناها الشمولي - في الأرض وربط المستجدات الحياتية بها.

أتى بعد ذلك تمحيص المفاهيم والمصطلحات الحديثة المتبناة من خلال العناية بمضامينها فحصا وتدقيقا، ومعرفة مدى اتساقها مع أهدافنا المستقبلية وجذورنا العقدية والأخلاقية والسلوكية. ومن أفضل ما قدمته حكومة المملكة العربية السعودية في هذا الباب؛ نشاطها غير المسبوق في تعزيز الوعي الفكري السليم وتقديمها التغذية الفكرية الصحيحة والواقعية وتفعيل البناء المنطقي والعلمي، وبث ثقافة الحوار المثمر واختلاف التنوع.

ومن أولى المهمات التي قدمتها للتصدي تأسيس منصات فكرية ثقافية لرصد وتصحيح الأفكار المغلوطة والدخيلة، مع اتخاذ أساليب علمية وعملية فاعلة لتعديل اتجاهات وأفكار وقيم وأخلاقيات المتأثرين بهذا التلوث الفكري لتصحيح سلوكياتهم بما ينفعهم وينفع المجتمع.

ختاما، يتطلب التصدي لثالوث التلوث الفكري وقوف كافة أفراد المجتمع بجانب الدولة وقفة صادقة فاعلة، كونه واجبا دينيا ووطنيا وأخلاقيا على كل فرد.

Salem_Humaidan@