اطلبوا العلم ولو في الصين
الجمعة / 15 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 00:20 - الجمعة 9 ديسمبر 2022 00:20
حلّ الرئيس الصيني شي جين بينغ ضيفا على المملكة، وسط اهتمام إعلامي لافت وحنق سياسي من أطراف تعارض التمدد الصيني في الشرق الأوسط والعالم. ويبدو أن القيادة السعودية عندما وجهت الدعوة للرئيس الصيني كانت تدرك بأنها ستثير عليها عش الدبابير من جهات لم تلتزم بشرف التعامل السياسي النظيف مع الدول الصديقة والحليفة.
قبل الزيارة، قالت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية المتنفذة «إن الزيارة هي الثانية منذ ست سنوات وبعد خمسة أشهر من تحذير الولايات المتحدة بأنها لن تتنازل عن الشرق الأوسط للصين أو لأي جهة أخرى، وكأنها بذلك تقول بأن هذه المنطقة محمية وخاضعة للنفوذ الأمريكي إلى ما شاء الله»..
وقد أرادت هذه القيادة أن تقول لعواصم صنع القرار في العالم بأن المملكة لا تنتظر إذنا من أحد في بناء علاقات تجارية ودبلوماسية وإنسانية استراتيجية متوازنة مع دول العالم على الرغم من الاختلاف الإيديولوجي. وضمن هذا المنظور، لم يطلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إذنا من أحد عندما وقف على سور الصين العظيم في فبراير 1919 ليمد يد الصداقة النظيفة لكل من يريد التعاون من أجل خير الإنسانية والسلام العالمي.
في سبعينيات القرن الماضي، كانت الصين والاتحاد السوفيتي يحلمان في الوصول إلى مياه الخليج الدافئة ولم يتمكنا من ذلك بسبب التجاذبات السياسية في فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي. أما الآن، فإن الصين تدخل المنطقة من أوسع أبوابها - الباب السعودي - وبترحيب من صاحب البيت.
للذين يقرؤون التاريخ، فالعلاقة بين البلدين ممتدة لعصور طويلة، وربما تكون قبور المطوفين السعوديين على الأرض الصينية شاهدا على التواصل الثقافي والإنساني بين الشعبين.
تكمن أهمية هذه الزيارة، التي ستشهد انعقاد قمتين بين الوفد الصيني وقادة خليجيين وعرب، في أنها تأتي في وقت يشهد فيه العالم عراكا عسكريا وتجاريا وسياسيا قد يؤدي في حال استمراره إلى دفع العالم إلى مصير مجهول. كما تأتي في أعقاب الاحتكاك الأمريكي-الصيني حول تايوان الذي تمسكت فيه الصين بثوابتها واستعرضت قوتها العسكرية في تحذير ضمني بأنها لن تسمح بوجود «أوكرانيا» على حدودها وبأن محاولة حصارها لن تجدي نفعا.
طوال تاريخها الممتد عبر الزمن، شهدت الصين تحولات كثيرة وكانت مطمعا لدول الجوار فبنت سور الصين العظيم لمنع الغزاة، لكن هذا لم يمنع من غزو اليابان لها بعدما غرقت في صراعات أمراء الحروب المحليين وحرب الأفيون.
إلا أن المارد الصيني استيقظ من سباته العميق فأخاف العالم. لقد بدأت يقظة الصين بمسيرة الألف ميل وأصبحت الآن القوة المنافسة الأعظم لأقوى دول العالم اقتصاديا وعسكريا.
وعندما يأتي الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة، بعد تمديد ولايته لخمس سنوات أخرى في دلالة على الاستقرار السياسي في بلاده، فإنه يعبر في خطوات عملية على اعترافه بمكانة المملكة ودورها في المنطقة والعالم واحترامه لهذه المكانة والدور وانفتاحه على الشراكة الاستراتيجية مع المملكة في مختلف المجالات بعيدا عن سياسات الاستعلاء والإملاءات.
قبل أكثر من 1400 عام، قال رسولنا الكريم، - صلى الله عليه وسلم -، «اطلبوا الحكمة ولو في الصين»، ولهذا كانت رؤية المملكة 2030، وهي بداية رحلة الحكمة في مسيرة الألف ميل السعودية نحو المستقبل الجديد وربما وصولا إلى مجلس الأمن حتى لا يظل العالم رهينة لبعض المتلاعبين بمصيره!
قبل الزيارة، قالت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية المتنفذة «إن الزيارة هي الثانية منذ ست سنوات وبعد خمسة أشهر من تحذير الولايات المتحدة بأنها لن تتنازل عن الشرق الأوسط للصين أو لأي جهة أخرى، وكأنها بذلك تقول بأن هذه المنطقة محمية وخاضعة للنفوذ الأمريكي إلى ما شاء الله»..
وقد أرادت هذه القيادة أن تقول لعواصم صنع القرار في العالم بأن المملكة لا تنتظر إذنا من أحد في بناء علاقات تجارية ودبلوماسية وإنسانية استراتيجية متوازنة مع دول العالم على الرغم من الاختلاف الإيديولوجي. وضمن هذا المنظور، لم يطلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إذنا من أحد عندما وقف على سور الصين العظيم في فبراير 1919 ليمد يد الصداقة النظيفة لكل من يريد التعاون من أجل خير الإنسانية والسلام العالمي.
في سبعينيات القرن الماضي، كانت الصين والاتحاد السوفيتي يحلمان في الوصول إلى مياه الخليج الدافئة ولم يتمكنا من ذلك بسبب التجاذبات السياسية في فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي. أما الآن، فإن الصين تدخل المنطقة من أوسع أبوابها - الباب السعودي - وبترحيب من صاحب البيت.
للذين يقرؤون التاريخ، فالعلاقة بين البلدين ممتدة لعصور طويلة، وربما تكون قبور المطوفين السعوديين على الأرض الصينية شاهدا على التواصل الثقافي والإنساني بين الشعبين.
تكمن أهمية هذه الزيارة، التي ستشهد انعقاد قمتين بين الوفد الصيني وقادة خليجيين وعرب، في أنها تأتي في وقت يشهد فيه العالم عراكا عسكريا وتجاريا وسياسيا قد يؤدي في حال استمراره إلى دفع العالم إلى مصير مجهول. كما تأتي في أعقاب الاحتكاك الأمريكي-الصيني حول تايوان الذي تمسكت فيه الصين بثوابتها واستعرضت قوتها العسكرية في تحذير ضمني بأنها لن تسمح بوجود «أوكرانيا» على حدودها وبأن محاولة حصارها لن تجدي نفعا.
طوال تاريخها الممتد عبر الزمن، شهدت الصين تحولات كثيرة وكانت مطمعا لدول الجوار فبنت سور الصين العظيم لمنع الغزاة، لكن هذا لم يمنع من غزو اليابان لها بعدما غرقت في صراعات أمراء الحروب المحليين وحرب الأفيون.
إلا أن المارد الصيني استيقظ من سباته العميق فأخاف العالم. لقد بدأت يقظة الصين بمسيرة الألف ميل وأصبحت الآن القوة المنافسة الأعظم لأقوى دول العالم اقتصاديا وعسكريا.
وعندما يأتي الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة، بعد تمديد ولايته لخمس سنوات أخرى في دلالة على الاستقرار السياسي في بلاده، فإنه يعبر في خطوات عملية على اعترافه بمكانة المملكة ودورها في المنطقة والعالم واحترامه لهذه المكانة والدور وانفتاحه على الشراكة الاستراتيجية مع المملكة في مختلف المجالات بعيدا عن سياسات الاستعلاء والإملاءات.
قبل أكثر من 1400 عام، قال رسولنا الكريم، - صلى الله عليه وسلم -، «اطلبوا الحكمة ولو في الصين»، ولهذا كانت رؤية المملكة 2030، وهي بداية رحلة الحكمة في مسيرة الألف ميل السعودية نحو المستقبل الجديد وربما وصولا إلى مجلس الأمن حتى لا يظل العالم رهينة لبعض المتلاعبين بمصيره!