الباحث الطليسي: "طروق السعودية" يحمي الفلكلور من الاندثار.. وإنسان الباحة فنان بطبيعته
الثلاثاء / 12 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 14:03 - الثلاثاء 6 ديسمبر 2022 14:03
أكد الباحث في الموروث الشعبي فهد الطليسي أن الجولة الميدانية لبرنامج 'طروق السعودية' التي انطلقت في منطقة الباحة؛ ستحدث فارقاً في رصد وتدوين الفنون الأدائية والموسيقية في المنطقة، وتساهم في حفظها من الاندثار، وتعاضد الباحثين في الوصول إليها، ودراستها، وإعادة إحياءها.
وقال: 'تميزت الباحة عن غيرها بعدة فنون أخّاذة، ولكن الكثير منها انزلق منذ نصف قرن في براثن النسيان، ووضعها الحالي يستدعي من يبعثها مجدداً من مخدعها، كفن النشيد 'القاف' الذي يقام بحضور الشاعر والصفوف وإيقاع الدفّ، وأثناء مشاهدتي له -من تسجيل قديم حصلت عليه بعد بحث دؤوب- لاحظت أنه قريب من فن المجرور الحجازي'.
وتطرق إلى فن السامر الرائج قديماً في بادية الباحة والمسمى بالردح، كاشفاً عن تشابهه مع فن القلطة مع اختلافات في بعض تفاصيله، فبخلاف التصفيق في الأخير يلوح العارضون بالسامر بأياديهم، ويخبطون بأقدامهم على الأرض حتى يصدر نغم صوتي جميل.
وتابع: 'تعتبر العرضة في الوقت الحاضر أكثر رواجاً وشهرة من نظيراتها، بيد أن جزءاً من طروقها اجتاحها الزوال وأتى عوضاً عنها طروق جديدة، بجانب تغيّرات في الصفوف والتزييف والزير، وعندما نسترجع الحفلات القديمة، ونعيد مشاهدة التسجيلات نلحظ تغيراً واضحاً في فن العرضة'.
ونوّه الطليسي إلى أن المنطقة تتضمن فنوناً أخرى أضحى حضورها نادراً، وهي: 'اللعب' و 'المسحباني'، والتي تمارس عادةً بعد الانتهاء من العرضة، وتستمر حتى نهاية الحفل، إضافة إلى 'طرق الجبل' و 'حداوي الجمّالة'، وفي تهامة هناك فنون مثل 'اللبيني' و 'الهرموج' و'الزار'.
وتابع: 'لا شك أن هذه الفنون تعبّر عن إنسان الباحة، الذي يترجم تكوينه الثقافي وهويته وتقاليده من خلال طروقه واستعراضه الأدائي، كما أن بيئته الملهمة تحثه على الإبداع، وتدفعه لصياغة قيمة في قوالب تعبيرية فائقة الجمال'.
واختتم بقوله:' التحديات التي تواجه الفلكلور تتمثل في استحداث الفنون والإيقاعات والطروق، وتؤثر على أصالة الفن، وبما أن الفنون الشعبية تكمن أهميتها في تجسيد الثقافة، ومحاكاة ما يخالج الإنسان من مشاعر؛ فعلى الممارسين أن ينفذوها بحذافيرها مثلما كانت قديماً'.
يذكر أن هيئة المسرح والفنون الأدائية وهيئة الموسيقى؛ تعملان من خلال برنامج 'طروق السعودية' على صون الموروث الموسيقي والأدائي، وتوثيق هذه الألوان في جميع مناطق المملكة.