كارثة سيول جدة .. الأمطار هي السبب؟!
الاحد / 10 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 02:08 - الاحد 4 ديسمبر 2022 02:08
شهدت مدينة جدة الأسبوع الماضي أمطارا غزيرة، مسبوقة برياح نشطة سالت على إثرها الأودية وجرفت الشوارع وأغرقت الأنفاق.
وأعادت هذه الكارثة نفس سيناريو كارثة «سيول جدة 2009» والتي خلفت كثيرا من الضحايا والتلفيات، وكانت الأسوأ منذ 27 عاما.
وعند إعادة قراءة الأحداث خلال الفترتين، تستوقفنا معلومة متشابهة إلى حد ما تشير إلى أن محافظة جدة شهدت أعلى كمية أمطار في ظاهرة نادرة الحدوث، وبشكل يفوق قدرة البنية التحتية لتصريفها؛ وهي نفس المعلومة تقريبا التي سمعناها في كارثة جدة الأولى.
وتؤكد مثل هذه الأخبار والتصريحات على أن كثيرا من الدول، ولا سيما في شرق آسيا، تعاني من الفيضانات الموسمية بشكل مستمر، وتخلف كثيرا من الضحايا والتلفيات.
مهلا.. لم الجزع والخوف والهلع، فالأمر لا يعدو كونه كارثة يمكن أن تحدث كل 15 سنة!.
وبعيدا عن لغة الأرقام نفهم من جملة التصريحات خلال الفترة الماضية، أن المتسبب الأول في كارثة «سيول جدة 2022» هي الأمطار، نعم الأمطار هي السبب الرئيس في الكارثة وهي المتهم الأول، وما علينا إلا أن ندعو الله ونبتهل في صلاة الاستسقاء طلبا لنزول الغيث، ونسأله تعالى بأن يخفف من كمية الأمطار التي تهطل على مدينة جدة في كل موسم حتى لا تغرق المدينة.
لقد أنفقت حكومتنا الرشيدة موارد مالية ضخمة لتطوير مشروع متكامل لدرء مخاطر السيول في جدة، يتضمن المشروع إنشاء سدود وحلول طويلة الأجل لإشكاليات شبكات التصريف ومعالجة تجمعات مياه الأمطار بجدة. وهكذا فإن كارثة «سيول جدة 2009» أصبحت حديث الماضي ولا يمكن أن تتكرر.
فهمنا خلال تصريحات كثير من المسؤولين منذ 2015 أن المشروع أصبح جاهزا، حيث تم التنفيذ بواسطة آلاف الموظفين من بينهم المهندسين والعمال الذين عملوا على تحليل الخرائط والوثائق وإعداد الدراسات اللازمة لمنع تكرار هذه الكارثة.
اليوم، وبعد كل ما تم إنجازه تطالعنا الأخبار أن مدينة جدة تغرق، وهي غير قادرة على استيعاب كمية الأمطار الغزيرة، وأن هذه الأمطار جاءت بغتة وبكميات تفوق قدرة المدينة على استيعابها.
وأتساءل هنا: ما جدوى مشروع تصريف سيول جدة إذن؟ أليس من المنطق توفير هذه المبالغ في مشاريع تنموية إذا افترضنا عدم جدواها؟!
إن المعالجات التي تم اتخاذها في سبيل درء السيول في مدينة جدة يمكن تصنيفها كحلول علاجية وليس تخطيطية وقائية، لكونها تعتمد على تطوير البنية التحتية وإنشاء السدود والمضخات لتفريغ مياه الأمطار وفحص أنابيب شبكات التصريف، لا يمكن لهذه التدابير أن تواجه السيول المنقولة من خارج المدينة والتي يمكن أن تجرف الشوارع، وتتسبب في الكوارث نظرا لعدم وجود أودية داخل المدينة.
إن معالجة سيول جدة لا يمكن أن يتم خلال تبني أفكار هندسية تعتمد على مواجهة الطبيعة؛ بل إعادة تخطيط المدينة بشكل يتماشى مع الطبيعية.
لذلك، من الأهمية بمكان إيجاد حلول وقائية طويلة المدى تحمي الأودية من الامتدادات العمرانية، ويترافق ذلك مع إدارة حضرية مرنة تتلمس احتياجات السكان بعيدا عن البيروقراطية.
وأخيرا، يجب العمل على تتبع مسارات الأودية داخل مدينة جدة، وإعادة إحيائها كقنوات صرف طبيعية ومناطق ترفيهية في آن واحد، وصولا إلى حلول أكثر استدامة.
waleed_zm@
وأعادت هذه الكارثة نفس سيناريو كارثة «سيول جدة 2009» والتي خلفت كثيرا من الضحايا والتلفيات، وكانت الأسوأ منذ 27 عاما.
وعند إعادة قراءة الأحداث خلال الفترتين، تستوقفنا معلومة متشابهة إلى حد ما تشير إلى أن محافظة جدة شهدت أعلى كمية أمطار في ظاهرة نادرة الحدوث، وبشكل يفوق قدرة البنية التحتية لتصريفها؛ وهي نفس المعلومة تقريبا التي سمعناها في كارثة جدة الأولى.
وتؤكد مثل هذه الأخبار والتصريحات على أن كثيرا من الدول، ولا سيما في شرق آسيا، تعاني من الفيضانات الموسمية بشكل مستمر، وتخلف كثيرا من الضحايا والتلفيات.
مهلا.. لم الجزع والخوف والهلع، فالأمر لا يعدو كونه كارثة يمكن أن تحدث كل 15 سنة!.
وبعيدا عن لغة الأرقام نفهم من جملة التصريحات خلال الفترة الماضية، أن المتسبب الأول في كارثة «سيول جدة 2022» هي الأمطار، نعم الأمطار هي السبب الرئيس في الكارثة وهي المتهم الأول، وما علينا إلا أن ندعو الله ونبتهل في صلاة الاستسقاء طلبا لنزول الغيث، ونسأله تعالى بأن يخفف من كمية الأمطار التي تهطل على مدينة جدة في كل موسم حتى لا تغرق المدينة.
لقد أنفقت حكومتنا الرشيدة موارد مالية ضخمة لتطوير مشروع متكامل لدرء مخاطر السيول في جدة، يتضمن المشروع إنشاء سدود وحلول طويلة الأجل لإشكاليات شبكات التصريف ومعالجة تجمعات مياه الأمطار بجدة. وهكذا فإن كارثة «سيول جدة 2009» أصبحت حديث الماضي ولا يمكن أن تتكرر.
فهمنا خلال تصريحات كثير من المسؤولين منذ 2015 أن المشروع أصبح جاهزا، حيث تم التنفيذ بواسطة آلاف الموظفين من بينهم المهندسين والعمال الذين عملوا على تحليل الخرائط والوثائق وإعداد الدراسات اللازمة لمنع تكرار هذه الكارثة.
اليوم، وبعد كل ما تم إنجازه تطالعنا الأخبار أن مدينة جدة تغرق، وهي غير قادرة على استيعاب كمية الأمطار الغزيرة، وأن هذه الأمطار جاءت بغتة وبكميات تفوق قدرة المدينة على استيعابها.
وأتساءل هنا: ما جدوى مشروع تصريف سيول جدة إذن؟ أليس من المنطق توفير هذه المبالغ في مشاريع تنموية إذا افترضنا عدم جدواها؟!
إن المعالجات التي تم اتخاذها في سبيل درء السيول في مدينة جدة يمكن تصنيفها كحلول علاجية وليس تخطيطية وقائية، لكونها تعتمد على تطوير البنية التحتية وإنشاء السدود والمضخات لتفريغ مياه الأمطار وفحص أنابيب شبكات التصريف، لا يمكن لهذه التدابير أن تواجه السيول المنقولة من خارج المدينة والتي يمكن أن تجرف الشوارع، وتتسبب في الكوارث نظرا لعدم وجود أودية داخل المدينة.
إن معالجة سيول جدة لا يمكن أن يتم خلال تبني أفكار هندسية تعتمد على مواجهة الطبيعة؛ بل إعادة تخطيط المدينة بشكل يتماشى مع الطبيعية.
لذلك، من الأهمية بمكان إيجاد حلول وقائية طويلة المدى تحمي الأودية من الامتدادات العمرانية، ويترافق ذلك مع إدارة حضرية مرنة تتلمس احتياجات السكان بعيدا عن البيروقراطية.
وأخيرا، يجب العمل على تتبع مسارات الأودية داخل مدينة جدة، وإعادة إحيائها كقنوات صرف طبيعية ومناطق ترفيهية في آن واحد، وصولا إلى حلول أكثر استدامة.
waleed_zm@