الأسئلة المؤلمة
الخميس / 7 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 18:09 - الخميس 1 ديسمبر 2022 18:09
خلق الله الإنسان وأكرمه بالعقل الذي به ومن خلاله يدرك معاني الحياة ويحاول أن يصل لأفضل صورة يعيشها في هذه الدنيا، وسن الله قوانين شرعية تحفظ علاقات البشر فيما بينهم، وسخر لهم وعلى مدار الأزمان تراكمية المعرفة، والأعراف والقوانين والتشريعات والتنظيمات التي صاغوها لكي تساعدهم على حماية بعضهم البعض، وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وسيرته العطرة، وأصحابه من بعده، على حفظ حقوق الإنسان ومشاعره وحث على عظم أجر من أدخل السرور على قلب أخيه، وأزال الكدر عنه.
للكلمة تأثير قاس، وألمها أكثر قسوة ويصعب نسيانه؛ إن كانت من عزيز ؛ وعمقها أشد وطأة إن كانت من قريب، ويتساوى أثرها النفسي إن كانت بقصد أو بدون قصد، والموفق في هذه الحياة من وفق لحسن الكلام، وابتعد عن سيئ القول. ومن الكلام المزعج جدا «الأسئلة المؤلمة» والتي قد نقولها دون أن نشعر، وقد تمر من خلالها رسائل قد لا نعيرها اهتماما، وهي كالملح على الجرح تزيده وجعا على وجع، ومن هذه الأسئلة:
1 - سؤال المريض عن تفاصيل مرضه، والذي يؤدي لزيادة خوفه أو حزنه، وما يخالطها من نصائح أو شواهد بقصص قد تدخل القلق في قلبه وهو أحوج للطمأنينة والدعاء.
2 - سؤال من مر بتجربة ماضية لا يريد ذكرها كزواج أو طلاق أو فشل في مشروع تجاري، أو دراسة، أو فقدان وظيفة أو فواتها.
3 - سؤال الدارس متى تتخرج؟ وما تخصصك؟ وكم معدلك؟ ولماذا تأخرت في التخرج؟ وما يتبعها عادة من تقليل من قيمة تخصص أو قلة الفرص الوظيفية له بالمستقبل، وكأن السائل يعلم الغيب والرزق.
4 - سؤال المتزوج عن تأخر الإنجاب، مما يبث الحزن في قلبه أو قلبها، ويفسد عليهما الحياة، وكأن السائل أحرص منهم على ذلك.
5 - سؤال من لديه ضغوطات نفسية لا يريد ذكرها عن ما يعاني، ولومه، واتهامه بالضعف والمبالغة، وهذا يزيده هما على هم، ويؤخر التشافي والتعافي.
6 - سؤال أسرة مستقرة تتدبر أمورها بأسئلة قد توغر صدر زوجة على زوجها، أو أب على أسرته، أو أولاد على أبيهم، أو أخوة فيما بينهم.
7 - سؤال آخر عن خصوصيات لم يفصح عنها مثل مرتبه أو تجارته أو سفره أو شيء مما لو سئل السائل عنها لغضب وكره ذلك.
مثل تلك «الأسئلة المُؤلمة» حقا تجعل من يعتادها إنسانا غير محبوب عند الآخرين، ويقل قبولهم له، وتضعف رغبتهم للحديث والتواصل معه، فالأولى به أن يراعي في تواصله مع الآخرين التالي:
1 - التحلي بفضائل الأخلاق التي يحبذها جميع البشر على مختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم، فهم لا يرغبون في التعمق في خصوصياتهم دون رغبة منهم في إظهارها.
2 - أن يتأسى بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وكيف يواسي أصحابه ويراعي أحوالهم النفسية والاجتماعية.
3 - البعد عن فضول القول، واختيار أجمل الألفاظ، والأسئلة، والحديث البناء عن طريق التواصل الفعال المبنى على احترام خصوصية الطرف الآخر.
4 - التدرب على مهارات الذكاء العاطفي وخاصة (مهارة التعاطف) التي تركز على تفهم الآخرين وإظهار التفاعل معهم بإيجابية.
5 - الانشغال بالنفس وتهذيبها بدلا من الانشغال بالآخرين وخصوصياتهم، فهي أحق بالاهتمام وبها ما يغني عن ما لدى الآخرين.
6 - أن يخلص الإنسان نفسه من الطباع السلبية مثل الحسد والغيرة والتي تقود للفضول، وتؤذي الشخص نفسه قبل أن تؤذي غيره.
ينبغي على الإنسان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وما يحب أن يعامل به، وليضع نفسه مكان الآخر، ويشعر بما يشعر به عند سؤاله مثل هذه «الأسئلة المؤلمة»، وليعلم أنه كما يؤجر عندما يدخل السرور على قلب أخيه، فإنه يأثم عندما يجرحه بكلمة أو يؤذيه بسؤال بقصد أو بدون قصد، والرابح في هذه الحياة من أمضى حياته دون أذية أحد، وكانت كلماته بلسما ترفع من همة متعب، وتشد من أزر مريض، وتبعث الأمل في قلب منتظر، وتداوي جِراح من يعاني، ولولا عظم الكلمة الطيبة عند الله لما شبهها سبحانه في كتابه الكريم بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
@salehsalmanalen
للكلمة تأثير قاس، وألمها أكثر قسوة ويصعب نسيانه؛ إن كانت من عزيز ؛ وعمقها أشد وطأة إن كانت من قريب، ويتساوى أثرها النفسي إن كانت بقصد أو بدون قصد، والموفق في هذه الحياة من وفق لحسن الكلام، وابتعد عن سيئ القول. ومن الكلام المزعج جدا «الأسئلة المؤلمة» والتي قد نقولها دون أن نشعر، وقد تمر من خلالها رسائل قد لا نعيرها اهتماما، وهي كالملح على الجرح تزيده وجعا على وجع، ومن هذه الأسئلة:
1 - سؤال المريض عن تفاصيل مرضه، والذي يؤدي لزيادة خوفه أو حزنه، وما يخالطها من نصائح أو شواهد بقصص قد تدخل القلق في قلبه وهو أحوج للطمأنينة والدعاء.
2 - سؤال من مر بتجربة ماضية لا يريد ذكرها كزواج أو طلاق أو فشل في مشروع تجاري، أو دراسة، أو فقدان وظيفة أو فواتها.
3 - سؤال الدارس متى تتخرج؟ وما تخصصك؟ وكم معدلك؟ ولماذا تأخرت في التخرج؟ وما يتبعها عادة من تقليل من قيمة تخصص أو قلة الفرص الوظيفية له بالمستقبل، وكأن السائل يعلم الغيب والرزق.
4 - سؤال المتزوج عن تأخر الإنجاب، مما يبث الحزن في قلبه أو قلبها، ويفسد عليهما الحياة، وكأن السائل أحرص منهم على ذلك.
5 - سؤال من لديه ضغوطات نفسية لا يريد ذكرها عن ما يعاني، ولومه، واتهامه بالضعف والمبالغة، وهذا يزيده هما على هم، ويؤخر التشافي والتعافي.
6 - سؤال أسرة مستقرة تتدبر أمورها بأسئلة قد توغر صدر زوجة على زوجها، أو أب على أسرته، أو أولاد على أبيهم، أو أخوة فيما بينهم.
7 - سؤال آخر عن خصوصيات لم يفصح عنها مثل مرتبه أو تجارته أو سفره أو شيء مما لو سئل السائل عنها لغضب وكره ذلك.
مثل تلك «الأسئلة المُؤلمة» حقا تجعل من يعتادها إنسانا غير محبوب عند الآخرين، ويقل قبولهم له، وتضعف رغبتهم للحديث والتواصل معه، فالأولى به أن يراعي في تواصله مع الآخرين التالي:
1 - التحلي بفضائل الأخلاق التي يحبذها جميع البشر على مختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم، فهم لا يرغبون في التعمق في خصوصياتهم دون رغبة منهم في إظهارها.
2 - أن يتأسى بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وكيف يواسي أصحابه ويراعي أحوالهم النفسية والاجتماعية.
3 - البعد عن فضول القول، واختيار أجمل الألفاظ، والأسئلة، والحديث البناء عن طريق التواصل الفعال المبنى على احترام خصوصية الطرف الآخر.
4 - التدرب على مهارات الذكاء العاطفي وخاصة (مهارة التعاطف) التي تركز على تفهم الآخرين وإظهار التفاعل معهم بإيجابية.
5 - الانشغال بالنفس وتهذيبها بدلا من الانشغال بالآخرين وخصوصياتهم، فهي أحق بالاهتمام وبها ما يغني عن ما لدى الآخرين.
6 - أن يخلص الإنسان نفسه من الطباع السلبية مثل الحسد والغيرة والتي تقود للفضول، وتؤذي الشخص نفسه قبل أن تؤذي غيره.
ينبغي على الإنسان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وما يحب أن يعامل به، وليضع نفسه مكان الآخر، ويشعر بما يشعر به عند سؤاله مثل هذه «الأسئلة المؤلمة»، وليعلم أنه كما يؤجر عندما يدخل السرور على قلب أخيه، فإنه يأثم عندما يجرحه بكلمة أو يؤذيه بسؤال بقصد أو بدون قصد، والرابح في هذه الحياة من أمضى حياته دون أذية أحد، وكانت كلماته بلسما ترفع من همة متعب، وتشد من أزر مريض، وتبعث الأمل في قلب منتظر، وتداوي جِراح من يعاني، ولولا عظم الكلمة الطيبة عند الله لما شبهها سبحانه في كتابه الكريم بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
@salehsalmanalen