لماذا نقرأ؟ إجابة معاكسة!
الأربعاء / 6 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 01:10 - الأربعاء 30 نوفمبر 2022 01:10
نقرأ لنعرف! فلماذا إلى الآن ومع كل تلك الكتب المتراكمة جهلنا مستمر؟ هل نتوقف، نيأس لأننا ما نزال جهلة؟
نقرأ لنطبق المعرفة! فلماذا لما نطبقها لا نحصل عليها كاملة كما هي في الكتاب؟ لماذا الكتاب الذي وعدني زيادة سعادتي، إلى اليوم لم أصل لها؟ هل الكتاب أخلف وعده؟
لماذا كتب حفظ الوقت ضيعت وقتي؟ وكتب الذات توهت ذاتي؟ إننا نستمر في فعل القراءة لأنها عادة، وخير عادة ألا تعتاد! فلماذا لا نترك هذه العادة السيئة؟
إننا نستمر في القراءة لنقتل بها الوقت، ونملأ بها انتظار المستقبل القادم فيقرأ العجوز مترقبا ملك الموت، ويقرأ الموظف لانتظاره الاجتماع، وإذا فعلنا ذلك فقد أهنا القراءة إهانة كبرى! فكأننا ننشغل بالحديث مع إنسان مقابل انتظارنا من هو أهم منه؛ فلماذا لا نخوض المستقبل هذا نلتقيه بدلا عن ارتجافنا دون الأرفف؟
نستمر بالقراءة لنجد من يربت على مشاعرنا ويعبر عنها بدلا عنا، وإذا فعلنا القراءة لهذا السبب؛ فقد اعترفنا بفشلنا في مواجهة ما أخافنا! إذن نحن نستمر في القراءة للهروب من الواقع الذاتي الشعوري المركز.
ونحن نقرأ لنهرب من المجهول القادم والغامض المخيف، نحن نقرأ لنميت المزيد من الحيوات فينا ونقتل الإبداع والتعقل والفاعلية المجتمعية، نحن نندس خلف أكتاف المؤلف والكاتب ليفكر بدلا عنا ويعطينا إجابة وقالبا معرفيا جاهزا، نقرأ ثم نبربر به ونتلوه ونتباهى به وباسم مؤلفه، نحن نقرأ كما نأكل ونشرب تماما ولا فرق فهي عادة ميتة نحييها كل يوم وكفى.
نقرأ لعجزنا عن فعل شيء في الموجودات، وعجز عن التصرف في الواقع. نقرأ لإماتة الإنسانية فينا وإزهاقها بالمزيد من الكتب والمكتبات دون أن نبني إنسانية واقعة، نقدس المكتبة والكتاب وإلا لماذا نصلي كل يوم في المكتبة؟!
هل صارت القراءة قدسية لا يجوز لنا نقدها؟ وانسحبت تلك القداسة على القارئ فأصبح يوافق الكاتب على أي شيء ومن شيء؟ ويقتني كل شيء؟ ويتبع صفوف الأكثر مبيعا وتوصيات القراء في تبعية عمياء طخياء تخجل القراءة ذاتها منها!
وهل صارت المكتبة مثلها مثل أي مكان نتنزه فيه ونلتقي بأشخاص آخرين وضعوا أنفسهم أو بعضهم في الصفحات فتحورنا نكلمهم عبر واسطة الورق ولا يسمح لنا بنزع الحجاب والغلاف عن الكاتب الحقيقي؟
أو قل لي لماذا تقرأ: لماذا نقرأ إجابة معاكسة!
إننا موجودون في حياة قصيرة في حيثية زمانها، كبيرة من حيثية مكانها ومجالها، فالحياة هي المشاعر والأخلاق والمباني والأسواق، وهي الزهاد والأغنياء، والناس والبأس والفأس، لا داعي لئن أكمل السجع! المهم أن الحياة هي الموجودات العقلية والواقعية والماورائية؛ فهي أكبر من أن تحصرها في كتاب وقراءة.
إذن علينا أن نجعل القراءة وسيلة وأداة مساعدة، ونجعل العقل عادة، فالعقل دائم معنا، والكتاب لا تسعه يدنا، والحامل (العقل) أولى بالحمل من المحمول (الكتاب) فأن تحمل نفسك وتتحمل العقل والتفكر والعمل والتحقيق أولى لك من حمل أعباء أخر، علينا أن نجرّب ونفكر ونقرأ لا أن نقرأ فقط.
القرآن أكثره يتساءل: أفلا تعقلون؟ وحتى عند وضعه كلمة القراءة فإنه يصاحبها مفاهيم: التدبر (أفلا يتدبرون)، القوة (خذ الكتاب بقوة)، الكرامة (اقرأ وربك الأكرم). فالقراءة ليست مطلقة في القرآن الكريم بل مقيدة بقيود: الإنسانية والأخلاق، والتعقل، والقوة والعمل والتحقيق.
أما القراءة كفعل وعادة مطلقة مقدسة تدور حولها الحياة فهذا غير موجود!
تنشئة إنسان له فاعلية في الحياة لا راهب في المكتبة! تلك هي القراءة بروح وفاعلية.
إذن لماذا نقرأ؟ لتكون أداة معينة مع أدوات التجربة والعقل للوصول إلى مرامنا من الحياة وفاعلية المجتمع وتحقيق ذواتنا وإنسانيتنا الفضلى.
shrooqmi@
نقرأ لنطبق المعرفة! فلماذا لما نطبقها لا نحصل عليها كاملة كما هي في الكتاب؟ لماذا الكتاب الذي وعدني زيادة سعادتي، إلى اليوم لم أصل لها؟ هل الكتاب أخلف وعده؟
لماذا كتب حفظ الوقت ضيعت وقتي؟ وكتب الذات توهت ذاتي؟ إننا نستمر في فعل القراءة لأنها عادة، وخير عادة ألا تعتاد! فلماذا لا نترك هذه العادة السيئة؟
إننا نستمر في القراءة لنقتل بها الوقت، ونملأ بها انتظار المستقبل القادم فيقرأ العجوز مترقبا ملك الموت، ويقرأ الموظف لانتظاره الاجتماع، وإذا فعلنا ذلك فقد أهنا القراءة إهانة كبرى! فكأننا ننشغل بالحديث مع إنسان مقابل انتظارنا من هو أهم منه؛ فلماذا لا نخوض المستقبل هذا نلتقيه بدلا عن ارتجافنا دون الأرفف؟
نستمر بالقراءة لنجد من يربت على مشاعرنا ويعبر عنها بدلا عنا، وإذا فعلنا القراءة لهذا السبب؛ فقد اعترفنا بفشلنا في مواجهة ما أخافنا! إذن نحن نستمر في القراءة للهروب من الواقع الذاتي الشعوري المركز.
ونحن نقرأ لنهرب من المجهول القادم والغامض المخيف، نحن نقرأ لنميت المزيد من الحيوات فينا ونقتل الإبداع والتعقل والفاعلية المجتمعية، نحن نندس خلف أكتاف المؤلف والكاتب ليفكر بدلا عنا ويعطينا إجابة وقالبا معرفيا جاهزا، نقرأ ثم نبربر به ونتلوه ونتباهى به وباسم مؤلفه، نحن نقرأ كما نأكل ونشرب تماما ولا فرق فهي عادة ميتة نحييها كل يوم وكفى.
نقرأ لعجزنا عن فعل شيء في الموجودات، وعجز عن التصرف في الواقع. نقرأ لإماتة الإنسانية فينا وإزهاقها بالمزيد من الكتب والمكتبات دون أن نبني إنسانية واقعة، نقدس المكتبة والكتاب وإلا لماذا نصلي كل يوم في المكتبة؟!
هل صارت القراءة قدسية لا يجوز لنا نقدها؟ وانسحبت تلك القداسة على القارئ فأصبح يوافق الكاتب على أي شيء ومن شيء؟ ويقتني كل شيء؟ ويتبع صفوف الأكثر مبيعا وتوصيات القراء في تبعية عمياء طخياء تخجل القراءة ذاتها منها!
وهل صارت المكتبة مثلها مثل أي مكان نتنزه فيه ونلتقي بأشخاص آخرين وضعوا أنفسهم أو بعضهم في الصفحات فتحورنا نكلمهم عبر واسطة الورق ولا يسمح لنا بنزع الحجاب والغلاف عن الكاتب الحقيقي؟
أو قل لي لماذا تقرأ: لماذا نقرأ إجابة معاكسة!
إننا موجودون في حياة قصيرة في حيثية زمانها، كبيرة من حيثية مكانها ومجالها، فالحياة هي المشاعر والأخلاق والمباني والأسواق، وهي الزهاد والأغنياء، والناس والبأس والفأس، لا داعي لئن أكمل السجع! المهم أن الحياة هي الموجودات العقلية والواقعية والماورائية؛ فهي أكبر من أن تحصرها في كتاب وقراءة.
إذن علينا أن نجعل القراءة وسيلة وأداة مساعدة، ونجعل العقل عادة، فالعقل دائم معنا، والكتاب لا تسعه يدنا، والحامل (العقل) أولى بالحمل من المحمول (الكتاب) فأن تحمل نفسك وتتحمل العقل والتفكر والعمل والتحقيق أولى لك من حمل أعباء أخر، علينا أن نجرّب ونفكر ونقرأ لا أن نقرأ فقط.
القرآن أكثره يتساءل: أفلا تعقلون؟ وحتى عند وضعه كلمة القراءة فإنه يصاحبها مفاهيم: التدبر (أفلا يتدبرون)، القوة (خذ الكتاب بقوة)، الكرامة (اقرأ وربك الأكرم). فالقراءة ليست مطلقة في القرآن الكريم بل مقيدة بقيود: الإنسانية والأخلاق، والتعقل، والقوة والعمل والتحقيق.
أما القراءة كفعل وعادة مطلقة مقدسة تدور حولها الحياة فهذا غير موجود!
تنشئة إنسان له فاعلية في الحياة لا راهب في المكتبة! تلك هي القراءة بروح وفاعلية.
إذن لماذا نقرأ؟ لتكون أداة معينة مع أدوات التجربة والعقل للوصول إلى مرامنا من الحياة وفاعلية المجتمع وتحقيق ذواتنا وإنسانيتنا الفضلى.
shrooqmi@