الرأي

تأثير التعليم الجامعي وخيارات الطلاب في المستقبل

دحام مبارك الغالب
عالم سريع التغير يشبه قرية صغيرة تميز بسرعة انتقال وتبادل الأفكار والثقافات بين بلدانه، مما يفرض مجموعة من التحديات التي فرضت نفسها على الساحة، والتي من أهم سماتها المنافسة الشرسة فى سوق العمل؛ لذا فقد غدا يبحث عن أفراد مؤهلين لهذه المنافسة، من خلال ما يتسلحون به من مهارات وإمكانات وقدرات تعدت حدود المعارف النظرية.

وتعد الجامعة صرحا علميا وفكريا منوطا بها ضرورة خلق جيل واع مدرك لمسؤوليته ودوره في المجتمع، واهتمام الجامعة بجودة المنتج المقدم لطلابها، سواء كان منتجا علميا يتعلق بما يدرس الطالب أو أنشطة طلابية وكل ما يتعلق بالشباب لتنمية مواهبهم، لما للأهمية بتخريج الشباب وهم واعون تمام الوعي بأن رسم تاريخ دولتهم بلا مبالغة يقع على كاهلهم، فالأنشطة الطلابية الجامعية هي الأداة التي تساعد الجامعة على تحقيق أهدافها، فيما يتعلق بإعداد الطلاب لفهم فلسفة المجتمع وأهدافه عن طريق تدريبهم على الحياة الاجتماعية، واكتساب مهارات التفكير العليا.

ومن وجهة نظري، فإن طلاب اليوم محظوظون بلا أدنى شك، لأن التعليم الجامعي صار متنوع المجالات والتخصصات عن ذي قبل، بل أصبح شديد التخصص، وأدلت التكنولوجيا بدلوها في التعليم، حيث أسهمت في القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل وأكثر كفاءة، فالطرق الحديثة في التدريس تجذب اهتمام الطالب للمادة التي يدرسها، والمعلومة التي يتلقاها، وتجعل المشاركة في الأنشطة المتنوعة أكثر جذبا وتميزا، وبالتالي زيادة القدرة على الاحتفاظ بما يتعلمه وتنمي مهاراته الشخصية وتطور اختياراته في المستقبل.

وإحقاقا للحق، فقد شهدت الجامعات السعودية قفزات تنموية كبيرة على جميع المستويات، ولا سيما البنية التحتية والنظم التكنولوجية والبرامج التعليمية التي تناظر مثيلاتها في أرقى الجامعات العالمية؛ ما ساعدها في تحقيق التميز بين جامعات المنطقة والعالم، وهو ما كان واضحا في المؤشرات والتصنيفات المتقدمة التي حصلت عليها بعض الجامعات السعودية خلال الفترة الأخيرة، ففي مطلع الربع الأخير من عام 2019م حصدت 7 جامعات سعودية ترتيبا متقدما في تصنيف التايمز البريطاني.

إن جودة البرامج التعليمية وتنوعها وبرامجها التدريبية، والبحث العلمي والاهتمام به، والابتعاث الخارجي، كلها محاور مهمة في تعليم الطالب الجامعي، وصقل مهاراته في حسن الاختيار وتوسعة مداركه لمجالات العمل المختلفة، وأصبح إعداد الطالب ومدى رضاه عما يقدم له، وأثر ذلك في مهاراته وارتباطها بسوق العمل، ضمن معايير الاعتماد، الذي لن تناله مؤسسة جامعية دون استيفائه، وذلك وفقا للمنظور الشامل للجودة.

لذا، فعلى الطلاب أو الطالبات بذل الجهد بما يتيح لهم مكانة ومستقبلا، ويجب ألا يرضوا بأقل من أن يكونوا في مكان مميز، ساطع، وأن يسعوا ليصبحوا فاعلين منتجين، مفكرين، ومبدعين.

Daham9920@