تلميحات تبشر بنهاية حرب أوكرانيا
مؤرخ أمريكي يتوقع أن تلعب تركيا دورا كبيرا في وضع كلمة النهاية
الخميس / 23 / ربيع الثاني / 1444 هـ - 21:34 - الخميس 17 نوفمبر 2022 21:34
بينما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية بلا هوادة ودون هدف واضح في نهاية المطاف، في مقابل خسائر مستمرة في الأرواح والممتلكات، يظل التساؤل الذي يطرح نفسه هو: إلى متى يمكن أن تستمر هذه الحرب؟.
وقال الدكتور إدوارد سالو، وهو أستاذ مشارك في التاريخ، ومدير مشارك لبرنامج الدكتوراه في دراسات التراث في جامعة ولاية أركنساس، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، «إنه على مدى الأيام القلائل الماضية، كانت هناك تلميحات من كلا الجانبين في الحرب الروسية الأوكرانية بأنه قد تكون هناك أسباب لحل دبلوماسي».
وأوضح أن الطريق إلى السلام واعد بسبب الخسائر العسكرية الهائلة التي تكبدتها روسيا، والتي أضعفت الدولة بشكل خطير، وستتطلب سنوات إن لم يكن عقودا لتعويضها.
كما يعلم الجانبان أن أشهر الشتاء المقبلة ستجعل العمليات العسكرية أكثر صعوبة، وستؤدي إلى مزيد من الوفيات داخل وخارج ساحة المعركة.
فرص سيئة
يقول سالو: «إنه في حين أن الأجواء الحالية للتوصل إلى حل دبلوماسي تبدو سيئة، فإنني أزعم أن هذه فرصة لقوة ناشئة للتقدم على الساحة الدولية والتوسط في السلام بين روسيا وأوكرانيا لتعزيز مكانتها كقوة رائدة، تماما كما فعلت الولايات المتحدة خلال الحرب الروسية اليابانية (1905-1904)».
ويرى سالو أن كثيرا من الموضوعات المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا تذكرنا بالوضع خلال الحرب الروسية اليابانية، وقد نتجت الحرب عن التوسع الاستعماري التنافسي لروسيا واليابان، وكلاهما أرادا السيطرة على الشرق الأقصى. علاوة على ذلك، رأى قيصر روسيا الحرب كوسيلة لتعزيز شعبية نظامه في فترة من التراجع الوطني وتعزيز مكانة روسيا وسط الإمبراطوريات الكبرى في أوروبا.
ورأت اليابان في الحرب فرصة لتصبح القوة العظمى في آسيا.
وبعد سلسلة من المهام الدبلوماسية الفاشلة لتجنب الحرب، شنت البحرية اليابانية هجوما مفاجئا على البحرية الروسية في بورت آرثر.
وبعد هذا الهجوم الساحق، استمر الروس في المعاناة من هزائم أخرى قبل أن يوافقوا أخيرا على سلام تفاوضي في عام 1905.
وكان الجيش الياباني أقرب إلى الانهيار مما كان يبدو عليه، رغم أن ذلك لم يكن ظاهرا لليابانيين.
خسائر متشابهة
يرى سالو أنه في حين أن الوضع الفعلي لما حدث في الفترة من 1905-1904 ليس هو نفس سياق الحرب الروسية الأوكرانية الحالية (ففي عام 1904 هاجمت اليابان روسيا، وفي عام 2022 هاجمت روسيا أوكرانيا)، إلا أنه يقدم العديد من أوجه التشابه التي تجعل الحرب الروسية اليابانية نموذجا مفيدا، فقد تكبدت القوات الروسية في أوكرانيا، كما حدث في عام 1905، خسائر فادحة أمام ما كان ينظر إليه في البداية على أنه عدو أدنى.
وكانت الحرب الروسية اليابانية كذلك واحدة من أوائل الصراعات التي توضح قوة الثورة الصناعية في الإنتاج الضخم للأسلحة والمعدات، تماما كما أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية فعالية الطائرات المسيرة وغيرها من التقنيات في ساحة المعركة.
أحداث كارثية
مع مثل هذه الأحداث الكارثية التي تحدث في روسيا وأوكرانيا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية إنهاء الحرب والتفاوض على السلام، ومرة أخرى، تقدم النظرة إلى الوراء في التاريخ سيناريو واحدا محتملا.
ففي حالة الحرب الروسية اليابانية، كانت الولايات المتحدة هي التي برزت كوسيط سلام، وكانت الولايات المتحدة قوة عالمية ناشئة بعد هزيمة إسبانيا في الحرب الإسبانية الأمريكية.
ويقول البعض «إن النصر كان بداية إمبراطوريتها وفترة من النمو الاقتصادي الهائل».
والفرصة مواتية لخروج قوة ناشئة أخرى لترسيخ نفسها على الساحة الدولية من خلال العمل كوسيط في مؤتمر للسلام، وتحتاج هذه الدولة إلى امتلاك القوة الدبلوماسية والعسكرية، ويجب ألا يكون لتلك الدولة مصلحة مباشرة في المنطقة (ولتكن تركيا) ولكن لديها بعض المصالح الاقتصادية على المحك مثل إنتاج الغذاء الأوكراني. وأخيرا، يجب أن يكون للدولة روابط رسمية قليلة مع حلفاء روسيا أو أوكرانيا.
السيناريو المحتمل
مع تقدم الحرب، انخفض عدد الدول التي تنطبق عليها هذه المعايير، فالصين، التي تتطلع إليها كثير من الدول كطرف رائد آخر، داعمة جدا لروسيا.
وحتى لو حاولت قوة ناشئة مثل البرازيل أو السعودية أو الهند، فإن هذا قد لا يضمن قبوله أو أن روسيا سوف تلتزم بالشروط في الأمد البعيد.
ومع فقدان مزيد من القوات الروسية في ساحة المعركة، يبدأ حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التشكك به، ويعاني الأوكرانيون من شتاء قاس، وسيتم ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على كييف وموسكو لبدء محادثات السلام وانهاء الحرب.
وتحتاج الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى فهم هذا السيناريو المحتمل، وتحديد أفضل مسار للعمل للمساعدة في التوسط في السلام، ولكن أيضا لفهم العواقب الدائمة.
وقال الدكتور إدوارد سالو، وهو أستاذ مشارك في التاريخ، ومدير مشارك لبرنامج الدكتوراه في دراسات التراث في جامعة ولاية أركنساس، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، «إنه على مدى الأيام القلائل الماضية، كانت هناك تلميحات من كلا الجانبين في الحرب الروسية الأوكرانية بأنه قد تكون هناك أسباب لحل دبلوماسي».
وأوضح أن الطريق إلى السلام واعد بسبب الخسائر العسكرية الهائلة التي تكبدتها روسيا، والتي أضعفت الدولة بشكل خطير، وستتطلب سنوات إن لم يكن عقودا لتعويضها.
كما يعلم الجانبان أن أشهر الشتاء المقبلة ستجعل العمليات العسكرية أكثر صعوبة، وستؤدي إلى مزيد من الوفيات داخل وخارج ساحة المعركة.
فرص سيئة
يقول سالو: «إنه في حين أن الأجواء الحالية للتوصل إلى حل دبلوماسي تبدو سيئة، فإنني أزعم أن هذه فرصة لقوة ناشئة للتقدم على الساحة الدولية والتوسط في السلام بين روسيا وأوكرانيا لتعزيز مكانتها كقوة رائدة، تماما كما فعلت الولايات المتحدة خلال الحرب الروسية اليابانية (1905-1904)».
ويرى سالو أن كثيرا من الموضوعات المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا تذكرنا بالوضع خلال الحرب الروسية اليابانية، وقد نتجت الحرب عن التوسع الاستعماري التنافسي لروسيا واليابان، وكلاهما أرادا السيطرة على الشرق الأقصى. علاوة على ذلك، رأى قيصر روسيا الحرب كوسيلة لتعزيز شعبية نظامه في فترة من التراجع الوطني وتعزيز مكانة روسيا وسط الإمبراطوريات الكبرى في أوروبا.
ورأت اليابان في الحرب فرصة لتصبح القوة العظمى في آسيا.
وبعد سلسلة من المهام الدبلوماسية الفاشلة لتجنب الحرب، شنت البحرية اليابانية هجوما مفاجئا على البحرية الروسية في بورت آرثر.
وبعد هذا الهجوم الساحق، استمر الروس في المعاناة من هزائم أخرى قبل أن يوافقوا أخيرا على سلام تفاوضي في عام 1905.
وكان الجيش الياباني أقرب إلى الانهيار مما كان يبدو عليه، رغم أن ذلك لم يكن ظاهرا لليابانيين.
خسائر متشابهة
يرى سالو أنه في حين أن الوضع الفعلي لما حدث في الفترة من 1905-1904 ليس هو نفس سياق الحرب الروسية الأوكرانية الحالية (ففي عام 1904 هاجمت اليابان روسيا، وفي عام 2022 هاجمت روسيا أوكرانيا)، إلا أنه يقدم العديد من أوجه التشابه التي تجعل الحرب الروسية اليابانية نموذجا مفيدا، فقد تكبدت القوات الروسية في أوكرانيا، كما حدث في عام 1905، خسائر فادحة أمام ما كان ينظر إليه في البداية على أنه عدو أدنى.
وكانت الحرب الروسية اليابانية كذلك واحدة من أوائل الصراعات التي توضح قوة الثورة الصناعية في الإنتاج الضخم للأسلحة والمعدات، تماما كما أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية فعالية الطائرات المسيرة وغيرها من التقنيات في ساحة المعركة.
أحداث كارثية
مع مثل هذه الأحداث الكارثية التي تحدث في روسيا وأوكرانيا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية إنهاء الحرب والتفاوض على السلام، ومرة أخرى، تقدم النظرة إلى الوراء في التاريخ سيناريو واحدا محتملا.
ففي حالة الحرب الروسية اليابانية، كانت الولايات المتحدة هي التي برزت كوسيط سلام، وكانت الولايات المتحدة قوة عالمية ناشئة بعد هزيمة إسبانيا في الحرب الإسبانية الأمريكية.
ويقول البعض «إن النصر كان بداية إمبراطوريتها وفترة من النمو الاقتصادي الهائل».
والفرصة مواتية لخروج قوة ناشئة أخرى لترسيخ نفسها على الساحة الدولية من خلال العمل كوسيط في مؤتمر للسلام، وتحتاج هذه الدولة إلى امتلاك القوة الدبلوماسية والعسكرية، ويجب ألا يكون لتلك الدولة مصلحة مباشرة في المنطقة (ولتكن تركيا) ولكن لديها بعض المصالح الاقتصادية على المحك مثل إنتاج الغذاء الأوكراني. وأخيرا، يجب أن يكون للدولة روابط رسمية قليلة مع حلفاء روسيا أو أوكرانيا.
السيناريو المحتمل
مع تقدم الحرب، انخفض عدد الدول التي تنطبق عليها هذه المعايير، فالصين، التي تتطلع إليها كثير من الدول كطرف رائد آخر، داعمة جدا لروسيا.
وحتى لو حاولت قوة ناشئة مثل البرازيل أو السعودية أو الهند، فإن هذا قد لا يضمن قبوله أو أن روسيا سوف تلتزم بالشروط في الأمد البعيد.
ومع فقدان مزيد من القوات الروسية في ساحة المعركة، يبدأ حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التشكك به، ويعاني الأوكرانيون من شتاء قاس، وسيتم ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على كييف وموسكو لبدء محادثات السلام وانهاء الحرب.
وتحتاج الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى فهم هذا السيناريو المحتمل، وتحديد أفضل مسار للعمل للمساعدة في التوسط في السلام، ولكن أيضا لفهم العواقب الدائمة.