العالم

موجة اغتيالات تصاحب نوفمبر الدموي بإيران

الغضب الشعبي العارم يؤدي إلى مقتل مسؤول قضائي وضابط بالحرس الثوري تسريب صوتي لمسؤول أمني يتوقع حدوث اغتيالات وانفجارات بسبب القمع %70 من الأبرياء الذين قتلوا شباب تراوح أعمارهم بين 17 و21 عاما إعدام أحد المتظاهرين والعنف الأمني يتسببان في مقتل اثنين بكردستان

موجة اغتيالات جديدة ضربت إيران، طالت عنصرا أمنيا ومسؤولا قضائيا، بالتواكب مع اندلاع مظاهرات «نوفمبر الدامي» إحياء لذكرى ثورة البنزين التي خلفت 1500 قتيل، واستمرار الاحتجاجات الشعبية التي تتسع يوما بعد آخر.

وكشفت وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية الإيرانية الرسمية، أن مسلحين مجهولين اغتالوا، أمس الأول، رئيس جمعية ما يمسى بـ»خبراء العدالة» التابعة للسلطة القضائية في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان رضوي.

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري، باغتيال ضابط برتبة عقيد في قوات الحرس الثوري، بهجوم مسلح في مدينة بوكان بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غرب إيران، أمس الأول، الأمر الذي يعكس حالة الغضب الشعبي التي تنتاب الشارع الإيراني، وحالة الاحتقان التي وصلت إلى أعلى درجاتها. وفقا لموقع (العين الاخباري) الإماراتي.

مسلحون مجهولون

تعرض محمد حسين شركا رئيس جمعية خبراء العدالة التابعة للسلطة القضائية للاغتيال من مسلحين مجهولين بمدينة مشهد عقب خروجه من مقر عمله.

وقال المحقق الخاص بجرائم القتل العمد للنيابة العامة الإيرانية في مدينة مشهد، بشأن مقتل شركا: «معلوماتنا تفيد بأن الاغتيال تم ظهر أمس، بعد خروج محمد حسين من مكان عمله وبعد إطلاق النار عليه»، مضيفا «نحقق في هوية المتهمين».

من جانبه، قال محسن دواري حاكم مدينة مشهد في حديثه لوكالة الأنباء الرسمية «إيرنا» «إن هذا الحادث وقع أمام المركز الرسمي للخبراء القضائيين ولم يتم التعرف على المهاجمين بعد، مشيرا إلى التحقيق يجب أن يكون بحضور الشهود لإبداء الرأي النهائي».

تسريب الاغتيالات

اعترف الحرس الثوري باغتيال ضابط من رجاله، وقال إنه خلال الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة بوكان، اغتال مسلحون مجهولون العقيد رضا المآسي في قوات الحرس الثوري.

وتواصل مسلسل استهداف رجال الأمن الإيرانيين، حيث كشفت الوكالة الرسمية الإيرانية «إيرنا»، عن اغتيال عنصر من قوات الحرس الثوري يدعى رضا آذر بار، وإصابة اثنين آخرين جراء هجوم مسلح بمدينة «كامياران» التابعة لمحافظة كردستان غرب إيران.

وحسب مصادر أمنية مطلعة، فتح مسلحون مجهولون النار على القوات الأمنية في مدينة كامياران، مما أسفر عن مقتل عنصر من الحرس الثوري يدعى رضا آذر بار وإصابة اثنين آخرين بجروح.

وتم تسريب تسجيل صوتي لأحد كبار الضابط في جهاز الاستخبارات التابعة للحكومة الإيرانية يتحدث فيه عن الاحتجاجات والمرحلة المقبلة، ويقول هذا المسؤول الأمني إن الأزمة لا تزال قائمة وإننا سنحصل على عدد الاغتيالات والانفجارات العمياء في المستقبل.

شلل النظام

أشار الرجل الذي عرف نفسه أنه «شكوهي»، «ليس الأمر وكأننا نضغط على زر وأن كل شيء قد انتهى وعلينا أن نتجه نحو التغيير ونرفع التسامح، ويجب حل قضايا مثل المعيشة والاقتصاد، ووصف السياسة الإيرانية في السيطرة على الفضاء الافتراضي بالخطأ، وقال إنه كان ينبغي استخدامها.

ويعترف هذا المسؤول الأمني أن حوالي 15 ألف شخص اعتقلوا أثناء الاحتجاجات الحالية، وإذا قمت بالتدقيق يمكنك أن ترى أنه لم يكن لدى المعتقلين ما يخسرونه وأثناء الاستجوابات، علمنا بأشياء لا تعرفها أرواحنا.

ولفت إلى أنه في الاحتجاجات الأخيرة، أصيب النظام بالشلل لأن الاحتجاجات شاركت فيها طبقات واسعة من المجتمع وكنا نتخوف من مشاركة طلاب الجامعات وهذا ما حصل، مبينا معادلات المرحلة في الجامعة تختلف كثيرا عن أرضية الشارع.

قتل الأبرياء

يؤكد أن عددا كبيرا من الشباب الإيرانيين الأبرياء تعرضوا للقتل خلال الاحتجاجات الأخيرة، وقال «70 % من النشطاء في الشارع والمعتقلين هم شباب تتراوح أعمارهم بين 17 و21 سنة، ويدعي أن أمريكا لا تستطيع الاعتماد على «المعارضة في المنفى» لجعل إيران غير آمنة؛ لأن قادتها لا يستطيعون التعاون وفي الخارج، «أصبح الجو مثل أن الجميع يعتبر بعضهم البعض مصادر للمعلومات».

وحسب ادعائه، ركز الأمريكيون على 3 أشخاص لقيادة الاحتجاجات: سعيد مدني المنظر، والسياسي الإصلاحي المعتقل حاليا مصطفى تاج زاده، والأهم مير حسين موسوي أحد قادة احتجاجات عام 2009 وأحد زعماء المعارضة الإصلاحية.

ويعتبر هذا المسؤول الأمني أن الجذور الداخلية للاحتجاجات الأخيرة هي قضايا مثل التمييز والبطالة والتي لا يمكن لأحد أن ينكرها، وكذلك أخطاء دوريات شرطة الأخلاق.

مقتل متظاهرين

لقي اثنان من المتظاهرين مصرعهما خلال الاحتجاجات التي تشهدها إيران أمس الأول، فيما أعلنت السلطات صدور ثاني حكم بالإعدام بحق أحد المتظاهرين.

وأفادت منظمة شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، بأن اثنين من المتظاهرين بمدينة كامياران بمحافظة كردستان قتلا جراء عنف السلطات الأمنية، وقالت إن فؤاد محمدي نجل إسماعيل من قرية مافيان لقي مصرعه على يد قوات الأمن، مضيفة أن القتيل الثاني هو سعيد مرادي، فتى من قرية بالينجان، لقي مصرعه أيضا على يد قوات الأمن.

وذكر موقع «سحام نيوز» الإخباري الإيراني، أن الاحتجاجات الشعبية تتواصل في مدن مختلفة من بينها العاصمة طهران، وأشار إن الاحتجاجات خرجت في عدة مدن حتى وقت متأخر من مساء أمس الأول، من بينها العاصمة طهران، وكرج، وشيراز، وأصفهان، والأهواز، وقزوين، وساري، وأرومية ومشهد ومدن أخرى.

ورفعت لاحتجاجات رفعت شعارات مناهضة للمرشد علي خامنئي، وقوات الباسيج، والحرس الثوري، فيما ترددت هتافات تدعو لمواصلة الاحتجاجات التي اندلعت منتصف سبتمبر الماضي.

نوفمبر الدموي

أظهرت مقاطع فيديو من مدن إيرانية مختلفة المتظاهرين وهم يرددون هتافات مناوئة للنظام من بينها «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد علي خامنئي.

وجاءت الاحتجاجات بعد دعوة لناشطين إيرانيين لإحياء الذكرى السنوية لاندلاع الاحتجاجات التي بدأت منتصف نوفمبر 2019، المسماة بـ»نوفمبر الدموي» على خلفية رفع أسعار الوقود لثلاثة أضعاف بشكل مفاجئ، وأسفرت تلك الاحتجاجات، وفق رواية المعارضة الإيرانية عن مقتل 1500 من المتظاهرين، فيما قدرت المنظمات الحقوقية الدولية للقتلى بنحو 304 أشخاص، بينما رفضت السلطات الإيرانية الكشف عن الأرقام الدقيقة.

وأفادت وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية، أن القضاء حكم على متظاهر ثان بالإعدام فيما يتعلق بالاحتجاجات التي عمت البلاد، وقالت «حسب الحكم فإن المتهم الذي أرهب الناس في الشارع باستخدام سلاح بارد وأشعل النار في دراجة نارية وهاجم وجرح شخصا بسكين حكم عليه بالإعدام»، وتشير وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية في إيران إلى المتظاهرين بـ «مثيري الشغب».

إعدام متظاهر

أصدرت السلطات القضائية في طهران قبل يومين، حكما بإعدام شخص يدعى «ماهان صدرت،» فيما حكم على خمسة متهمين بالسجن من خمس إلى عشر سنوات.

وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إيرانَ بالإفراج عن معتقلي الاحتجاجات في أسرع وقت ممكن، والامتناع عن إصدار حكم الإعدام.

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، جيريمي لورانس: «نطالب السلطات الإيرانية بالإفراج عن المعتقلين جميعهم الذين تربطهم صلة بالاحتجاجات السلمية في أسرع وقت ممكن، وإلغاء التهم الموجهة إليهم».

نوفمبر الدموي
  • اندلعت المظاهرات منتصف نوفمبر 2019 بعد مضاعفة سعر البنزين 3 مرات
  • سرعان ما امتدت المظاهرات لتشمل معارضة المسار الاستبدادي للحكومة
  • جرت في 31 محافظة وأكثر من 200 مدينة
  • أسفرت عن مقتل 1500 شخص بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 12 ألفا
  • اعتقل ما يزيد على 15 ألف شخص بسبب المظاهرات
  • أدت المظاهرات إلى غضب شعبي ضد الرئيس السابق حسن روحاني
  • يتظاهر الإيرانيون لإحياء ذكراها على مدار 3 أيام