أعمال

مختصون: أسعار الدواء بالمملكة ضمن الأعلى عالميا.. وتقوده صيدليات محتكرة

هيئة الدواء تتملص من دورها بالإشارة إلى أنها لا تسعر المكملات

محمد القنيبط
أكد مختصون ومهتمون بشأن المستهلك أن أسعار الدواء والمستحضرات الطبية وصلت إلى مستويات مرتفعة قياسا بالأسعار العالمية، وأيضا الأسعار في دول مجاورة، مرجعين ذلك إلى احتكار عدد من الصيدليات لسوق الدواء بالمملكة والتحكم في أسعاره.

وأشاروا إلى أن بعض الأسعار بالمملكة وصلت إلى 4 أضعاف القيمة عالميا، مطالبين الجهات ذات العلاقة، ومنها هيئة الغذاء والدواء، وجمعية حماية المستهلك، القيام بدورها في كبح جماح الأسعار، فيما طالب آخرون باستخدام خيار الشراء الالكتروني كخيار رئيس للحد من الارتفاعات ولإجبار الصيدليات على تخفيض الأسعار في النهاية.

وكان مغردون على «تويتر» قد أشاروا إلى أن عدم وجود أسعار محددة لبعض الأدوية والمتممات الغذائية يشجع الصيدليات «الجشعة « على التحليق عاليا بالأسعار ولمستويات تستنزف أموال ومدخرات من يحتاج لهذه الأدوية بشكل مستدام، منها على سبيل المثال دواء «ميلاتونين « الذي يوصف للمساعدة على النوم ، حيث يصل سعره في الصيدليات المحلية إلى 4 أضعاف القيمة عبر مواقع الكترونية متخصصة وموثوقة.

التخلي والنأي بالنفس

نأت الهيئة العامة للغذاء والدواء، وهي صاحبة الشأن، بنفسها عن المسؤولية عن تسعير بعض الأدوية ومنها دواء «ميلاتونين»، مشيرة إلى أن المستحضرات المحتوية على مادة الميلاتونين لا ينطبق عليها تعريف الدواء، مبينة أنها تقوم بتسجيلها للتأكد من مأمونية استخدامها لكن لا يتم تسعيرها، حيث تصنف بأنها مستحضرات صحية تستخدم لتحسين جودة الحياة وليس لعلاج الأمراض أو الوقاية منها.

نظام للتسعير

أشارت الهيئة إلى أنها تسعر المستحضرات الدوائية بناء على نظام المنشآت والمستحضرات الصيدلانية والعشبية الصادر بالمرسوم الملكي رقم 108/م بتاريخ 22-08-1441 والذي أعطى الصلاحية للهيئة بتسعير الأدوية، التي تم تعريفها في النظام بأنها أي منتج يصنع على شكل صيدلاني يحوي مادة أو أكثر تستعمل من الظاهر أو الباطن في علاج الإنسان من الأمراض أو الوقاية منها.

مستوى المعيشة

في ردها على الانتقادات على تويتر لعدم قيامها بالدور المطلوب بخصوص التسعير، اشارت الهيئة إلى أن سعر الدواء يخضع لعدة عوامل منها مستوى المعيشة واختلاف أسعار العملة وحجم السوق الدوائي، وهوما رد عليه مغردون بأن مستوى المعيشة في أمريكا مرتفع ومع ذلك فإن السعر أقل بأربع مرات في بعض الأدوية.

لا مسوغ للارتفاع

أشار رئيس اللجنة التجارية السابق بغرفة الشرقية علي اليامي إلى أن بعض أسعار الدواء بالمملكة أصبحت تحلق عاليا، ودون مسوغ، بدليل أن الأسعار عالميا وفي الدول المجاورة للمملكة لم ترتفع.

التجارة تخلي مسؤوليتها

بينما لم ترد جمعية حماية المستهلك على استفسارات الصحيفة للهيئة، بخصوص سبب عدم التدخل في كبح أسعار الدواء الذي وصل الى أسعار فلكية، أشارت وزارة التجارة بدورها إلى أنها ليست مسؤولة عن تسعير الأدوية المستحضرات الطبية والمتممات الغذائية المتعلقة بالصحة، فهي مسؤولية الهيئة العامة للغذاء والدواء، حيث لا تود الوزارة التداخل مع مسؤوليات الهيئة.

غياب الرقابة

أكد المختص والمهتم بشؤون المستهلك الدكتور محمد القنيبط، أن غياب الرقابة وتخلي بعض الجهات عن مسؤوليتها بخصوص أسعار الدواء، أوصلا الأسعار إلى أرقام فلكية، ومن ذلك دواء الميلاتونين الذي يزيد 4 أضعاف عن سعره في أمريكا، فهو يباع هنا بـ171 ريالا لدى صيدليتين رئيسيتين، بينما سعره لا يتجاوز 47 ريالا في أمريكا.

وحول إشارة البعض إلى أن المكملات الغذائية لا تخضع للتسعير، أشار إلى أن العلبة التي عليها الدواء تتضمن سعرا محددا، وبالتالي فإن المنتج يخضع للتسعير.

الشراء الالكتروني

طالب المختص في الشأن الطبي حمود العتيبي بتفعيل الشراء عبر الإنترنت من الجهات الموثوقة عالميا وهي كثيرة، خاصة للأدوية المزمنة، مشيرا إلى أن أسعار الفواتير بذلك تنخفض على أقل تقدير إلى الثلثين وتوفر مبالغ كبيرة، مبينا أن الدواء يصل خلال فترة وجيزة، كما أن الغش غير موجود لدى الشركات المشهورة عالميا، فهي حريصة على سمعتها، وأن من يروج بوجود الغش عبر الشراء عبر الإنترنت هو نفسه من يبيعها بالمملكة بأسعار فلكية.

جمعية لا تحمي

اقترح رجل الأعمال المهتم بشؤون المستهلك محمد الآزوري، إعادة تسمية جمعية حماية المستهلك باسم مناسب لها، وهو جمعية توعية المستهلك، حيث لا دور حمائيا لديها أبدا، مشيرا إلى أن عدم وجود جهة فاعلة لحماية المستهلك أدى إلى تمادي شركات الأدوية وغيرها، معربا عن استغرابه من تخلي هيئة الدواء عن دورها في التسعير تحت دعاوى واهية، مثل حرية التجارة أو أن المنتج المحدد له صفة المتمم الغذائي وليس صفة الدواء.

ليست المكملات فقط

بدوره، أشار أحد المتعاملين بالدواء الكترونيا صالح الونين، إلى أن الأمر لا يتعلق بالمكملات الغذائية، بل بالدواء بشكل عام المرتفع بالمملكة عن بقية دول العالم، ومن ذلك دواء حساسية الأنف «Nasonex « فهو في دولة مجاورة ومنها مصر بـ9 ريالات وهنا بالمملكة بـ47 ريالا، والحال كذلك مع غسول بيوديرما الذي يباع الحجم الصغير منه من حجم 200 ملم بـ108 ريالات ، بينما العلبة من حجم 500 ملم في تركيا ولنفس الشركة المنتجة 60 ريالا فقط، مطالبا من يرغب في شراء أدوية حديثة الإنتاج وبأسعار منخفضة أن يتواصل مع شركة « أي هيرب» العالمية أو «أمازون».

أسعارنا الأعلى

هذا يؤكده أيضا محمد الإبراهيم الذي أشار إلى أنه يوفر مبالغ كبيرة بشراء الدواء الكترونيا، ويشير مثلا إلى أن جلي «رويال» يوجد لدى الصيدليات بالمملكة بسعر 110 ريالات بينما هو في مواقع عالمية بسعر 55 ريالا، ودواء استروجين بـ50ريالا بالشراء الالكتروني وهو لدى الصيدليات بـ 123 ريالا، ومقياس حرارة للأطفال يوجد على موقع أمازون بـ 200 ريال بينما سعره لدى الصيدليات بالمملكة يصل إلى 360 ريالا.

ولفت إلى أن ذلك يمثل استنزافا وشفطا لما في جيوب الناس، دون وجه حق، وكان الأولى بجهات مثل هيئة الغذاء والدواء إيقاف هذا الاستغلال بدلا من التبرير لمن يقوم به تحت دعاوى واهية، مثل تكاليف النقل والوصول إلى المملكة.