ألم يحن الوقت لحل جامعة الدول العربية؟
الخميس / 9 / ربيع الثاني / 1444 هـ - 22:46 - الخميس 3 نوفمبر 2022 22:46
مع انفضاض قمة الجزائر، أمس الأول، تكون الجامعة العربية قد عقدت 31 قمة.
وفي 22 مارس المقبل تكون قد قطعت 77 عاما من عمرها المديد.
وإذا ما نظرنا إلى عدد السنين، فإنها مدة طويلة، أما إذا نظرنا إلى الإنجازات فلا نبالغ إذا قلنا إنها كانت صفرا، رغم التطبيل الإعلامي والتسميات والأوصاف الرنانة التي أطلقت على هذه القمم، ومنها قمة «لم الشمل» الأخيرة في الجزائر، التي ربما لم يسمع عنها أحد لولا أن محطات التلفاز والقنوات الفضائية، خاصة الرسمية منها، كانت مضطرة لتغطيتها لتعبئة وقت نشراتها الإخبارية.
ربما أكون متشائما، ولكن هذه الجامعة العربية لم تعد جامعة ولا عربية، وقد تحولت إلى شبه احتفالية سنوية لإلقاء الكلمات والتقاط الصور وإصدار قرارات كلنا يعلم أنها لن تنفذ وستوضع في الأرشيف بمجرد عودة المشاركين إلى بلدانهم.
عندما تأسست الجامعة، أقر المؤسسون، ومنهم المملكة العربية السعودية، ميثاقا طموحا، جاء في ديباجته:» تثبيتا للعلاقات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين الدول العربية، وحرصا علـى دعـم هـذه الروابط وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها، وتوجيها لجهودها إلى ما فيـه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيهـا وآمالهـا، واسـتجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية».
ولو أعدنا قراءة هذه الديباجة لقلنا إنها كانت أحلاما وآمالا لم يتحقق منها شيء، مثل شعارات «وحدة، حرية، اشتراكية».
وإذا ما قارنا هذه المنظمة العربية بمنظمات وأحلاف أخرى في العالم، مثل الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، واتحاد دول جنوب شرق آسيا، لبدت جامعتنا متواضعة وخجولة، رغم أنها قد تأسست قبلها بعقود طويلة.
انظر إلى الدور الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية المشتركة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، فعلى الرغم من تحفظاتنا الكثيرة على مواقف ومخططات هذه الدول، إلا أنها تبدو ظاهريا متماسكة في عدائها لروسيا ودعمها لأوكرانيا، وتتحدث رئاساتها باسم هذه الدول وتعلن قرارات نافذة باسمها.
أما جامعتنا العربية فلم يعد يحترم ميثاقها واتفاقياتها حتى بعض أعضائها، فما بالك بالغرباء.
ولم يعد أحد يرتجف من تصريحات أمينها العام، لأن العالم يعرف أنها تكتل شكلي بلا أنياب.
لقد جاء من جاء إلى قمة الجزائر، خاصة من يمثلون الدول الفقيرة، وكل واحد يحمل أثقالا من الهموم الخاصة، ويطلب من الآخرين المساعدة في حلها، وهو يعرف مسبقا أن «الأشقاء» سيتركونه يواجه مصيره وحده ويعاني الخذلان والضياع، والسوابق على ذلك كثيرة إذا ما نظرنا إلى اتفاقيات التعاون الاقتصادي والدفاع العربي المشترك التي أصبحت في حكم المنتهية.
ما أجمع عليه الذين حضروا قمة الجزائر، هو التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، والتمسك بمبادرة السلام العربية والتشديد على حماية القدس والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
هذا التأكيد، وكذلك الفقرة الخاصة بالعمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي، بمفهومه الشامل وبكل أبعاده.، كلام جميل وقد تكرر في بيانات القمم السابقة وسيتكرر في اللاحقة لسبب بسيط، وهو أن هذه البيانات لا تنفذ لانعدام الإرادة السياسية.
وللمفارقة، فإن صدور هذا البيان تصادف مع الذكرى الـ105 لصدور وعد بلفور الذي أعطى فلسطين لليهود، كما تصادف مع الانتخابات التي أعادت اليمين اليهودي الفاشي إلى السلطة في إسرائيل، ولم يصدر عن القمة كلمة لوم ولو بسيطة لحكومة بريطانيا التي ترفض الاعتذار عن جريمتها، مثلما ترفض فرنسا، شريكتها في اتفاقية سايكس-بيكو، الاعتذار عن جرائمها بحق الشعب الجزائري. ورغم ذلك ما زلنا نعتبر لندن وباريس «مربط خيلنا».
وهكذا تنقضي قمة عربية وتأتي أخرى وتصدر بيانات ولا تنفذ «وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا»، بل إننا أصبحنا مهزلة في أعين العالم، ما يجعلني أتساءل: هل يجب أن تستمر هذه الجامعة، أم أن الوقت قد حان لحلها... رحمة بها وبنا؟
وفي 22 مارس المقبل تكون قد قطعت 77 عاما من عمرها المديد.
وإذا ما نظرنا إلى عدد السنين، فإنها مدة طويلة، أما إذا نظرنا إلى الإنجازات فلا نبالغ إذا قلنا إنها كانت صفرا، رغم التطبيل الإعلامي والتسميات والأوصاف الرنانة التي أطلقت على هذه القمم، ومنها قمة «لم الشمل» الأخيرة في الجزائر، التي ربما لم يسمع عنها أحد لولا أن محطات التلفاز والقنوات الفضائية، خاصة الرسمية منها، كانت مضطرة لتغطيتها لتعبئة وقت نشراتها الإخبارية.
ربما أكون متشائما، ولكن هذه الجامعة العربية لم تعد جامعة ولا عربية، وقد تحولت إلى شبه احتفالية سنوية لإلقاء الكلمات والتقاط الصور وإصدار قرارات كلنا يعلم أنها لن تنفذ وستوضع في الأرشيف بمجرد عودة المشاركين إلى بلدانهم.
عندما تأسست الجامعة، أقر المؤسسون، ومنهم المملكة العربية السعودية، ميثاقا طموحا، جاء في ديباجته:» تثبيتا للعلاقات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين الدول العربية، وحرصا علـى دعـم هـذه الروابط وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها، وتوجيها لجهودها إلى ما فيـه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيهـا وآمالهـا، واسـتجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية».
ولو أعدنا قراءة هذه الديباجة لقلنا إنها كانت أحلاما وآمالا لم يتحقق منها شيء، مثل شعارات «وحدة، حرية، اشتراكية».
وإذا ما قارنا هذه المنظمة العربية بمنظمات وأحلاف أخرى في العالم، مثل الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، واتحاد دول جنوب شرق آسيا، لبدت جامعتنا متواضعة وخجولة، رغم أنها قد تأسست قبلها بعقود طويلة.
انظر إلى الدور الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية المشتركة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، فعلى الرغم من تحفظاتنا الكثيرة على مواقف ومخططات هذه الدول، إلا أنها تبدو ظاهريا متماسكة في عدائها لروسيا ودعمها لأوكرانيا، وتتحدث رئاساتها باسم هذه الدول وتعلن قرارات نافذة باسمها.
أما جامعتنا العربية فلم يعد يحترم ميثاقها واتفاقياتها حتى بعض أعضائها، فما بالك بالغرباء.
ولم يعد أحد يرتجف من تصريحات أمينها العام، لأن العالم يعرف أنها تكتل شكلي بلا أنياب.
لقد جاء من جاء إلى قمة الجزائر، خاصة من يمثلون الدول الفقيرة، وكل واحد يحمل أثقالا من الهموم الخاصة، ويطلب من الآخرين المساعدة في حلها، وهو يعرف مسبقا أن «الأشقاء» سيتركونه يواجه مصيره وحده ويعاني الخذلان والضياع، والسوابق على ذلك كثيرة إذا ما نظرنا إلى اتفاقيات التعاون الاقتصادي والدفاع العربي المشترك التي أصبحت في حكم المنتهية.
ما أجمع عليه الذين حضروا قمة الجزائر، هو التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، والتمسك بمبادرة السلام العربية والتشديد على حماية القدس والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
هذا التأكيد، وكذلك الفقرة الخاصة بالعمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي، بمفهومه الشامل وبكل أبعاده.، كلام جميل وقد تكرر في بيانات القمم السابقة وسيتكرر في اللاحقة لسبب بسيط، وهو أن هذه البيانات لا تنفذ لانعدام الإرادة السياسية.
وللمفارقة، فإن صدور هذا البيان تصادف مع الذكرى الـ105 لصدور وعد بلفور الذي أعطى فلسطين لليهود، كما تصادف مع الانتخابات التي أعادت اليمين اليهودي الفاشي إلى السلطة في إسرائيل، ولم يصدر عن القمة كلمة لوم ولو بسيطة لحكومة بريطانيا التي ترفض الاعتذار عن جريمتها، مثلما ترفض فرنسا، شريكتها في اتفاقية سايكس-بيكو، الاعتذار عن جرائمها بحق الشعب الجزائري. ورغم ذلك ما زلنا نعتبر لندن وباريس «مربط خيلنا».
وهكذا تنقضي قمة عربية وتأتي أخرى وتصدر بيانات ولا تنفذ «وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا»، بل إننا أصبحنا مهزلة في أعين العالم، ما يجعلني أتساءل: هل يجب أن تستمر هذه الجامعة، أم أن الوقت قد حان لحلها... رحمة بها وبنا؟