الرأي

المهووسون بالشهرة

عبدالله حسن أبوهاشم
قلة من البشر، هم الذين يهربون من الأضواء ولا يحبون الشهرة ولا يسعون إليها، لكن في الحقيقة وفي المقابل أن كثيرا من الناس يركضون في اتجاه الأضواء بحثا عن الشهرة وبريقها وحب الظهور، ويسعون إلى تحقيق ذلك بكل الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة لهم، ويحرصون على أن يكونوا دائما في دائرة الضوء. وفي تصوري أن الناس في الشهرة ينقسمون إلى صنفين: صنف كان في الأساس شخصا معروفا ومشهورا بين أوساط المجتمع، وسلطت عليه الأضواء لفترة من الزمن ثم بدأت هذه الأضواء تضعف ويخفت بريقها من حوله، فيصاب بضيق النفس، خاصة عندما يرى غيره في نفس المجال قد سلطت عليه الأضواء بقوة وبدأ يتجاوزه ويتقدم عليه في كثرة الظهور والشهرة، مما يضطره إلى البحث عن طريقة أو وسيلة، تسلط عليه الأضواء من جديد، وتعيده إلى أذهان الناس، ليتردد اسمه على ألسنتهم مرة أخرى، وهذه الحالة أظنها عايشها الكثير أو مرت عليهم، سواء كانوا كتابا أو أدباء أو فنانين أو مثقفين، وحتى بعض الدعاة الذين يحرصون على الشهرة وحب الظهور. الصنف الثاني: يكون في الأصل شخصا عاديا غير معروف نهائيا عند الناس، ولكن بدافع حب الظهور وبدواعي البحث عن الشهرة المهووس بها هوسا شديدا يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا الهدف، فيخرج على الناس فجأة بمقطع فيديو يحتوي على تصرف عجيب قد يكون لائقا أو غير لائق، أو بكلام غريب، ويبدأ الناس يتداولون المقطع أو الكلام على نطاق واسع لفترة من الوقت، مما يتسبب في إثارة الجدل حوله، وأحيانا يسبب موجة من الغضب والاستياء بين أوساط المجتمع، بينما تجده هو، على العكس، فرحا وسعيدا بما تحقق له من ظهور وشهرة تشبع رغبته في ذلك، حتى لو كانت هذه الشهرة على حساب سمعة الشخص نفسه، وأحيانا تكون على حساب الطعن في الدين وضد الأخلاق والفضيلة، وأحيانا على حساب سمعة الوطن وأهله، وأحيانا ضد مصلحة المواطن. هو لا يهمه ذلك ولا يفكر في النتائج والعواقب، المهم الظهور وأن تتحقق له الشهرة، هذا فقط هو ما يبحث عنه هو!