متاحف مكة الحاضرة الغائبة
مكيون
الأربعاء / 21 / ذو القعدة / 1437 هـ - 19:15 - الأربعاء 24 أغسطس 2016 19:15
كلما مررت بجانب متحف الحرمين الشريفين بأم الجود، توقفت متأملا محتوياته التي ترسخت بالذهن نتيجة لزياراتي المتكررة له، ووقفت متألما لحال أصاب متاحفنا، فمكة المكرمة مدينة غنية بالآثار، قليلة بالمتاحف خاصة التي توثق تاريخها وتاريخ مهن وعادات وتقاليد سكان أم القرى، وان كان ثمة من يسعى من الهواة لتوثيق ذلك بمتاحف خاصة فإن أعدادهم ضئيلة، ولا تقارن بما نراه في دول العالم من اهتمام بالمتاحف وتنظيم لها.
وإن تحدثنا عن مكة المكرمة كمدينة تمتاز بخدمات ومهن لا نظير لها فإننا نقف أمام خدمات الحج والحجاج، ونسأل أما آن الوقت لإقامة «متحف الحج وخدمات الحجاج»، يتناول الحديث عن الحج وخدماته ويحكي تاريخه عبر العصور والأزمان، ويبرز خدمات الدولة لمؤديه القادمين من أقاصي الأرض ومغاربها، فوزارة الحج والعمرة التي يقع على عاتقها مسؤولية إبراز هذا المتحف غائبة عن ذلك، ومؤسسات الطوافة هي الأخرى مغيبة له، وجلها لا ينظر لهذا العمل كتوثيق، وإن استثنينا مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا من كل ذلك فإننا نقول بأنها وثقت جزءا من كل، ووضعت أفكارا تطويرية لخدمات الحجاج فيما يعرف بــ «معرض الحج مستقبلا».
وإن كان مكتب الزمازمة الموحد قد سعى منذ سنوات لتوثيق هذه المهنة عبر متحف خاص به داخل مقره الرئيسي مثله في ذلك مثل مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، فإن هذا لا يعني نهاية المطاف فالمكتب ما زال مطالبا بتطوير متحفه بشكل دائم ومستمر في ظل بروز خدماته المستحدثة.
وفي الجانب الآخر نرى أن النقابة العامة للسيارات تقف بعيدة عن توثيق تاريخها ومراحل تطورها فلم تسع لإبراز تطور خدمات نقل الحجاج عبر معرض يحكي ذلك، ولا أقول أملنا لكني أقول رجاؤنا أن يسعى أصحاب المهن التاريخية المميزة في مكة المكرمة كالمطوفين والزمازمة والنقابة العامة للسيارات لإقامة متاحف دائمة تفتح أمام العامة تبرز بالتوثيق تاريخ هذه المهن وتطورها.
وفي المقابل فإن وزارة الشؤون البلدية والقروية مطالبة هي الأخرى بمثل هذا المعرض لإبراز ما قدمته من أفكار تطويرية ساهمت وبشكل واضح في راحة وسلامة ضيوف الرحمن، وأبرزها مشروع جسر الجمرات، ومشروع قطار المشاعر المقدسة، والخيام المطورة بمشعر منى وغيرها.
وكذلك الحال بالنسبة للبنك الإسلامي للتنمية الذي أوجد فائدة من لحوم الهدي والأضاحي يجنيها فقراء المسلمين، بعد أن كانت هذه اللحوم تذهب هدرا وتقذف في وسط المخيمات وفي الشوارع والطرقات.
ولن تكون وزارة النقل التي ساهمت من خلال دعمها لمشروع النقل بالرحلات الترددية في سرعة نقل ضيوف الرحمن داخل المشاعر المقدسة، ويقف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بدراساته وأبحاثه، التي وفرت لحجاج بيت الله الحرام الكثير من الجهد وقضت على العناء، في قمة الجهات التي ينبغي توثيق خدماتها وبرامجها.
وينبغي على أمانة العاصمة المقدسة كمالكة للأرض أن تسعى لمنح الجهات الحكومية المساحات الكافية لإقامة معارضها، فبوابة مكة، وشركة البلد الأمين لم يبرزا أي عمل حتى الساعة، ووجود متاحف في مداخل مكة المكرمة تحكي تاريخها خير من وجود رمال متحركة طوال العام، وأراض تتعرض للاعتداءات.