مدير أم قائد؟
السبت / 19 / ربيع الأول / 1444 هـ - 20:51 - السبت 15 أكتوبر 2022 20:51
أثناء جولة لمدير مصنع بين الأقسام لمتابعة سير العمل وتفقد الموظفين وجد في أحد المواقع عاملا مسندا ظهره إلى الجدار ومشغولا بهاتفه المحمول، عندها استشاط المدير غضبا وبلهجة حادة وجه سؤالا للعامل قائلا: كم راتبك الشهري؟ فأجابه العامل: 500 دولار يا سيدي. فأخرج المدير المبلغ من جيبه وأعطاه للعامل وقال له: هذا ما تعمل من أجله، وأنت من الآن مرفوض عملك في المصنع، لا حاجة لنا بأمثالك.
غادر العامل، ومضى المدير عدة أمتار ليقابل أحد مساعديه فسأله عن العامل الذي كان واقفا معه ما وظيفته في المصنع بالتحديد؟
فرد المساعد بأن العامل ليس من منسوبي المصنع وإنما هو مندوب توصيل أحد المطاعم!
هذه القصة الرمزية تمنحنا خيالات واسعة حول (الإدارة) ومفاهيمها ومتطلباتها، وكذلك تجعلنا نفهم بأن الإدارة فن وعلم ومهارات تتكامل لتقود منظومة العمل بكل احترافية نحو النجاح، وعند خلل أحدها فستكون قائدة نحو الفشل.
ومعلوم بأن الإدارة تتأثر بعوامل عديدة خارجية وداخلية، ولكن فكر القيادي وأسلوبه ومهاراته هو ما يحدد التعامل مع هذه الظروف والمقدرة على التعامل معها للوصول إلى الأهداف المنشودة.
المدير الملهم هو من يخطط بنجاح ويعيد ترتيب أولوياته وتقييمها بين فترة وأخرى، ويكون حريصا دائما على التأثير الإيجابي في العمل والعاملين.
يقول ريتشارد تمبرل في كتابه (قواعد الإدارة): هناك عدة محاذير على القائد الفذ تجنبها ومن أبرزها (لا تعتقد بأنك تدير الناس، أنت تدير العمليات، وتضع الاستراتيجيات وتتأكد من توافر مقومات ومصادر تحقيقها وإنجازها).
إن مكتب المدير الفاخر وسيارته الفارهة وملابسه الأنيقة وحديثه المنمق، كل ذلك ليس كفيلا بإحداث تطورات ونجاحات مميزة لإدارته، وأيضا ما يتحصل عليه من منصبه من وجاهة أو سلطة أو غيرها ليست مكتسبات حقيقية في حياته المهنية وما بعدها، بل إن نجاحاته الحقيقية تنبعث من إحساسه بأهمية دوره القيادي، وزرع روح الفريق الواحد بين الموظفين ورفع مستوى الطموح لديهم والتنافس بينهم دون الوصول بهم إلى التحاسد والتباغض، وكذلك تعزيز الإيجابيات والإشادة بها، ومعالجة السلبيات بأقل الأضرار الممكنة.
علوم الإدارة أصبحت في السنوات الأخيرة من التخصصات التي تعنيها الجامعات العالمية اهتماما كبيرا، وأيضا الشركات والمؤسسات إيمانا منها بأهمية القيادات في نجاح العمل باتت تصنع القادة وتؤسسهم وتعمل على تطويرهم باستمرار.
ختاما.. المؤسسات التي لا زالت تضع كل الاهتمام والتكاليف في المباني والتجهيزات ولا تولي العنصر البشري وبالذات مراكز القيادة والإدارة التأهيل والاهتمام اللازم وحسن الاختيار فهي تخطط للفشل وإن لم تفشل فستصبح يوما ما في أدنى مستويات النجاح بعيدة عن التميز والتطور.
amaboud151@
غادر العامل، ومضى المدير عدة أمتار ليقابل أحد مساعديه فسأله عن العامل الذي كان واقفا معه ما وظيفته في المصنع بالتحديد؟
فرد المساعد بأن العامل ليس من منسوبي المصنع وإنما هو مندوب توصيل أحد المطاعم!
هذه القصة الرمزية تمنحنا خيالات واسعة حول (الإدارة) ومفاهيمها ومتطلباتها، وكذلك تجعلنا نفهم بأن الإدارة فن وعلم ومهارات تتكامل لتقود منظومة العمل بكل احترافية نحو النجاح، وعند خلل أحدها فستكون قائدة نحو الفشل.
ومعلوم بأن الإدارة تتأثر بعوامل عديدة خارجية وداخلية، ولكن فكر القيادي وأسلوبه ومهاراته هو ما يحدد التعامل مع هذه الظروف والمقدرة على التعامل معها للوصول إلى الأهداف المنشودة.
المدير الملهم هو من يخطط بنجاح ويعيد ترتيب أولوياته وتقييمها بين فترة وأخرى، ويكون حريصا دائما على التأثير الإيجابي في العمل والعاملين.
يقول ريتشارد تمبرل في كتابه (قواعد الإدارة): هناك عدة محاذير على القائد الفذ تجنبها ومن أبرزها (لا تعتقد بأنك تدير الناس، أنت تدير العمليات، وتضع الاستراتيجيات وتتأكد من توافر مقومات ومصادر تحقيقها وإنجازها).
إن مكتب المدير الفاخر وسيارته الفارهة وملابسه الأنيقة وحديثه المنمق، كل ذلك ليس كفيلا بإحداث تطورات ونجاحات مميزة لإدارته، وأيضا ما يتحصل عليه من منصبه من وجاهة أو سلطة أو غيرها ليست مكتسبات حقيقية في حياته المهنية وما بعدها، بل إن نجاحاته الحقيقية تنبعث من إحساسه بأهمية دوره القيادي، وزرع روح الفريق الواحد بين الموظفين ورفع مستوى الطموح لديهم والتنافس بينهم دون الوصول بهم إلى التحاسد والتباغض، وكذلك تعزيز الإيجابيات والإشادة بها، ومعالجة السلبيات بأقل الأضرار الممكنة.
علوم الإدارة أصبحت في السنوات الأخيرة من التخصصات التي تعنيها الجامعات العالمية اهتماما كبيرا، وأيضا الشركات والمؤسسات إيمانا منها بأهمية القيادات في نجاح العمل باتت تصنع القادة وتؤسسهم وتعمل على تطويرهم باستمرار.
ختاما.. المؤسسات التي لا زالت تضع كل الاهتمام والتكاليف في المباني والتجهيزات ولا تولي العنصر البشري وبالذات مراكز القيادة والإدارة التأهيل والاهتمام اللازم وحسن الاختيار فهي تخطط للفشل وإن لم تفشل فستصبح يوما ما في أدنى مستويات النجاح بعيدة عن التميز والتطور.
amaboud151@