عازف البيانو
الثلاثاء / 20 / ذو القعدة / 1437 هـ - 19:00 - الثلاثاء 23 أغسطس 2016 19:00
ابن السابعة عاشق لعزف البيانو! ابن العائلة الثرية بحلول كل المساء يذهب إلى صديقه المقرب باحثا عن متعته التي وجدت بين جدران غرفته حيث الاستماع إلى معزوفات العشق والهوى ينظر متأملا تلك الأنامل التي تلامس وترا شغف به حـبا.
تمضي السنون مسرعة ويصبح الفتى رجلا إذ حيرة التخصصات لم توقع به فقد قرر أن يصبح عازفا منذ الطفولة.. ولكنه ابن الثراء ولا بد أن يكون طموحه يتناسب مع اسم عائلته، يجب أن يكون كما كان يحلم والده مهندسا.
وبعد محاولات باءت بالفشل في الإقناع استسلم وذهب إلى كلية الهندسة، وبعد التخرج منها لم تكن الوظيفة صعبة المنال ولكنه بعد شهرين فقط قدم استقالته، وحينها قرر عدم الاتباع إذ قراراته هي التي ستقوده. لم يكن له نصيب في رضا والده إذ الفكرة مرفوضة منذ البداية.. ولكن إصراره جعل الأمر عاديا ليس عقوقا وإنما لثبات الذات وطبيعة شخصية بالشخص نفسه.. ذهب حيث متعته ووجد نفسه عازفا بفرقة The Piano Guys!!
منذ الصغر والآباء يقررون عنا ابتداء باختيار اسمنا إلى ما لا نهاية، يرسمون طريقا لنا ويسيرون به دون أن يستمعوا لنا ولرغباتنا، تدمر شخصياتنا ونصبح كدمى يتحكم بنا الآخرون، لن نستطيع تحمل المسؤولية وكل شيء صعب سنواجهه سنهرب منه، وسنرمي ثقله على غيرنا، سنكون راضين بكل شيء حتى ما دون مستوى العيش، لن نبني ونتعب لأننا اعتدنا بأن يقوم بذلك أحد بدلا عنا. هكذا تربية لن تنفع مجتمعي ولن تنهض بوطني إن لم نعلم أطفالنا منذ الصغر كيف يتخذون القرارات ويتحملون نتائجها، ونمنحهم الحرية الكاملة في خوض التجارب الحياتية التي ستبني شخصياتهم، ونعلمهم المحاربة من أجل الأفضل، وإلا لن نكسب جيلا ينهض بأمتنا؟