أعمال

صندوق النقد: السعودية حققت تقدما مثيرا للإعجاب في تنفيذ خطة الإصلاح ضمن رؤية 2030

توقيع مذكرة تفاهم مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مقر إقليمي في المملكة

خلال حفل توقيع إنشاء مقر لصندوق النقد في الرياض
وقعت السعودية، ممثلة بوزارة المالية، مذكرة تفاهم مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مقر إقليمي للصندوق في المملكة. ووقع الاتفاقية أمس في الرياض وزير المالية محمد الجدعان مع مديرة صندوق النقد كريستالينا غورغييفا.

ووافق مجلس الوزراء أخيرا على قيام وزير المالية بالتباحث مع الصندوق، بهدف إنشاء مقر إقليمي له بالمملكة. وقال وزير المالية إن مذكرة التفاهم مع صندوق النقد الدولي تعزز الشراكة الثنائية.

وقالت غورغييفا إن زيارتها شهدت إنجازا بارزا آخر في مسار شراكة الصندوق مع المنطقة، موضحة أن الصندوق بصدد الانتقال إلى مستوى جديد من التعاون، عن طريق إنشاء مكتب إقليمي للصندوق في الرياض. وأضافت أن هذا المكتب سيقود انخراط الصندوق مع المؤسسات الإقليمية، وتوثيق العلاقات مع السلطات في بلدان المنطقة، والمساعدة على توسيع نطاق أنشطة الصندوق في مجال تنمية القدرات، مما يجعل المملكة ثاني أكبر مساهم على مستوى العالم. وذكرت غورغييفا أن الحكومة السعودية حققت تقدما مثيرا للإعجاب في تنفيذ خطة الإصلاحات ضمن رؤية المملكة 2030، ولا سيما مضاعفة نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة في فترة لم تتجاوز 4 سنوات.

وتوقعت مديرة صندوق النقد أن تكون المملكة من أسرع اقتصادات العالم نموا هذا العام، وسيكون الحفاظ على زخم الإصلاح لتعزيز تنوع النشاط الاقتصادي عاملا محوريا لإرساء الرخاء على المدى الأطول.

تعميق التعاون

وقالت خلال جلسة نقاش رفيعة المستوى في الرياض شاركت فيها بشأن معالجة انعدام الأمن الغذائي مع وزير المالية محمد الجدعان، «من دواعي سروري البالغ أن أزور الرياض مرة أخرى لتعميق التعاون بين صندوق النقد الدولي وكل من السعودية ومجلس التعاون الخليجي، ولا سيما في الاستجابة لسلسلة الصدمات العالمية، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي».

وأضافت «في كل مناقشاتنا، رحبت بالدور الحيوي الذي تضطلع به المملكة على الصعيد الدولي، ولا سيما دورها في دعم بلدان المنطقة، وكذلك مساهمتها الأوسع نطاقا في مساندة البلدان الضعيفة التي تضررت من صدمات عدة، بدءا بجائحة كوفيد-19 وانتهاء بحرب روسيا الدائرة في أوكرانيا حاليا. وقد عقدنا مناقشات مثمرة أيضا بشأن الخطر الوجودي الذي يمثله تغير المناخ والأهمية البالغة لتحقيق تحول منظم في مصادر الطاقة».

مواصلة الحوار

وذكرت مديرة صندوق النقد أن مناقشات الاجتماع كانت بناءة للغاية.

حيث تم الاتفاق فيها على الحاجة إلى مواصلة الحوار بشأن الإصلاحات الاقتصادية الجارية في المنطقة، وإلى تعزيز جهودنا التنسيقية لدعم بلدان المنطقة ومعالجة الأزمات العالمية، مبينة أنها تشعر بالامتنان أيضا للدعوة التي تلقتها من الجانب السعودي المضيف، من أجل المشاركة في الاجتماع السنوي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي.

استجابة فعالة

وقالت «في إطار اجتماع مجلس التعاون الخليجي، شاركت أيضا في جلسة نقاش رفيعة المستوى بشأن معالجة انعدام الأمن الغذائي مع وزير المالية محمد الجدعان، ووزير الشؤون الاقتصادية وترقية الصناعات الإنتاجية في موريتانيا عثمان مامادو كان، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي وديفيد بيزلي، ورئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر. وتعكس مشاركة المملكة في استضافة هذه الفعالية دورها القيادي في معالجة هذا التحدي الحرج. وفي هذا السياق شددنا على تزايد الحاجة الملحة لاستجابة عالمية فعالة ومنسقة ولمزيد من التمويل لدعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، التي تواجه مشكلة انعدام الأمن الغذائي. ولذا أعرب عن امتناني لما أعلنته مجموعة التنسيق العربية بشأن تقديم 10 مليارات دولار بصفة مبدئية للتخفيف من أزمة إمدادات الغذاء العالمية، ويسرني كثيرا أن دولا عدة في مجلس التعاون الخليجي تعتزم تقديم تعهدات أخرى لهذا الغرض في وقت قريب.

التزام سخي

ووجهت غورغييفا الشكر لحكومة السعودية على التزامها السخي بالاستثمار في بناء القدرات لدى بلدان المنطقة. وأطلق الصندوق منذ فترة قصيرة نافذة تمويلية جديدة للأمن الغذائي تحت مظلة برامجنا القائمة للتمويل الطارئ، بغية المساعدة في تقديم تمويل إضافي للبلدان الأشد تأثرا بأزمة الغذاء الحالية. وستستمر المناقشات حول الجهود العالمية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي في الجولة القادمة من اجتماعات الصندوق والبنك الدولي السنوية، التي تعقد في الفترة 10 - 16 أكتوبر في واشنطن العاصمة.