النعمي يدعو السينما لمراعاة الدقة في نقل تفاصيل الأعمال الروائية
الثلاثاء / 20 / ذو القعدة / 1437 هـ - 20:30 - الثلاثاء 23 أغسطس 2016 20:30
شدد الناقد الدكتور حسن النعمي على ضرورة مراعاة العاملين في الحقل السينمائي الدقة في نقل العمل الروائي إلى السينما، لافتا إلى أن الرواية والسينما لونان تعبيريان يتفقان ويختلفان في آن واحد، وذلك ليس مفارقة بينهما، فهما برأيه يلتقيان عند نقطة جوهرية تتمثل في السردية التي تصبغهما.
وقال النعمي في محاضرة بعنوان : ايديولوجيا الخطاب بين الرواية والسينما بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالدمام، ضمن فعاليات برنامج «اقرأ» في مبادرة إثراء الشباب الذي تنظمه أرامكو السعودية، «إن الرواية والسينما يختلفان من حيث تغير آلية الخطاب لا من حيث مضمونه، مشيرا إلى أنهما يستخدمان السرد خطابا بحمولات ايديولوجية، ويختلفان في كيفية تقديمه تبعا لاختلاف آلية التعبير.
وسيلة التعبير
وأضاف النعمي: في نظرية العلاقة بين الرواية والسينما تفريعات كثيرة عن كيفية تطويع الرواية ذات البعد المجرد إلى نص سينمائي قوامه الحركة وغايته تجسيد العالم الروائي عبر تقديم الشخصيات والأشياء والأمكنة والأزمنة، وكثيرا ما يقول الناس بعد مشاهدة فيلم مأخوذ عن رواية أعجبوا بها عند قراءتها، لقد غير الفيلم من الرواية، مرة بالاختزال، ومرة بالإسهاب، ومرة بالزيادة والنقصان، وغيرها من الملاحظات، وحقيقة الأمر أن هذه الملاحظات تغفل عن حقيقة جوهرية، وهي اختلاف وسائل التعبير بين الرواية والسينما.
علاقة الرواية بالسينما
وأوضح النعمي أنه في أول مستوى من مستويات العلاقة بين الرواية والسينما يظهر ما يعرف بالدقة أو الأمانة في النقل، والمقصود مراعاة الدقة في نقل تفاصيل العمل الروائي من حيث الأمكنة والشخصيات وخط السرد وتناميه والرسالة العامة التي تقدمها الرواية، وهو شرط عند أصحاب هذا التوجه يجب التقيد به أثناء نقل الرواية إلى السينما، أو بمعنى أكثر دقة الحفاظ على تماسك النص الروائي في الفيلم.
التناص المشترك
وقال النعمي: إن أصحاب نظرية العلاقة بين الرواية والسينما قدموا بديلا لتجاوز هذه الإشكالية وهو التناص، لقد وجدوا في التناص مدخلا مهما للنظر بعمق إلى مستوى هذه العلاقة، حيث رأوا أنها قد تتجاوز مراعاة آليات التعبير بين الرواية والسينما من حيث التكثيف والاختزال والتقديم والتأخير، وتتجاوز سلبية التأثيرات الايديولوجية بوصفها تعديا صارخا ونقلا غير أمين لروح الرواية.
الدقة في النقل
وأضاف: من منظور التناص يحافظ صانع الفيلم على الرؤية الأساسية للرواية مع حرية كاملة في اتخاذ الرواية مرجعا ينطلق منه إلى فضاءات تسمح له باقتراح أحداث بديلة، أو تقديم شخصيات أخرى، أو تغييب شخصيات لأغراض جمالية، لا لأغراض ايديولوجية، لذا فإن العلاقة بين الرواية والسينما هي علاقة مستفيد بمرجع، حيث تغيب معالم الرواية الأساسية وتبقى روحها، فالدقة في النقل ومحاكاة الرواية شخصية بشخصية، وحدثا بحدث، وموضوعا بموضوع لم تعد شرطا في هذه العلاقة.