العالم

النساء يقتلن تحت أقدام حكام إيران

6 رصاصات غادرة تنهي حياة النجفي.. والقبض على ابنة رفسنجاني 200 شهيد سقطوا في11 يوما فقط و10 آلاف معتقل ذهبوا للسجون الدماء تسيل في 154 مدينة تصدى شبابها وفتياتها لطغيان الديكتاتور لوردات بريطانيا: على المجتمع الدولي إنهاء ثقافة إفلات الجناة من العقاب فيليبس: النساء الإيرانيات يظهرن شجاعة لا تصدق ضد القمع الوحشي

المظاهرات تشتعل في قلب طهران
«أمس قتلت مهسا أميني، واليوم أنهت 6 رصاصات غادرة حياة حديث النجفي، وغدا قد يكون الدور على فائزة رفسنجاني التي اعتقلوها بداعي تحريض المتظاهرين».. هذا ملخص ما يحدث في إيران بعد 12 يوما من الاحتجاجات المنتشرة في 31 محافظة وأكثر من 150 مدينة، فالنساء هناك يموتون تحت أقدام حكام طهران.

الأرقام التي كشفت عنها المعارضة الإيرانية، تقول إن 200 شهيد سقطوا تحت أقدام الأمن الإيراني، وأكثر من 10 آلاف معتقل انضموا إلى ما يزيد عن 300 ألف معتقل موجودين أصلا في السجون، واستمرت الدماء تسيل في 154 مدينة يتصدى شبابها وفتياتها لطغيان الديكتاتورية الحاكمة في طهران.

رصاصات الغدر

وبعد أيام من مقتل الشابة الكردية العشرينية مهسا أميني، لحقت شابة أخرى هي حديث نجفي (20 سنة) بها، بعد أن قتلت برصاص قوات الأمن خلال التظاهرات المستمرة، لتصبح رمز آخر على شجاعة النساء الإيرانيات التي تتحدى سلطات الملالي وقمعه.

وانتشرت مقاطع فيديو لنجفي على نطاق واسع على تويتر، تظهرها وهي تشارك في الاحتجاجات في كرج الواقعة على بعد 30 كلم شمال غربي طهران. كما انتشر وسم يحمل اسمها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت شقيقتها، «إنها توفيت بعد إطلاق قوات الأمن النار عليها، وأعلنت الصحفية والمدافعة عن حقوق المرأة مسيح علي نجاد، على تويتر، عن أن وفاة نجفي، بسبب إطلاق الشرطة ست طلقات عليها بعدما ربطت شعرها الذي لم ترتد عليه حجابا، ودخولها بجرأة في وسط مظاهرة في كرج».

ونقل موقع «إيران واير»، عن تقارير إعلامية أن نجفي أصيبت بجروح في البطن والرقبة والقلب واليد خلال إطلاق قوات الأمن النار، ونقلت إلى المستشفى ثم توفيت لاحقا فيها.

اعتقال فائزة

بالتواكب، اعتقلت السلطات الإيرانية ابنة الرئيس الأسبق، فائزة أكبر هاشمي رفسنجاني، بتهمة «تحريض المتظاهرين» في شرقي العاصمة، طهران، وفقا لما ذكرته وكالة «تسنيم» المحلية.

وقالت الوكالة «إن فائزة لديها سجل سابق في الاعتقالات بسبب تواجدها المباشر في بعض الاحتجاجات» في الماضي، حيث تعرف بانتقادها للنظام».

وفي يوليو الماضي، وجهت محكمة اتهامات بحقها بالدعاية ضد النظام والتجديف على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعلقت الاتهامات حينها بتعليقات مفترضة لرفسنجاني، وهي نائبة سابقة وناشطة في مجال حقوق النساء، خلال نقاش إذاعي على إحدى منصات التواصل الاجتماعي في أبريل.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن فائزة رفسنجاني قولها إن طلب طهران رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء لـ «المنظمات الإرهابية الأجنبية» التي وضعتها الولايات المتحدة «ضار بالمصالح الوطنية».

اشتباكات وقمع

فتحت قوات الباسيج نيرانها على صدور المتظاهرين في 20 موقعا بالعاصمة طهران، واشتبك الشباب مع القوات القمعية في منطقتي نارمك وستار خان، وتواصل الضرب والركل للمتظاهرين في جميع المدن الإيرانية، بعدما اندلعت موجات الغضب، في أعقاب وفاة شابة كردية، تبلغ 22 عاما، خلال احتجازها لدى شرطة الإرشاد.

وفي أجزاء كثيرة من طهران، قطع المتظاهرون حركة مرور السيارات التي تحمل قوات قمعية بإضرام النار وقطع الطريق، وشن شباب الانتفاضة هجومًا بزجاجات حارقة على تجمع عناصر القمع وسياراتهم ودفعوهم إلى الخلف. وهتفوا «ويل لكم عندما نتسلح» ردا على إطلاق الرصاصات وإلقاء الغازات المسيلة للدموع.

هتافات الثوار

وسمعت، هتافات الموت للديكتاتور والموت لخامنئي من نوافذ وأسطح المنازل في العديد من مناطق طهران، واندلعت مظاهرات واشتباكات في مدن مختلفة، بما في ذلك يزد ومشهد وتبريز وبندر عباس ولاهيجان وقم وقروه وسردشت ومريوان وفي مشهد، تظاهر المواطنون على الأقل في خمسة أماكن وواجهوا القوات القمعية ورجال الأمن بالزي المدني على الرغم من التواجد الكبير للقوات القمعية.

كما شهدت مظاهرات واشتباكات في مناطق مختلفة من مدينة تبريز، خاصة بلدة «رشدية» وتقاطع «شهناز»، وهتف حشد غفير «الموت لخامنئي وسأقتل من قتل أختي»، وأما في مريوان فقد هتف حشد كبير «الإيراني يموت .. ولا يقبل الذل»، قام نظام الملالي بقطع أو إبطاء الإنترنت في طهران والعديد من المناطق الأخرى في البلاد لمنع امتداد الانتفاضة وانتشار أخبارها وصورها.

تظاهرات أوسلو

وبالتزامن مع انتفاضة الشعب الإيراني، نظم أنصار منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة مظاهرات وحركات تضامنية مع الشعب الإيراني في أوسلو - ستوكهولم - يوتوبوري ومالمو، وكتبت أسماء المدن التي اندلعت فيها الانتفاضة على لافتات وحملها المتظاهرون في أيديهم.

وحمل الإيرانيون في أوروبا صور قائد مقاومة الشعب الإيراني مسعود رجوي والرئيسة المنتخبة للمقاومة مريم رجوي، ورددوا شعارات «الطريق الوحيد للخلاص هو حمل السلاح لإسقاط النظام، و»نحن أبناء النضال- نتحداكم»، و»نناضل، ونقاتل، ونستعيد إيران»، وتم عزف الأناشيد الوطنية تضامنا مع الشعب الإيراني في هذه الفعاليات التي لقيت ترحيبا من مواطني الدول المختلفة.

تضامن اللوردات

وأصدر أعضاء مجلس العموم ولوردات بريطانيا بيانا يدعم خلاله انتفاضة الشعب الإيراني، وكتبت اللجنة البرلمانية البريطانية لإيران حرة، في معرض إدانتها لمقتل مهسا أميني «على المجتمع الدولي أن يتحرك، موجة التنديد لن تكون كافية في تطبيق العدالة والثأر لضحايا قمع النظام الإيراني. يجب انتهاء ثقافة إفلات الجناة من العقاب».

وأضاف البيان «الأجهزة الأمنية القمعية والسلطة القضائية في إيران جزء لا يتجزأ من اضطهاد الحكومة، وبالتالي فهي جزء من المشكلة وليست الحل، نحن ندعم بشكل كامل المتظاهرين في جميع أنحاء إيران الذين قوبلت مطالبهم المشروعة بالعنف المفرط.

وطالب مجلس اللوردات المجتمع الدولي أن يدعم بشكل جماعي الحملة الشعبية من أجل العدالة في إيران من خلال إنشاء لجنة دولية بقيادة الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام الإيراني، ومحاكمة مسؤولي النظام في محكمة دولية.

شجاعة النساء

وبعض عدد من اللوردات رسائل تضامنية للإيرانيين، فقال اللورد ألتون: «على إنجلترا دعم تطلعات الشعب الإيراني في رفض الدكتاتورية بأي شكل من الأشكال، وإقامة جمهورية على أساس خطة زعيمة المعارضة مريم رجوي الديمقراطية لإيران غير نووية».

وأكد ديفيد جونز عضو مجلس العموم أن «الاحتجاجات في إيران تنتشر، ورد النظام هو محاولة القمع، إنها لحظة حساسة، على المجتمع الدولي أن يقف وراء الإيرانيين الشجعان».

ولفت جيس فيليبس عضو مجلس العموم البريطاني إلى أن «النساء الإيرانيات يظهرن شجاعة لا تصدق ضد القمع العنيف والوحشي. سأفعل كل ما في استطاعتي لمساعدة الإيرانيات للاستماع صوتهن».

ضحايا انتفاضة الإيرانيين بعد 11 يوما:
  • 200 شهيد
  • 10,000 معتقل
  • 154 مدينة تشهد المظاهرات
  • 31 محافظة تنتفض
  • 11 عاصمة أوروبية شهدت احتجاجات
فائزة رفسنجاني

• 59عاما.

• ابنة الرئيس المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني.

• ناشطة اجتماعية ونائبة برلمانية سابقة.

• حكم عليها بالسجن 6 أشهر في 2012 بتهمة الدعاية ضد الدولة.