تفاعل

العزة والمنعة لوطن الوفاء في عامه الثاني والتسعين

محمود أحمد منشي
المملكة العربية السعودية، ما أجمل وما أعرق هذا الاسم الغالي على قلوبنا والمحفور في أذهاننا. السعودية هذا الوطن المعطاء بيت العرب الكبير ومهوى أفئدة الناس، يضم على ثراه الطيب الحرمين الشريفين، المسجد الحرام يتجه إليه المسلمون خمس مرات في اليوم، والمسجد النبوي الشريف فيه قبر سيد الأولين والآخرين نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-. وطن يسابق الزمن في كل الميادين، موقعه الصف الأول من هذا العالم المترامي الأطراف.

نحن نحتفل بهذا اليوم الوطني في عامه الثاني والتسعين، ترجع بنا الذاكرة بما قام به جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ورجاله -يرحمهم الله- في تأسيس هذا الكيان، دستورها الكتاب والسنة، أرسى قواعدها الراسخة الأركان مستعينا بالله -عز وجل- في كل أعماله، وطّد الأمن وجمع شتات الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه رغم أن التشرذم والقتل والسلب والنهب والتناحر كان يسود أبناءه في الجزيرة العربية، لكن طيب الله ثراه صدق مع ربه فصدقه العلي القدير، أنار الله بصيرته رحمه الله وفجّر الله الأرض بخيراتها (النفط) وفتح له الآفاق، أرسى الأمن وساد الأمان أرجاء البلاد وانطلقت البلاد حسب إمكاناتها، رغم أنه كان في بداية بسط سلطته على البلاد كانت تعاني من قلة الموارد وشح الإمكانات، وبتوفيق الله ثم لنوايا الملك المؤسس الخيّرة ونظرته الثاقبه واتكاله على الباري جل وعلا جاءت الأرض بذلك الخير (النفط).

بدأ رحمه الله التخطيط والبناء مع رجاله المخلصين فنهضت هذه الدولة الفتية في كل اتجاه والحمدلله. جاء من بعده الملوك -رحمهم الله- سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، ساروا على خُطى والدهم، وجاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بهذه القفزات وما تحمله من رؤية وبُعد نظر.

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني المجيد في تاريخ الثالث والعشرين من شهر سبتمبر في كل عام، ويحتفل بهذا اليوم الأغر من أجل إحياء ذكرى توحيد المملكة وتغيير اسمها الذي كان يعرف في السابق باسم مملكة نجد والحجاز إلى المملكة العربية السعودية.

إن المملكة العربية السعودية وطن شامخ، إنجازات ومشاريع تشيّد في كافة مناحي المملكة، هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمين، عهد التطوير وأخذ بكل أسباب العلم والتقنية، تدور فيه عجلة النماء حيث يعلو البناء في كل الميادين، وطنٌ يستحق الفداء، فقد شهدت وتشهد المملكة رخاءً اقتصاديا وتقدما ملموسا ينعكس على البلاد في وجودها في مقدمة الصفوف والمكانة اللائقة بها ضمن الكبار والتي يشار لها بالبنان في مجالات التنمية الاقتصادية، الصحية، الاجتماعية، تسارع الخطى في تسنُم المركز الرفيع بين الدول المتقدمة وتحقق لها هدفها المنشود في مجال التقنية، حتى أصبحنا بفضل الله الدولة الخليجية الأولى الرقمية، وضمن العشرة الدول الأولى في العالم. هذا العمل لم يأت من فراغ بل صاحبه عمل دؤوب تضافرت فيه كل الجهود حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه والحمدلله. ان ما تسعى إليه الدولة حثيثا بكل ما أوتيت من قوة هو جلب الاستثمار الأجنبي وسهلت أمامه كل السُبل وأزاحت عنه العراقيل لكي يجد أمامه الأرض الخصبة لاستثمار أمواله والبيئة الصالحة له بإذن الله، وقبل ذلك وهو الأهم الاستثمار في الإنسان.

المواطن السعودي ففتحت له الأبواب فكان عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية وجدير بها؛ لأن المواطن هو الركيزة الأساسية في كل خطط الدولة ولا يتوانى في المساهمة في هذا السبيل بكل ما يستطيع.

والسياحة التي تمضي قُدما في تحقيق ما يُعول عليها هي مع إشراقة كل يوم نرى لها خُطوة مباركة، معالي وزير السياحة لا يألو جهد ولا يدخر وسعا في إعطائها الدعم اللازم وتذليل كل ما يعترض طريقها، هناك أكثر من اثنتي عشرة منطقة سياحية تطالعنا بها منصة الوزارة، بإمكان السائح الاطلاع عليها وتحديد المنطقة التي يرغب زيارتها، وبفضل الجهود الكبيرة من وزارة السياحة استطاعت تغيير وجهة بوصلة السياحة تجاه المملكة، فالسياحة أضحت صناعة وهي مصدر دخل لكثير من الدول.

معالي رئيس هيئة الترفيه والجهود المُضنية التي يقوم بها وفريق العمل، وما تقوم به الهيئة في إقامة موسم الرياض، المنطقة الغربية، المنطقة الشرقية، منطقة جازان، إلى باقي المناطق الأخرى.. لاقت القبول والاستحسان من قبل المواطن والمقيم وحتى من دول الجوار وحتى من الدول العربية، هذا الإقبال كان وراءه عمل كبير حتى أصبحنا والحمد لله محط أنظار الأشقاء والأصدقاء.

اليوم الوطني يحق لنا أن نفخر ونعتز بإنجازاتنا وحضارتنا وكل مُنجز والحمد لله، وأن آخر دعوانا

أن الحمد لله رب العالمين.