الرأي

اليوم الوطني السعودي 92

برجس حمود البرجس
نحن - المهتمين بالتنمية وكتاب الرأي وأصحاب الاختصاص في مجالات عدة - كنا نحلم لسنوات طويلة أن يكون لدولتنا اهتمام كبير في مزاحمة ومنافسة الدول المتقدمة في كثير من الخدمات والصناعات. وكانت أمانينا كبيرة ولكن كانت تطلعاتنا تكتفي بالبعض منها، ثم أتت «الرؤية» وبدأنا نلمس بوادر تطور أكثر مما كنا نتمنى وأكبر مما كنا نحلم به، وأصبح اهتمام بلدنا فخما ونخبويا، حيث تستهدف المملكة بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

الآن الجهات الحكومية وبمناسبة اليوم الوطني أصبحت تتسابق لتنافس بعضها البعض لتقديم مقاطع فيديوهات تتحدث فيها عن منجزاتها وتعبر فيها عن فخرها بما حققته وما يحققه الوطن من تطور وتغير في السنوات الأخيرة من خلال برامج التطوير والتحول الوطني ورؤية المملكة 2030.

الجميع يعبر عن فرحته بمناسبة اليوم الوطني السعودي بالمنجزات والتطوير الذي يراه مناسبا في مجاله وقطاعه، والتعبير كان مختلفا من جهة لأخرى ومن شركة لأخرى، ولكن غلب على تعبيرهم الاعتزاز بتاريخ وطننا وتحولاته، والاعتزاز بثقافتنا وديننا واعتدالنا، والكل يتسابق على تقديم أفضل ما لديه للوطن والمواطنين والمقيمين من خدمات قطاعه وتطوراتها، وكذلك منجزاته التي يتفاخر بها أمام الجميع.

بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وبإدارة وإشراف ومتابعة وتوجيه من ولي العهد، أصبح لدينا أكثر مما نتمنى، وأصبحت لدينا رؤية واضحة للمستقبل، وأصبح لدينا برنامج لتنمية القدرات البشرية، وبرنامج لجودة الحياة، وبرامج للتحول الوطني ولتحول القطاع الصحي، وبرنامج لتطوير القطاع المالي، وبرنامج لصندوق الاستثمارات العامة، وبرنامج للاستدامة المالية، وبرنامج للإسكان وبرنامج لخدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج للتخصيص، وبرنامج لتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية. يتفرع من هذه البرامج برامج أخرى لاهتمامات كبيرة وحساسة مثل المحتوى المحلي والاهتمام بالبيئة وغيرها الكثير حتى نصل إلى الاهتمام بتنظيمات وتشريعات للذوق العام.

عند مناسبات اليوم الوطني لكل عام، نتذكر هذه البرامج والاهتمامات ونتخيل كيف ستكون عند اكتمالها، كيف سنصبح في عام 2030 وكيف سنكون في عام 2040 و2050. نتصور كيف ستكون عوائد اهتمامنا بجودة الحياة وبالبيئة والتطور الرقمي وبالفضاء وبالمحتوى المحلي وبمراكز البحوث والتطوير.

اليوم الوطني مناسبة وطنية ينتظرها الجميع، وارتبط التعبير عن الفرح بالتطور التنموي الملحوظ في الاستثمارات والخصخصة والاهتمام برأس المال البشري والتطور السياحي والترفيهي وبالخدمات الصحية والتعليمية والتحولات الرقمية، وحتى الألعاب والمعسكرات التعليمية والاستكشافية بأنواعها، وأيضا الهوايات ومهرجانات الصيد والخيل والإبل.

اليوم الوطني والمناسبات الوطنية تعبير عن الفخر والاعتزاز بالوطن والولاء لقادته، فخر واعتزاز بتوحيد المملكة وتأسيسها، وفخر واعتزاز بالتطورات والتحولات السريعة في جميع المجالات.

Barjasbh@