الرأي

في دلالات الاحتفاء باليوم الوطني

طامي الشمراني
يمر علينا في هذه الفترة حدث وطني مهم وبارز، إنه اليوم الوطني الثاني والتسعون، ذكرى إعلان الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، توحيد المملكة، ولعل الدلالة المهمة لهذا اليوم تأخذ قيمتها من جملة من الأمور، وتأتي في مقدمتها أنه يوم لتعزيز الانتماء والهوية، بمعناهما الواسع الوطني والحضاري والإنساني، فلا شك أن المتأمل لهذا الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية سيلحظ حضوره المتنامي في شتى مجالات الحياة على صعيد الوطن وعلى الصعيد العالمي، من هنا تأتي دلالات الاحتفاء بهذا اليوم تأكيدا على هذا الحضور من ناحية، ومناسبة لإظهار تجلياته المختلفة التي باتت تأخذ أشكالا متنوعة ثقافية وفنية عبر البرامج الاحتفالية المتنوعة المتمثلة في المسابقات الشعرية وحفلات الفلكلور الشعبي الذي يظهر قدرات الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض وهويته الثقافية، إضافة إلى اشتراك الفنانين والمثقفين العرب في إظهار جماليات هذا اليوم وما يحمله من دلالات.

لا شك أن المضمرات الثقافية التي ينبغي إدراكها من خلال الاحتفاء باليوم الوطني كثيرة جدا، ولعل من أجلّها وأظهرها الدور الذي يلعبه في تعزيز الهوية الوطنية والحضارية للملكة، هذه الهوية التي لم تعرف المستحيل عبر قادتها الأجلاء، وربما يظهر ذلك في تحويل حلم التوحد في جزيرة العرب إلى حقيقة ما زلنا نعيش في ظلال بهجتها وألقها، وهي تتجدد سنويا لتغرس في نفوس أجيالنا جيلا بعد جيل قيم الوطن، ومعاني الانتماء.

ويأتي الاحتفاء في هذا العام من خلال ملاحظة خططه الثقافية والفنية والحضارية ليحتفي ويؤكد على الرؤية الحكيمة للملكة، رؤية المملكة 2030م، التي يرعاها سيدي ولي العهد -حفظه الله-، هذه الرؤية التي تظهر يوما بعد يوم أن التخطيط هو المدماك الأساسي في بناء الأوطان، وتطويره ووضعه على سكة الفعالية العالية التي تعزز دوره الحضاري والإنساني، من هنا يأتي الاحتفاء باليوم الوطني لحظة فارقة لتعزيز الشغف بوطن جعل المستحيل واقعا، وهذا ما يظهر في شعار الاحتفاء بهذا اليوم هذه السنة المتمثل بعبارة (هي لنا دار) عبر ما تحمله مفردات هذا الشعار من ألفة وانتماء وحب، وتمسك بالوطن بمعناه البهي النبيل.

وبعد هذا لا غرابة إذا قلنا إن هذا اليوم هو يوم فعاليات بامتياز تظهر تعلق أبناء الوطن بوطنهم، كما أنه يوم الفرح والسعادة والبهجة، واستثمار الطاقات، إنه اليوم الذي يرسل من خلاله أبناء المملكة رسالتهم الحضارية إلى العالم، عبر رؤيتهم الحضارية للملكة في مستقبل قريب يرعاه قادة يدركون تماما أن المحبة والشغف والعلم والتخطيط أساس بناء الأوطان.

tamidghilib1404@