العالم

حرب أمريكية سرية عبر مواقع التواصل

واشنطن بوست: 150 حسابا مزيفا لشخصيات ومواقع إعلامية قامت مواقع البحث بإزالتها

الجيش الأمريكي يخطط لاستغلال مواقع التواصل (مكة)
اتسع الجدل حول تأثير العمليات التي يقوم بها الجيش الأمريكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر وفيس بوك، في البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية.

وأشارت إيلين ناكاشيما في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إلى أن البنتاجون أمر بإجراء مراجعة شاملة لكيفية إدارته لحرب المعلومات السرية بعدما وضعت شركات كبرى للتواصل الاجتماعي، يدها على حسابات مزيفة يشتبه في أنها عائدة للقوات المسلحة الأمريكية، في انتهاك لقواعد هذه المنصات، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

ووفقا للتقرير، أعطى وكيل وزارة الدفاع للسياسات كولن كاهل الأسبوع الماضي، توجيهات للقيادة العسكرية المنخرطة في عمليات الحرب النفسية عبر الإنترنت، كي تقدم جردة كاملة بنشاطاتها بحلول الشهر المقبل، بعدما أعرب البيت الأبيض وبعض الوكالات الفيدرالية، عن قلق متزايد حيال محاولة وزارة الدفاع استغلال الجمهور، وفق ما أفاد مسؤولون دفاعيون وفي الإدارة على اطلاع على الأمر.

وأظهر موقعا البحث غرابيكا وستانفورد إنترنت أوبزرفاتوري الشهر الماضي، أن شركتي فيس بوك وتويتر أزالتا في السنوات الماضية 150 حسابا مزيفا لشخصيات ومواقع إعلامية. وبينما لم ينسب موقعا البحث الحسابات المزيفة إلى القوات المسلحة الأمريكية، فإن مسؤولين مطلعين على الأمر، أفادا بأن القيادة المركزية الأمريكية هي من ضمن الجهات التي تخضع للتدقيق.

ولم يحدد موقعا البحث متى حصلت عمليات شطب الحسابات المزيفة، لكن المطلعين على المسألة قالوا إنها جرت في العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة. وأشاروا إلى أن بعض عمليات الإزالة قد تمت في الصيف وشملت مواقع أوردت روايات مناهضة لروسيا تتحدث عن الحرب «الإمبريالية» للكرملين في أوكرانيا وتحذر من التأثير المباشر للنزاع على دول آسيا الوسطى.

ولفت موقعا غرابيكا وستانفورد إنترنت أوبزرفاتوري إلى أن حسابات الشخصيات المزيفة، التي تستخدم التكتيكات نفسها التي تستخدمها دول مثل روسيا والصين لم تحقق زخما، والحسابات السليمة تجتذب، في الواقع، المزيد من المتابعين.

وتشرف القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» التي تتخذ تامبا مقرا لها على العمليات العسكرية الأمريكية في 21 بلدا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والجنوبية. ورفض ناطق باسم القيادة التعليق على الأمر، لكن الناطق باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر صرح في بيان، بأن العمليات المعلوماتية للجيش «تخدم أولويات

أمننا القومي»، وأنها يجب أن تمارس وفقا للقوانين والسياسات المرعية و»نحن ملتزمون بتطبيق هذه الضمانات».

ورفض ناطقون باسم فيس بوك وتويتر التعليق على هذه القضية، واستنادا إلى تقرير موقعي البحث غرابيكا وستانفورد إنترنت أوبزرفاتوري، فإن الحسابات التي تمت إزالتها تشمل أيضا موقعا إعلاميا بالفارسية يتشارك في محتوى مواضيع يبثها راديو صوت أمريكا وراديو أوروبا الحرة بالفارسية. وأشار التقرير إلى إزالة حساب آخر مرتبط بتويتر، كان يزعم في ما مضى بأنه ينطق باسم القيادة المركزية الأمريكية.

وبحسب التقرير، فإن أحد الحسابات المزيفة نشر تغريدة مثيرة تزعم أن أقارب لاجئين أفغان قالوا إن جثثا استعيدت من إيران بترت أعضاؤها، وكانت التغريدة مرتبطة بفيديو كان جزءا من مقال نشر على موقع الكتروني عائد للجيش الأمريكي.

ولم تشأ «سنتكوم» التعليق على ما إذا كانت الحسابات المزيفة قد أنشأها عناصر ينتمون إليها أم متعاقدون، وقال مسؤول دفاعي، إنه إذا تبين أن التغريدة المتعلقة بسرقة الأعضاء من الجثث، مصدرها «سنتكوم»، فإن ذلك سيعد «انتهاكا للعقيدة وممارسات التدريب». وبمعزل عن التقرير المشار إليه، علمت «واشنطن بوست» أنه في عام 2020، عطل فيس بوك حسابا شخصيا وهميا أنشأته «سنتكوم» لمواجهة المعلومات المزيفة التي نشرتها الصين وتفترض أن فيروس كورونا المسبب لكوفيد 19 قد اخترعه مختبر للجيش الأمريكي في فورت ديتريك بولاية ميريلاند، بحسب ما أفاد مسؤولون على اطلاع بالأمر. وأضافوا أنه تم استخدام الحسابات المزيفة –الناشطة على فيس بوك بالعربية والفارسية والأوردو- لتضخيم معلومات حقيقية وزعها المركز الأمريكي للأمراض والوقاية منها حول نشأة الفيروس في الصين.